تقرير
نشرت صحيفة «موسكوفسكي كومسوموليتس» الروسية مقالاً جاء فيه: قرّر بوتين أن يجمع في مدينة أوفا الروسية بين زعماء الدول الآسيوية الكبرى التي تشغل مساحتها ثلث اليابسة العالمية وتسيطر على 30 في المئة من الناتج الإجمالي المحلي، وذلك على خلفية المجابهة المحتدة بين روسيا والغرب.
وتهدف قمة أوفا بالدرجة الأولى إلى التأكيد على أن العالم لم يعد عالماً أحادي القطب، كما الحال سابقاً. أما مؤسسات واتحادات مثل الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي ومجموعة «G7» فتقابلها مؤسسات واتحادات بديلة جديرة.
وجرت العادة أن تعقد قمتا مجموعة «بريكس» و«منظمة شنغهاي للتعاون» في موعدين مختلفين منفصلين. إلا أن روسيا قررت هذه المرة إصابة أرنبين بطلقة واحدة، علماً أن الصين لديها عضوية في كلتا المنظمتين. أما الهند فتنوي الحصول على العضوية الدائمة في «منظمة شنغهاي».
وكان الجانب الروسي قد أعلن قبل انعقاد القمة بأشهر أن مسألة توسيع «منظمة شنغهاي للتعاون» مسألة محورية في أجندة قمة أوفا، إذ إنّ موسكو وبكين مهتمتان بتطوير عقيدة العالم متعدد الأقطاب واستحداث مؤسسات واتحادات بديلة لكل من الاتحاد الأوروبي ومجموعة السبع، من شأنها دعم الأيديولوجية الجديدة.
ولم تعد روسيا تدعو إلى بناء فضاء اقتصادي موحد من لشبونة إلى فلاديفوستوك في أقصى شرق آسيا الروسية ، فقد وجهت أنظارها نحو الشرق حيث يبنى «طريق الحرير الجديد» برعاية الصين، والذي من المفترض أن يندمج معه الاتحاد الاقتصادي الأوراسي. وليس من قبيل الصدف توجيه الدعوة إلى الرئيس البيلاروسي آلِكسندر لوكاشينكو، الذي ليس لبلاده عضوية في المنظمتين شنغهاي وبريكس ، لكنها عضو نشط في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، الذي يضم، إضافة إلى بيلوروسيا، كلّاً من روسيا وأرمينيا وكازاخستان وقرغيزيا.
وبحسب قول مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف، فإن «منظمة شنغهاي للتعاون» كانت قد تلقت حتى الآن طلبات من 11 دولة للحصول على العضوية في هذه المنظمة. وكان الطلب الأخير قد ورد يوم 2 تموز الجاري من جمهورية مصر العربية.
وستشهد قمة أوفا تشغيل عملية منح العضوية الدائمة في «منظمة شنغهاي للتعاون» للهند وباكستان. وهناك طلب وارد من إيران. وقال أوشاكوف بهذا الصدد: «نأمل بأن يلبى هذا الطلب الإيراني بعد إلغاء مجلس الأمن الدولي للعقوبات المفروضة على هذا البلد».
ومن أهم اللقاءات التي سيعقدها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة أوفا، اللقاء بالرئيس الإيراني حسن روحاني الذي يتوقع أن يُعقد في التاسع من تموز الجاري بعد انتهاء قمة «بريكس» وقبيل مأدبة العشاء التي سيقيمها الرئيس الروسي تكريماً لزعماء الدول الأعضاء في مجموعة «بريكس» و«منظمة شنغهاي للتعاون» و«الاتحاد الأوراسي» التي تراهن عليها روسيا حالياً.
ومن أهم مواضيع أجندة قمة أوفا موضوع المفاوضات في شأن الملف النووي الإيراني ومستقبل التعاون العسكري التقني مع إيران، إذ أبدت روسيا استعدادها لاستئناف صفقة تسليم طهران منظومات صواريخ «أس ـ 300» التي فسخها الرئيس الروسي السابق دميتري مدفيديف عام 2010 وتزويد طهران بمنظومات «أس ـ 400» الحديثة بدلاً من «أس ـ 300»، مع شرط أن تسحب إيران الدعوى القضائية ضد روسيا من محكمة جنيف الاقتصادية.
وقال أوشاكوف أن فلاديمير بوتين يتوقع أن يعقد لقاءات ثنائية بكل من زعماء الصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا. ويبلغ عدد اللقاءات الثنائية التي سيعقدها بوتين على هامش قمة أوفا 11 لقاءً ، ناهيك عن اللقاء بزعيمي الصين ومنغوليا.