مختصر مفيد
مختصر مفيد
لبنانياً، تتواصل حال الانتظار الحريرية إشارات سعودية للإفراج عن الاستحقاق الرئاسي، بعدما كشف سيد المقاومة في كلمته في عيد التحرير أن المفاوضات كانت تجري وفقاً لعرض وحيد، هو التمديد للرئيس ميشال سليمان، وهو الخيار السعودي الفرنسي، الذي وظّفه الرئيس سعد الحريري بترشيحه سمير جعجع وتفاوضه مع العماد ميشال عون لخلق الانطباع بأن الاستعصاء الرئاسي واقعيّ وغير مفتعل، وسببه مرشحون مسيحيون من الطرفين، فعلى المسيحيين تحمّل تبعات استنقاذه، لينجح بجلب البطريرك بشارة الراعي إلى بيت الطاعة التمديدي، بعد رفضه لشهور هذا الخيار. ولمّا سقط التمديد، سقطت معه مبررات ترشيح جعجع، لكنها بقيت لسدّ فراغ العجز عن التقدم في التفاوض مع العماد عون، وهو تقدم ليس بيد الحريري لأنه لو كان بيده، لذهب لإنهائه إيجاباً لسببين، فهو يعرف أن عودته إلى رئاسة الحكومة ترتبط إلى حد كبير برئاسة عون للجمهورية، وهو يعرف أيضاً أن المضمون السياسي سيصبح أشدّ تطلباً من عون وحلفائه عندما يكون المرشح التوافقي شخصية أخرى لا تمثل ما يمثل عون من ضمانة له ولحلفائه. لكن يبدو أن صاحب القرار السعودي يريد التأخير لحين نضج الملفات الإقليمية الأخرى، فيُقاس وزن الرئيس بوزن مواز للمقايضة في مكان مواز في الخليج، بعد انسداد النافذتين السورية والعراقية على المقايضات.
في سورية، يتواصل العمل العسكري المنهجي للجيش السوري بعدما حقق في شهر واحد إنهاء حمص، وحسم نوى جنوباً والسجن المركزي في حلب شمالاً، ويواكبه تحوّل سياسي كبير في الشارع السوري تمثل بداية بالتسويات والمصالحات الموضعية في الأرياف وأحياء المدن من حمص إلى دمشق وريفها، وشكلت تظاهرة إزرع التي ضمت عشرات الآلاف من أبناء حوران التي كانت مثل حمص نقطة ارتكاز للحرب على سورية نقلته الهامة، وجاءت الانتخابات الرئاسية في الخارج، خصوصاً في الأردن، وبالأخص في لبنان لتشكل حسماً سياسياً شعبياً يواكب الحسم العسكري، بانتظار الحسم الدستوري بعد أيام، لتكون سورية قد شقت طريق الخروج من الحرب إلى السياسة، وهو طريق شائك، لكنه معجزة قيامة سيسجلها التاريخ.
مصرياً، التدني في المشاركة الشعبية في الانتخابات، لا يمكن ردّه فقط إلى التهديدات الأمنية من الأخوان المسلمين، ولا تكفي لتفسيره عدم مشاركتهم في الانتخابات ودعوتهم إلى مقاطعتها، أو استرخاء الناخبين لثقتهم بالنتيجة والفوز المحتم للجنرال عبد الفتاح السيسي. فهذه الأسباب على وجاهتها لا تكفي تفسيراً، لولا برود الهمة الناتج عن مرور أحد عشر شهراً على ثورة الثلاثين من حزيران التي فوّض فيها المصريون الجيش وعلى رأسه الجنرال السيسي من دون أن يشعروا بتغيير يذكر، فهم سيخرجون لانتخاب السيسي الذي نصّبوه رئيساً فعلياً قبل سنة تقريباً، على ما أنجز لا على الوعود، والحصيلة أن الأكثرية الصامتة التي يسمونها «حزب الكنبة» في مصر، عادت إلى الكنبة، بعدما شعرت بلا جدوى التحرك والمشاركة وربما الثورة كلها، وهذا ما يفسر أيضاً نتيجة المرشح حمدين صباحي .
فلسطينياً، تتقدم المصالحة الفلسطينية مع تسمية رئيس حكومة وحدة وطنية يجمع الفلسطينيين، والسير بسائر بنود المصالجة على قاعدة الإدراك بأن زمن المفاوضات قد انتهى من جانب حركة فتح، ولو بقي منه شعرة لا تنقطع، والإدراك المقابل من جانب حماس أن زمن الأخوان قد انتهى ولو بقيت شعرة من هذا المشروع لم تنقطع.