التوقيع على اتفاقية الاتحاد الاقتصادي الأوراسي
وقع رؤساء كل من روسيا وبيلاروس وكازاخستان أمس على اتفاقية تأسيس الاتحاد الاقتصادي الأوراسي التي ستدخل حيز التنفيذ في الأول من كانون الثاني 2015، إذ ستساهم هذه الاتفاقية بحسب الكرملين في الارتقاء بالبلدان الأعضاء إلى مستوى أرفع من التكامل، وتلتزم البلدان الثلاثة بضمان حرية انتقال البضائع والخدمات ورؤوس الأموال والأيدي العاملة فيما بينها، وبتنسيق سياستها في مجالات الاقتصاد الرئيسية، بما فيها الطاقة والصناعة والزراعة والمواصلات، ليصبح هذا الاتحاد قاب قوسين أو أدنى من تشكيل السوق الأكثر ضخامة على الرحاب السوفياتية السابقة كمركز جديد قوي للتطور الاقتصادي يضم تحت جناحيه أكثر من 170 مليون نسمة.
الاتفاق الذي وقّع عليه أمس بعد اجتماع المجلس الأعلى الاقتصادي الأوراسي الذي عقد في العاصمة الكازاخية استانا، بحث أيضاً في النواحي العملية لنشاط الاتحاد الجمركي القائم بين روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان إلى جانب المنطقة الاقتصادية الموحدة، إضافة إلى مسألة توسيع نطاق الاتحاد الاقتصادي الأوراسي لاحقاً بما في ذلك مسألة انضمام أرمينيا إليه، وتحضير «خريطة الطريق» المتعلقة بتكييف قوانين قيرغيزيا مع القاعدة القانونية للاتحاد الجمركي والمنطقة الاقتصادية الموحدة، فيما أفادت المعلومات أن إيران وسورية وجمهورية دانيتسك الشعبية طلبت الانضمام إلى هذا الاتحاد.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أثناء الاجتماع إن «الاتحاد الاقتصادي الأوراسي سيعمل بمبادئ عامة شفافة وواضحة للجميع، بما فيها أحكام ومبادئ منظمة التجارة العالمية». وأضاف «ننشئ اليوم مركزاً قوياً وجذاباً للتنمية الاقتصادية وسوقاً إقليمية ضخمة تضم أكثر من 170 مليون نسمة. يملك اتحادنا احتياطات ضخمة من الموارد الطبيعية، بما في ذلك مصادر الطاقة: خمس احتياطات الغاز العالمية ونحو 15 في المئة من احتياطات النفط».
وكان يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي قد صرّح عشية الاجتماع بأن «إبرام هذه الاتفاقية هو حدث تاريخي من وجهة نظر الدفع بعمليات التكامل في الفضاء الأوراسي».
وتلتزم الدول الثلاث بموجب الاتفاقية ضمان حرية حركة البضائع والخدمات ورأس المال والقوة العاملة في حدود الاتحاد، وأيضاً بتنسيق سياساتها في القطاعات الحيوية للاقتصاد مثل الطاقة والصناعة والزراعة والنقل.
ويضم نصّ الاتفاقية 28 قسماً و118 مادة و32 ملحقاً. وعلاوة على ذلك، سيعقد بوتين في أستانا لقاء ثنائياً مع نظيره الكازاخي نورسلطان نزار بايف. ومن المنتظر أن يجري التوقيع على حزمة من الوثائق في ختام المحادثات، بما فيها مذكرة حول بناء محطة كهروذرية في كازاخستان باستخدام تكنولوجيا روسية.