يد الإرهاب تضرب حلب من جديد
توفيق المحمود
بعد الضربات الموجعة التي تلقتها الجماعات الإرهابية على يد الجيش السوري في مدينة درعا ومحيطها جنوب البلاد والتي أُصيبت بانتكاسة مدوية نظراً الى الإخفاق الكبير في تحقيق أي اختراق على طول جبهات القتال انتقلت الآن إلى مدينة حلب، فالإرهابيون يشنون هجوماً كبيراً على حلب في محاولة منهم لإسقاطها، لكن الجيش السوري تصدى للهجوم ومنع تقدمهم واستطاع تحرير عدد من المواقع الجديدة في حلب المدينة.
وفي التطور الميداني ارتفعت وتيرة الاشتباكات مع الجماعات الإرهابية على محور جمعية الزهراء واستطاع الجيش السوري أن يحبط هذا الهجوم والذي وصف بالأعنف على جبهات حلب منذ عام وأجبرهم على الانسحاب تحت الكثافة النارية التي أدّت إلى مقتل عدد كبير من الإرهابيين.
فقد تمكن الجيش السوري من قتل أكثر من مئة إرهابي وتدمير أربع عشرة آلية في حليصة والجبول وعين الحنش ودير حافر ومسكنة وطريق الكاستيلو وتل علم وتل التركس ومستودع ذخيرة في البريج بريف حلب.
كما وجهت ضربات على تجمعات ومقرات الإرهابيين في عين الحنش وقرية مسكنة في أقصى الجنوب الشرقي بالريف، وأسفرت عن تحقيق إصابات مباشرة في صفوف الإرهابين وسقوط العشرات منهم قتلى ومصابين.
كما تم فك الحصار عن عدد من المناطق التي كان يحاصرها الإرهابيون فضلاً عن إبعاد الجماعات الإرهابية عن محيط مطار حلب الدولي كما أكدت القيادة السورية بأن حلب ستظل على رأس اولويات القيادتين السياسية والعسكرية وزيارة رئيس مجلس الوزراء وائل الحلقي لحلب بتوجيه من الرئيس بشار الأسد خير دليل على ذلك.
الاتراك كانوا يخوضون معركة حلب بكل قواهم العسكرية ويشارك ضباط اتراك في إدارة العمليات العسكرية على أكثر من محور، فمدينة حلب موقع جيواستراتيجي مهم بالنسبة الى تركيا التي طالما هددت بإنشاء منطقة عازلة وكانت تدعم الإرهابيين مالياً وعسكرياً ولوجستياً تحت مسمى «المعارضة المعتدلة» لكن بعد انتخابات 7 حزيران التركية وخسارة أردوغان وحزبه «العدالة والتنمية» الغالبية النيابية في الانتخابات جعلت أردوغان وتلميذه أوغلو يصعدون من الوضع على الحدود ويرفعون جاهزية الجيش التركي والتهديد بالتدخل العسكري بحجة الحفاظ على الامن القومي التركي والجميع توقع أن يكون هذا التدخل إذا ما قام به أردوغان سيكون المسمار الأخير الذي يدق بنعشه، لكن رئيس الوزراء التركي أحمد أوغلو علق في الثاني من تموز الجاري على نشر بلاده مؤخراً قوات إضافية على جزء من الحدود التركية بأن هذا الإجراء لا يهدف الى أي تدخل عسكري.
وقال: «صحيح أننا اتخذنا إجراءات لحماية حدودنا، وهناك أوامر بالتحرك إذا استجدت أي ظروف عبر الحدود تهدد الأمن التركي، إلا أنه لا توجد خطط فورية لأي تدخل عسكري في سورية ويجب ألا يتصور أحد أن تركيا ستدخل سورية غداً أو في المستقبل القريب.
لا شك في أن حلب شكلت خلال الأزمة السورية محور اهتمامات تركيا وحلفائها في المنطقة الذين سعوا الى السيطرة عليها وإجبار الحكومة السورية للانصياع إلى رغباتهم وظن رعاة هؤلاء الإرهابيين ان بإمكانهم توجيه ضربة الى الجيش السوري في الشمال إلا أن الوقائع الميدانية عاكست خططتهم حيث استعاد الجيش السوري المبادرة وتصدى الى هذا الهجوم، فهل تكون بداية مؤشر رفع اليد التركية التدريجية عن السيطرة الكاملة على المجموعات الإرهابية هناك تبقى الأجوبة مرهونة بالأيام المقبلة.