روسيا لن تسمح بـ«دفن» اتفاقات مينسك

شدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على عدم جواز مراجعة اتفاقات مينسك، مؤكداً ضرورة تطبيق حزمة الاتفاقات بصورة متكاملة.

وقال في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع وزير خارجية لوكسمبورغ جان أسلبورن في موسكو أمس: «إنني حذرت شركاءنا الغربيين في أوروبا وجون كيري أن ذلك مراجعة الاتفاقات السلمية وتطبيقها بشكل انتقائي سيعد أمراً غير مقبول. إن اتفاقات مينسك عبارة عن حزمة اتفاقات ولا يمكن تفكيكها».

وأوضح الوزير أن المحادثات في إطار «رباعية النورماندي» والاتصالات الأخرى مع الشركاء الدوليين تترك لدى موسكو انطباعاً بأن هناك من يسعى لمراجعة الاتفاقات التي تم عقدها يوم 12 شباط في مينسك. وتابع أن هذه المحاولات تأتي بمبرر أن «السلطات الأوكرانية تحاول أن تقوم بشيء وأجرت إصلاحاً دستورياً وإن كان من دون مشاركة دونيتسك ولوغاسنك» في إطار تطبيقها لاتفاقات مينسك.

وأضاف لافروف أن روسيا من جانبها تصر على تطبيق اتفاقات مينسك بصورة نزيهة، وهي تخشى من أن تؤدي كل هذه المحاولات إلى فكرة «مينسك-3» والتخلي عن اتفاقات «مينسك-2».

وشدد على أنه من المستحيل تسوية النزاع في شرق أوكرانيا من دون إطلاق حوار مباشر بين كييف وجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك المعلنتين من جانب واحد في منطقة دونباس.

وأردف لافروف قائلاً: «يكمن العنصر الأهم في الحركة إلى الأمام بشكل ناجح على مسار التسوية في إطلاق حوار مباشر متبادل الاحترام بين كييف من جهة ودونيتسك ولوغانسك من جهة أخرى. ومن دون مثل هذا الحوار، من المستحيل التوصل إلى تسوية سياسية مستقرة وحل قضايا أخرى يجب تجاوزها وفق حزمة الإجراءات التي تم الاتفاق عليها في مينسك».

وأعاد لافروف إلى الأذهان في هذا الخصوص أن اتفاقات مينسك التي أصدر مجلس الأمن قراراً دولياً دعما لها، تقول بوضوح إن الإصلاح الدستوري في أوكرانيا يجب أن يجرى بالتنسيق مع دونيتسك ولوغانسك.

وذكر لافروف أن موسكو قلقة من عجز كييف عن الوفاء بالالتزامات التي أخذتها على عاتقها وفق اتفاقات مينسك، بما في ذلك الالتزامات بإجراء الانتخابات البلدية في دونباس وإجراء إصلاح دستوري بالتنسيق مع سكان هذه المنطقة.

واعتبر أن السلطات الأوكرانية تعمل بنشاط على نسف اتفاقات مينسك، ودعا الغرب إلى زيادة ضغوطه على كييف من أجل تطبيق الاتفاقات، وقال: «يشعر الجانب الروسي بقلق عميق من عجز كييف أو ربما عدم رغبتها في الوفاء بالتزاماتها المتعلقة بتنسيق الخيارات المحتملة لإجراء الانتخابات المحلية مع دونيتسك ولوغانسك، وعجزها عن إشراك ممثلي الجمهوريتين المعلنتين من جانب واحد في صياغة الدستور الجديد».

وتابع لافروف: «ما يثير قلقنا أيضاً هو عدم تناسب مشروع الدستور الجديد الذي جرى إعداده من دون مشاركة الممثلين المذكورين، مع أي من بنود اتفاقات مينسك المتعلقة بهذه الوثيقة». وأوضح أن مشروع الدستور الذي قدمته كييف لا يذكر ضرورة تقديم النظام الخاص لمنطقة دونباس على أساس دائم، ولا يعكس المهمات المتعلقة بتخفيف مركزية الصلاحيات في البلاد والتي استعرضتها اتفاقات مينسك بالتفصيل.

من جهة أخرى، أعلن ألكسندر زاخارتشينكو رئيس «جمهورية دونيتسك الشعبية» بشرق أوكرانيا أن تصريحات جو بايدن نائب الرئيس الأميركي حول إجراء انتخابات محلية في دونباس «غير ملائمة».

وكان بايدن قد أعلن في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك في وقت سابق أن واشنطن تدين نية «دونيتسك الشعبية» بإجراء انتخابات محلية في 18 تشرين الأول المقبل، مشيراً إلى أن هذه الانتخابات تتعارض مع اتفاقات مينسك والقوانين الأوكرانية.

وقال زاخارتشينكو: «كلمات بايدن… غير ملائمة. ونائب الرئيس الأميركي على الأرجح لم يفهم اتفاقات مينسك . وأشك بأنه قرأ مجموعة إجراءات مينسك أصلاً»، بحسب ما نقلته وكالة «دونيتسك» للأنباء.

وأضاف: «إذا كان بايدن معنياً بالفعل بمصير اتفاقات مينسك، عليه إجبار بوروشينكو وغرويسمان رئيس البرلمان ورئيس اللجنة الدستورية على تنفيذها والتنسيق مع «دونيتسك الشعبية» في ما يتعلق بتعديل الدستور وقواعد الانتخابات، كما تنص عليه البنود رقم 4 و11 و12 من مجموعة إجراءات مينسك»، مضيفاً أن واشنطن ستتحمل المسؤولية عن إفشال الانتخابات في حال عدم إرغامها الرئيس الأوكراني على الحوار.

وأعلن أحد قادة جمهورية «دونيتسك الشعبية» دينيس بوشيلين أن الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو يضلل المجتمع الدولي عندما يؤكد أن كييف حاورت منطقة دونباس بشأن تعديلات على دستور أوكرانيا.

بدوره قال رئيس «دونيتسك الشعبية» الخميس إن الخطوات الأحادية الأخيرة التي اتخذتها كييف في سياق تعديل الدستور، تدل على خروج كييف من عملية مينسك السلمية. وتابع أن سلطات «الجمهورية» فرضت النظام الخاص للحكم الذاتي في أراضيها بدءاً من اليوم، وحددت يوم 18 تشرين الأول المقبل موعداً للانتخابات المحلية. الى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع في «جمهورية دونيتسك» شرق أوكرانيا أنها تنتظر تأكيد منظمة الأمن والتعاون في أوروبا عدم قيام قوات الدفاع الشعبي بإطلاق النار رداً على قصف كييف قرية شيروكينو.

وقال إدوارد باسورين المتحدث باسم الوزارة في الجمهورية الشعبية، إن دونيتسك تعول على أن المنظمة ستجبر كييف على تنفيذ جميع وعودها.

وفي وقت سابق، أعلن باسورين أن جيش دونيتسك سحب جميع قواته من قرية شيروكينو. وأشار إلى أنه تم إبلاغ بعثة المراقبين التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا والمركز المشترك للتنسيق ومراقبة وقف إطلاق النار في منطقة النزاع جنوب شرقي أوكرانيا بسحب الأسلحة من قبل دونيتسك من القرية، وذلك في خطوة أحادية الجانب.

وكان دينيس بوشيلين مندوب «دونيتسك الشعبية» لدى مجموعة الاتصال حول الأزمة الأوكرانية قال إن قيادة الجمهورية قد أعلنت قرية شيروكينو في ضواحي مدينة دونيتسك منطقة خالية من السلاح، ودعا كييف إلى دعم هذه المبادرة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى