الفتنة تشتعل في جنوب الجزائر
في حادث غير مسبوق في الجزائر، قتل ما لا يقل عن 25 شخصاً وأصيب العشرات بجروح في تجدد أعمال العنف في منطقة القرارة بولاية غرداية، جنوب الجزائر، حيث اندلعت مواجهات هي الأسوأ منذ عامين بين مواطنين من العرب والأمازيغ.
مشهد العنف يتكرر منذ نحو عامين وفي كل مرة يستهدف العصب الاقتصادي وهو مربض الفرس وأصل الخلاف بين الطرفين، فالعرب المقدر عددهم بنحو مئة ألف يتهمون الغالبية الأمازيغية بالسيطرة على اقتصاد المدينة.
الحل الأمني المسيطر على المشهد لا يراه العارفون إلا خوذة على جسد بلا رأس فرأس الأزمة النهوض بولاية غرداية وخلق مشاريع كبيرة ومتطورة يغطي ظلها الوارف على عائدات حرف الميزابيين ويصرف أعين العرب عنهم.
في الأثناء، شهدت العاصمة الجزائرية تظاهرة حاشدة تنديداً بتردي الأوضاع الأمنية في مدينتي بريان والقرارة بولاية غرداية جنوب الجزائر.
المتظاهرون رفعوا لافتات كتبت عليها شعارات منددة بالفتنة التي طاولت العرب والأمازيغ، وارتفعت أصوات مطالبة بوقف الفتن والدسائس المحرضة على الطائفية في مساجد المحافظة. وطالبوا الحكومة بالتدخل لوضع حد للانفلات الأمني.
وترأس الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة اجتماعاً أمنياً طارئاً لبحث الوضع في غرداية، كلف الجيش بمتابعة الوضع الأمني فيها حيث وصلت إلى هناك تعزيزات عسكرية.
وكانت زيارة وزير الداخلية نور الدين بدوي قبل أيام إلى الولاية وتأكيده على التطبيق الصارم للقانون على المتلاعبين بأمن غرداية قد أذكى نار الفتنة بدلاً من أن يطفئها، يقول مراقبون، فالوزير أصدر تصريحاته عقب اجتماع مع أعيان الولاية الإباضيين والمالكيين اعتبر المالكيون تهديداته اتهاماً مباشراً لهم بالتسبب في هزّ أمن المنطقة.