أنا عايز جمال عبد الناصر
ماجدي البسيوني
عم إبراهيم أبو عيسى فلاح مصري عمره 81 سنة من إحدى قرى المحلة الكبرى، استطاعت السنوات العجاف أن تنال من نظره، توجه يوم الاثنين 26 أيار للإدلاء بصوته… فلم يتمكن من مشاهدة بطاقة التصويت جيداً… عاد إلى القاضي رئيس اللجنة قائلاً له: مش شايف الصورة كويس يا سعادة البيه… سأله المستشار: أنت عايز مين يا حاج؟ أجاب عم إبراهيم: أنا عايز جمال عبد الناصر وهل فيه غيره ينفعنا…
ضحك القاضي وقال له: عبد الناصر مات يا عم الحاج وشبع موت…
فإذا بعم إبراهيم يستثار فخفت صوته بنغمة حزن وقال: الله يرحمه، وأضاف: من يوم موته وليس لنا من ضهر ولا ناصر لنا، وسطنا انكسر يا بني بموته… لم نجد من بعده من يسمعنا ولا من يأخذ بحقنا… وأضاف: حتى حقوقنا التي أعادها لنا ممن نهبوا أراضينا، جاء من بعده من سلبها منا ثانية وأعادها لمن سبقوا ونهبوا بلادنا… وأضاف: لهذا أنا جئت اليوم لاختيار من أفتيت قلبي بأنه سيعيد لنا ما نهب وما سلب منا… أنا جاي اليوم ـ بعد سنوات كنت أرفض المجيء للجنة الانتخاب ـ كي أختار «السيسي» ويا رب لا تكسر بخاطرنا.
نهض القاضي والتف ناحية عم إبراهيم أبو عيسى وأمسك ورقة الاقتراع بعد أن قال له: متأكد أنك تريد السيسي؟ ثم أشار عليه بوضع اشارة في خانة الابداء.
مؤكد أنّ السرّ لاختيار ما يقرب من 25 مليوناً من الشعب المصري لعبد الفتاح السيسي رئيساً لمصر يكمن في ما قاله عم إبراهيم أبو عيسى «أنا عاويز جمال عبد الناصر»، قاصداً حق كلّ مصري في ثروات بلاده من دون تميز نفس القلة التي تزاوجت مع السلطة فاستأثرت بكل شيء ليترك ما يزيد على 95 في المئة من شعب مصر يعاني الحوج ولا مكان له حتى لعرض المظلمة… عم إبراهيم أبو عيسى يبحث عن العدالة الانسانية وعن الكرامة وعن الاستقلال فهل يفي عبد الفتاح السيسي بما أفتى الرجل قلبه…؟