«النجاح الحقيقي إنو نكون على قد المسؤولية لنغير بهالبلد الصغير»!
هي رسالة هادفة أراد من خلالها أمير فقيه أن يسمع صوته إلى كلّ من يعاني في هذا البلد من قلّة فرص العمل وقلّة فرص الحياة الكريمة. ربّما جاءت رسالته بطريقة غريبة جداً وربما يعتقد البعض بأنها رسالة عابرة وستمضي لكنّها في الحقيقة رسالة عميقة تلمس أوجاعنا ومعاناتنا اليومية. فأمير الذي طلبت منه جامعته التي تخرّج منها أن يدفع أربعمئة دولار أميركي مقابل مشاركته في حفل التخرّج الذي تقيمه الجامعة لخرّيجيها، لم يقبل بأن يدفع هذا المبلغ لقاء تخرّجه بل قرر شراء ثوب التخرّج وخوض تجربة ربما خطرت في بالنا لكن لم يتجرّأ أحد على القيام بها. والخطوة كانت في أن يمارس جميع أنواع المهن وهو بملابس التخرّج، لكنه لم يمارس مهناً عادية بل مارس مهن الفقراء والعمّال ووجّه رسالة عبر مواقع التواصل الاجتماعي قائلاً فيها: «أولاً ما قمت به هو شيء رمزي يعكس فعلياً ما يجري في وطن ضاق بأبنائه وضاق بشبابه ما جعل منهم قوة متعلمة تطمح للوصول من دون أمل، فيتخرج الابن العشريني بطموح يلامس الكواكب ليصطدم بحقيقة أن طموحه يتصارع مع التراب فيتحول من صاحب شهادة عليا إلى شخص سيعمل بأي مهنة حتى إن لم تحتج دراسة طويلة ليبقى صامداً. ثانياً كل احترام لأي مهنة يعمل بها الشخص بعرق جبينه ليؤمن معيشته ليبقى. على أمل الوصول… وهيك تخرجنا ومش رح نقوص لأن ما بتحرز ولأن النجاح الحقيقي مش بالتخرج، النجاح الحقيقي هو نكون على قد المسؤولية لنغير بهالبلد الصغير».
هذا هو عقار «الدواعش» السحري!
عادت مخدرات «داعش»، وعلى رأسها الكبتاغون المدمر، لتطل على مشهد الإرهاب من جديد، بعد تسرب أنباء وتقارير عن تناول الإرهابي سيف الدين الرزقي السفاح الذي نفذ مجزرة شاطئ بوجعفر في مدينة سوسة التونسية، التي انتهت بـ38 ضحية أغلبهم من البريطانيين وعشرات الجرحى، جرعات كبيرة من هذا المخدر الشهير، بحسب ما نقلت تقارير صحافية دولية استناداً إلى تسريبات من قسم الطب الشرعي في تونس العاصمة. وكانت صحف تونسية وأجنبية كثيرة نقلت عن شهود عيان حضروا المجزرة تأكيدهم أن القاتل «الذي كان يسير بهدوء وبطء، كان يضحك ويبتسم وهو يحاول مغادرة مكان الجريمة». وتحدثت مواقع وصحف تونسية كثيرة بعد العملية الإرهابية عن الشكوك في تعاطي الشاب مواد مخدرة اعتماداً على شهادات ميدانية لشهود كانوا قريبين من القاتل وفي محيط شاطئ الفندق الذي شهد المذبحة. ونقلت صحيفة «ديلي ميل»، نقلاً عن مصادر من تونس أن القاتل «كان تحت تأثير المخدر حتى لا يفهم ما كان يقوم به أو يشعر بأي شيء». وفي تقرير «ديلي ميل»، أكد أحد الشهود أنه «بعد أن فرغ من إطلاق النار، وضع الرشاش على كتفه، ثم بدأ في تصوير الجثث وهو يضحك بصوت مرتفع». وقال عامل في الفندق الذي شهد المذبحة إن المجرم «كان يضحك ويقهقه كل مرة كان يُطلق فيها النار، وفي النهاية، بعد أن قتل الجميع لم يكترث بأي شيء، غادر المكان هادئاً. كان يبدو سعيداً وفرحاً حتى أنه لم يحاول الفرار أو العدو للهرب». ونقل موقع التلفزيون الفرنسي «فرانس انفو تي في» عن متخصص في الإدمان وتعاطي مثل هذه العقاقير: «ميزة الكبتاغون أن متعاطيها قابل للقيام بأي شيء وكل شيء، إذا كان مستعداً له عقلياً، فيُساعده المخدر في تجاوز مشاعر الإحباط، أو تأنيب الضمير أو التردد، والخوف من ردة فعل الآخرين، الذين يختفون من وعيه وعقله».
ويُضيف المتخصص الفرنسي وليام لوفنستاين أن «هذه العقاقير وتماماً مثل العقاقير المثيرة للأعصاب الأخرى، تساعد في التغلب على الشعور بالتعب أو الأرق، وتمنح متعاطيها الإحساس بأنه قادر على كل شيء، وأن قدراته تفوق الوصف». يُذكر أن الكابتغون مخدر من عائلة الامفيتامنات، والميتافيتامنات الممنوعة وأشهر الاكستازي، وممنوع في كل دول العالم تقريباً منذ 1986 بعد تصنيف خطورته على يد المنظمة العالمية للصحة.