صفعة 28 أيار لـ14 آذار وأشباه الرجال…!
محمد صادق الحسيني
يوم الثامن والعشرين من أيار بات بحق يوم استعادة الدولة الوطنية السورية وهزيمة ثقافة القناصل والسفراء الأجانب.
يوم الثامن والعشرين من أيار كان بحق يوم انتصار السوريين على أعدائهم الذين أمعنوا في سفك دمائهم على امتداد السنوات الثلاث الماضية.
يوم الثامن والعشرين من أيار صار بحق يوم انتصار دمشق العروبة على مموّلي الإرهاب ومشغّليهم في أنقرة والدوحة والرياض وباريس ولندن وواشنطن.
يوم الثامن والعشرين من أيار سجل بكلّ فخر واعتزاز نصراً مؤزّراً للسوريين الشرفاء في لبنان والأردن بشكل خاص معلناً الفشل الذريع لخطة تحويل السوريين اللاجئين أو النازحين فيها إلى أدوات لذبح إخوتهم السوريين لمصلحة حكم القناصل والسفارات الأجنبية، كما خطط بعض صفر الوجوه من غير علة من المتاجرين باسم السيادة والاستقلال وأرزة لبنان!
يوم الثامن والعشرين من أيار يوم زحف الناس، نعم الناس، أي الكتلة الشعبية السورية الأساسية إلى صناديق الاقتراع في الخارج ليؤكدوا وقوفهم إلى جانب من اقترعوا بالدم والرصاص على امتداد السنوات الثلاث الماضية وعلى امتداد الميادين السورية لمصلحة الوطن وقائد الوطن.
يوم الثامن والعشرين من أيار كان بحق يوم استعادة الدولة الوطنية السورية بامتياز من خاطفيها الغربان والعربان والعثمان.
يوم الثامن والعشرين من أيار كان يوم دمشق العروبة والإسلام والمقاومة بامتياز، مقابل «معارضة» بائسة يائسة ذليلة خانعة متسكّعة على أبواب السفارات والقناصل لم تستطع تنظيم صف متظاهر واحد ضدّ الاستحقاق الوطني الرئاسي السوري بامتياز.
يوم الثامن والعشرين من أيار دوّن بين جنباته كلّ سجلات العار والفضيحة والخساسة والجبن باسم أولئك الذين خافوا الناس وصناديقهم وأفئدتهم التي كانت تخبّئ حب الوطن والعشق لسورية الأم فمنعوهم من الانتخاب، لكنهم نسيوا أن الانتخاب اساساً إنما يتمّ في بصائر الناس، وليس في أعين «أشباه الرجال» التي لا يبصرون بها إلا تحت أقدامهم من أوساخ أفرزتها ولائم العهر والفسق والفجور المختومة والممهورة بدماء المعذبين من أربع جهات المعمورة.
يوم الثامن والعشرين من أيار كان يوم انتصار لمؤمنين بانتصار المشرق العربي الكبير بامتياز على أولئك الذين أرادوا للمسيحية كما للإسلام أن يتحوّلا إلى مجرّد طقوس لحى طويلة ودشاديش قصيرة وكروش منتفخة وسيوف ممشوقة لقطع رقاب الناس وشقّ صدورهم وبقر بطونهم وأكل أكبادهم… ومن ثم الاختباء من وجه العدالة في مجارير الفئران والخلدان… هرباً من وجه العدالة الناصع للمسيح ومحمد عليهما السلام.
يوم الثامن والعشرين من أيار صار بامتياز يوماً إضافياً من أيام عيد التحرير الأكبر… عيد انتصار المقاومة على الصهيونية والامبريالية والرجعية العربية الذليلة… عيد الانتصار المؤسّس لزمن مجيء زمن الانتصارات بامتياز وإسدال الستار نهائياً على زمن الهزائم مرة جديدة والى الأبد.
لذلك كله ولكثير مما سيكشفه يوم الزحف الأكبر أي يوم الثالث من حزيران المقبل من عرس وطني عروبي إسلامي مسيحي على امتداد سورية الحبيبة ليس أمامنا إلا أن نشكر هذا الشعب العظيم على وفائه وإخلاصه وطهره، ونقول له كما قال سيّد المقاومة لشعب المقاومة بعد انتصار تموز العظيم… «أنتم أمة يا أشرف الناس وأكرم الناس وأطهر الناس… السلام عليكم…».
يوم الثامن والعشرين من أيار عام 2014 سجل السوريون الشرفاء في الخارج بأنهم هم الأكثرية بالفعل وهم الشعب وهم القضية وهم الجيش وهم الوطن وهم سيّد الوطن، وهم وحدهم من يملك الحلّ، وهم وحدهم من سيحدّد مستقبل سورية… بهم ومعهم وعبرهم وحدهم… يُقاس الولاء الحقيقي للوطن والبراء الحقيقي من أعدائه.
في الثامن والعشرين من هذا الشهر قال السوريون كلمتهم:
نحن مع 25 أيار ضد 17 أيار وضد كل ما خططه لنا جماعة 14 آذار.
وهكذا تكون قد سقطت الأوهام كلّ الأوهام ورفعت بالمقابل الأعلام، أعلام الدولة الوطنية السورية وبس.
سقطت كلّ أوهام إسقاط سورية وقيادتها الوطنية الشريفة وإلى الأبد.
ورفعت أعلام الدولة الوطنية السورية المقاومة قلب العروبة النابض والإسلام الأصيل البريء من الوهابية والتكفيرية والظلامية وجهل مرتزقة آل سعود.
هي سورية الحكاية التي لا تنتهي فعلاً.
كل التحية والإجلال والإكرام لكلّ قدم مشت على هذا الطريق، ولكلّ نقطة عرق صبّت من جبين هؤلاء الشرفاء، ولكلّ يد رسمت خريطة إعادة بناء سورية الأسد طبيب العيون الأغلى في العالم.
وليمُت بغيظهم كلّ الحاقدين والحاسدين والمرجفين في المدينة.
والقادم من الأيام سيكشف المزيد من عظمة هذا الشعب الكبير وجيشه البطل المغوار وقيادته الحكيمة والصبورة العاضة على الجرح بأسنان الصبر الاستراتيجي.