نُعمى العمر

د. جورج جبور

خارج مبنى الاذاعة والتلفزيون، وفي حرم الهيئة، صباح الاثنين 18/1/1993، منح الله الأرض أبدع ما خلق، واستقبلني هذا الإبداع. أدبّ 1 في عقدي السادس وترحّب بي فتاة لم أشهد في حياتي نظيراً لها في الجمال. هل قرأت أيّاً من كتبي؟ مقالاتي؟ هل استوعبت نظريتي في الاستعمار الاستيطاني؟ ولكنها تخاطبني: «يا عمّو». وأكتشف أنني صديق والدها. نعم. لكن الحقيقة الزاجرة لم تمنع دفق الحيوية الشاعرة، فكانت في عشر دقائق هذه الأبيات:

سوزان رشفـــــة سحــــر

تغـــري بحـــبّ وشــــــــعر

وقـــفت، ســـــرّي مـــــــذاع

وصـــــدرهــــــا متـعـــــــرّي

زرّ من الـــورد فارشـــف

عــطـــر الجمــــــال الأغـــــر

«ان كنــــت تقصد» 2 أمـــــراً

فـلـــــن تفـــــــــوز بـــأمـــــــــــر

نــعــــمـــــــاي عــــــــدّ ثــــــــــوان

يغـنـيـني كــــــــلّ عمـــــري

1 – أدبّ في السطر الثاني من التقديم. من دبّ يدبّ أي أسير ببطء لا برشاقة .

2 – ان كنت تقصد : من فيروز: إن كنت تقصد قتلي .

العدّ هو 12 ومنه كان آباؤنا يقولون عن اليوم أنّه مؤلف من عدّين .

الحروف الخمسة الأولى في الأبيات الخمسة تشكل اسم الفتاة الحلوة .

تم التنضيد في 12/7/2015، عقب عثوري على هذه الأبيات أثناء قيامي بمهمة لا تنتهي، هي البحث في كيفية تصفية أوراقي استعداداً للرحلة التي لا بدّ منها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى