حماسة الشارع السوري لانتخاب الرئيس الأسد واختلال توازن القوى لمصلحته… وفشل المعارضة اتحاد أورآسي بعد الصفقة الروسية ـ الصينية يعزز تعددية مراكز القرار الاقتصادي العالمي وإخفاق السيناريو الأميركي لمنع صعود نجم روسيا

حسن حردان

حقيقة أن الشعب السوري متحمس لانتخاب رئيس جديد وأن هذا الرئيس سيكون بالتأكيد هو الرئيس بشار الأسد بات من الأمور المسلم بها بعد مشهد الانتفاضة الشعبية السورية التي تجلت في لبنان تحديداً في يوم المشاركة في انتخابات الرئاسة السورية.

هذه الحقيقة شكلت دليلاً واضحاً للرأي العام العربي والدولي على فشل ما سمي بالمعارضة السورية والدول الداعمة لها في محاولة النيل من شعبية الرئيس الأسد التي زادت ولم تضعف بعد أكثر من ثلاث سنوات من عمر الأزمة. ولذلك بات الحديث من الآن وصاعداً عن أن أي حوار سيجري سيكون في دمشق وليس في أي مكان آخر، ما يعني أيضاً التسليم بالحل السوري ـ السوري البعيد عن أي تدخلات خارجية، وبالتالي تكريس الحل الوطني الاصلاحي للأزمة الذي دعا إليه الرئيس الأسد منذ البداية وعلى قاعدة حفظ الثوابت الوطنية والقومية لسورية، ومعها تكريس التعددية الحزبية والسياسية المستندة إلى هذه الثوابت.

على أن ذلك أشر إلى اختلال توازن القوى لمصلحة الرئيس بشار الأسد والذي بات مسلماً به سياسياً وميدانياً من قبل أعداء سورية، وكان من الطبيعي أن يؤدي هذا الاختلال إلى تعزيز موقف حلفاء سورية وفي مقدمهم الجمهورية الاسلامية الإيرانية في مفاوضاتها مع الدول الغربية في شأن برنامجها النووي ويجعلها أكثر ثباتاً في التمسك بحقوقها ورفض التزحزح عنها.

أما في مصر هناك من يعتقد أن صعود المشير عبد الفتاح السيسي إلى سدة الحكم بعد فوزه الكاسح في الانتخابات يعني عودة مصر إلى سابق عهدها وأن آمال المصريين بالتغيير قد تبددت. غير أن هذا الاستنتاج سابق لأوانه. فمصر تشهد أزمة كبيرة على كل الصعد يصعب ايجاد حلول لها من دون أحداث تغيير في سياساتها السابقة التي قامت على التبعية الاقتصادية والسياسية للولايات المتحدة، وبالتالي أي محاولة لإعادة بعث هذه السياسات تعني استمرار الأزمة ولن يكون لها قابلية للحياة، وثورة الشعب المصري الثانية في 30 حزيران 2013 ضد حكم الإخوان المسلمين خير دليل.

على الصعيد الدولي فان الوضع لا يبدو أفضل حالاً بالنسبة للولايات المتحدة، فبعد اتضاح فشل أهداف حربها في سورية، ها هو السيناريو الذي وضعته لاستعادة هيمنتها على القرار الدولي يتعرض لإخفاقات متتالية نتيجة الاستراتيجية الروسية التي اعتمدها الرئيس بوتين في التقدم بثبات نحو تعزيز مكانة روسيا الدولية عبر بناء تحالفات اقتصادية تزيد قوتها الاقتصادية والسياسية، وتحبط خطط واشنطن والغرب للنيل من دورها وتحجيمه عبر فرض الحصار الاقتصادي عليها، وفي هذا السياق جاء الاعلان عن الاتحاد الأوراسي بين روسيا وكازاخستان وبلاروس، بعد قمة شنغهاي الأخيرة التي شهدت صفقة القرن بين روسيا والصين بقيمة 400 مليار دولار، ليعكس هذا التقدم والصعود المتواصل لنجم روسيا واستعادة علاقاتها مع الجمهوريات السوفياتية السابقة لكن بصيغ جديدة تقوم على التكامل الاقتصادي البعيد عن التبعية والإلحاق، وهو ما دفع العديد من الدول لطلب الانضمام إلى هذا الاتحاد الأوراسي، ليصبح الحديث عن تبلور تكتلات ومراكز اقتصادية عالمية، تملك الثروات والقدرات الصناعية والنفطية والغازية والتكنولوجية الكبيرة،هو الاتجاه الذي يتسم به الواقع الدولي، ما يؤشر إلى أن النظام الاقتصادي العالمي الذي ساد بعد الحرب العالمية الثانية وتهيمن عليه أميركا والدول الغربية لم يعد مقبولاً من قبل الكثير من الدول الصاعدة اقتصادياً في العالم، والتي اتجهت إلى اقامة التكتلات بينها لإجبار أميركا على التسليم بضرورة التخلي عن سياسة الهيمنة والقبول ببناء نظام اقتصادي جديد يعبر عن مصالح جميع الدول.

«واشنطن بوست»: الشارع السوري متحمس لانتخاب الرئيس الأسد… والمعارضة فشلت

أعد «لوفدي موريس» تقريراً في صحيفة واشنطن بوست الأميركية قال فيه: إن «الشارع السوري متحمس لانتخاب الرئيس الجديد للبلاد والذي بالتأكيد سيكون الرئيس الحالي بشار الأسد»، وأشار إلى «الشعارات واليافطات المرفوعة على الأبنية والمحلات وعلى الشوارع الصاخبة بالأعلام وصور الرئيس الأسد».

وتابع الكاتب: «على رغم أن عدداً كبيراً من الدول رأى أن الانتخابات الرئاسية المقبلة في سورية هي «محاكاة ساخرة»، إلاّ أن الحكومة تمضي في تحدياتها، وتتصور أن الانتخابات هي حجر الزاوية لحل الأزمة».

ونقل عن عضو لجنة العمل في تيار بناء الدولة السورية أنس جودة قوله: «علينا أن نكون واقعيين، لقد فشلت المعارضة، في الداخل والخارج، وأن أي حوار تفاوضي يجب أن يكون داخل دمشق».

وأضاف الكاتب: «حتى لو كانت الانتخابات حقلاً مفتوحاً، إلا أن ملايين السوريين سيتم منعهم من الوصول إلى صناديق الاقتراع، والتصويت غير وارد بالنسبة للمقيمين في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون»، موضحاً «أن أشرطة الفيديو تظهر الفرحة التي عادت إلى العائلات في بابا عمرو، وأحياء حمص».

«لوموند»: إيران تلعب بالورقة النووية وتوازن القوى يميل لمصلحة الأسد

لفت الكاتب آلان فراشون في مقال له بصحيفة «لوموند» إلى أن «إيران تلعب بالورقة النووية»، وتناول فيه علاقة إيران بالمكاسب العسكرية والسياسية «التي حققتها الدولة على أرض الواقع».

وأوضح الكاتب: «أن توازن القوى يميل الآن بوضوح لمصلحة الرئيس بشار الأسد ضد خصومه، وبدأت القوات الحكومية في استعادة التحكم في المناطق الغربية من البلاد، بينما يستعد الأسد لإعادة انتخابه رئيساً في حزيران».

وقال: «إن هذا التحول لمصلحة دمشق لم يكن ليحدث لولا الدور البارز الذي تلعبه إيران»، مدعياً أنها «تشرف على القوات السورية، وأنها دفعت بقوات «حزب الله اللبنانية» للمشاركة في القتال، وأمدت دمشق بالمليارات على رغم أن الاقتصاد الإيراني يئنّ تحت وطأة العقوبات الدولية».

وقال فرانشون: «إن إيران تلعب دوراً آخر أكثر دبلوماسية، لكنه يرتبط، عن بعد، بما يحدث في سورية»، مشيراً إلى «انتهاء سلسلة جديدة من المحادثات حول برنامج طهران النووي، أرادت فيها مجموعة الدول العظمى منع الجمهورية الإسلامية من امتلاك أسلحة نووية، بينما رغبت إيران في رفع جميع العقوبات التي فرضت عليها، بسبب انتهاكها المتكرر لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية» على حد قوله.

وأكد الكاتب «أن الغرب متفق على منع إيران من امتلاك السلاح النووي، بل وحتى بكين وموسكو لا تظهران أي علامات على مخالفة هذا الموقف، ويبدو كبير المفاوضين الإيراني وزير الخارجية جواد ظريف، ودوداً في سلوكه وردوده لكنه لا يتزحزح حول أي نقطة خلافية».

وأوضح أن «هناك مجموعتين تمنعان التوصل لأي اتفاق بين الجانبين، لأسباب، تقف على طرفي نقيض، المجموعة الأولى هي قوة كبيرة داخل الكونغرس الأميركي والحكومة «الإسرائيلية» الحالية، لا تثق بأي خطوة يقوم بها الجانب الإيراني، ومن الجهة الأخرى، هناك «المتشددون الإيرانيون الأوصياء على الثورة الإيرانية» والمؤيدون للطاقة النووية، والمقربون من آية الله خامنئي، وكلهم لا يثقون بالولايات المتحدة» بحسب قوله.

«الغارديان»: صعود السيسي إلى سدة الحكم يعيد مصر إلى سابق عهدها

تناولت افتتاحية الغارديان الانتخابات الرئاسية المصرية التي تشير نتائجها شبه النهائية غير الرسمية إلى «فوز كاسح لوزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي». واعتبر المقال أنه «مع صعود جنرال آخر إلى سدة الحكم في مصر يعني عودتها إلى سابق عهدها بعد فترة من التقلبات والمخاوف والآمال منذ 2011». وقالت الصحيفة: «إن الآمال التي سادت بعد الإطاحة بنظام مبارك في غمرة احتجاجات غير مسبوقة – ومنها الآمال في الديمقراطية نفسها وفي تسوية تاريخية بين التيارات الإسلامية والليبرالية والمحافظة سياسياً والتخلص من الدول الأمنية قد تبددت حاليا». وأضافت: «لا يوجد سبب للشك في أن المشير المستقيل من الجيش يرى أنه يقوم بواجبه أو للشك في أنه على يقين من أن البلاد ستنزلق إلى وضع يتعذر إصلاحه من دون اليد القوية التي وعد بها». ومع ذلك، أشارت الغارديان إلى أن «السيسي لم ينجح في إقناع الناخبين بالذهاب إلى صناديق الاقتراع على رغم أنه استفاد كثيراً من موارد حكومية وبخاصة في تمويل حملته، واعتمد على إعلام موال إلى حد كبير – إضافة إلى القمع والترويع الذي تعرض له المعارضون وغياب منافس حقيقي له». ورأت «أن التقارير حول فوز السيسي بحوالى 93.3 في المئة من الأصوات في ظل إقبال بلغ نحو 46 في المئة تعني أكثر من نصف الناخبين لا يرغبون في السيسي أو لا يميلون إليه بالقدر الذي يدفعهم للمشاركة في الانتخابات». وقالت: «إن حكومات مقبولة تشكلت في الكثير من الدول بنسب مماثلة، لكن هل تكفي هذه النسبة لرجل يعتقد أن صعوده لسده الحكم «أمر يفرضه القدر» وأنه يتعين على المصريين العمل ليل نهار من دون راحة».

«ترود»: الاتحاد الأورآسي أسس قاعدة تكامل اقتصادي والأحداث لا تجرى وفق السيناريو الأميركي

تحت عنوان «القافلة تسير» كتبت صحيفة «ترود» الروسية في عددها الصادر يوم أمس موضوعاً في شأن توقيع روسيا وكازاخستان وبيلاروس الخميس الماضي على اتفاقية الاتحاد الاقتصادي الأورآسي في آستانة عاصمة كازخستان. وأشارت فيه إلى «أن البعض أسرع بإطلاق تصريحات هنا وهناك بأن هذا الاتفاق هو خطوة أولى لإعادة بناء الدولة العظمى». وردت الصحيفة بالقول: «الحديث يدور عن اتحاد اقتصادي بين ثلاث جمهوريات سوفياتية سابقة، هي الأكثر تطوراً وتقدماً من البقية. وهذا أمر منطقي، لأن هذا الاتحاد ليس مبنياً على قاعدة سياسية، بل على منفعة اقتصادية متبادلة طويلة الأمد».

وأضافت: «المهم تم تأسيس قاعدة اقتصادية لتكامل 170 مليون إنسان، يجمعهم عملياً تفكير وتاريخ واحد. لقد تم تأسيس هذا الاتحاد بعد جهود استمرت 23 سنة تخللتها مناقشات صعبة استمرت جولاتها عدة ساعات، ومع ذلك توصل الأطراف الثلاثة إلى صيغة ملائمة للجميع».

وأوضحت: «إن سريان مفعول هذا الاتحاد سيبدأ في 1 كانون الثاني عام 2015 ، حيث ستصبح حركة البضائع ورأس المال والأيدي العاملة حرة بين هذه الدول، وسوف تجرى إصلاحات على الاتحاد الجمركي الحالي. وسيتم تأسيس سوق موحدة لمنح التراخيص لمزاولة العمل في 25 قطاعاً اقتصادياً، ويكون من حق أي مصرف فتح فروع له في أي بلد من بلدان الاتحاد». وتابعت الصحيفة: «سيتغير الكثير في حياة مواطني دول الاتحاد، حيث سيصبح التأمين على السيارات والخدمات الطبية ونظام التقاعد موحداً، وسيحق لخريجي الثانويات الالتحاق بأي جامعة أو معهد في أي من البلدان الأعضاء في الاتحاد. وطبعاً سيتبع هذا عاجلاً أو آجلاً إصدار عملة نقدية موحدة أيضاً». ونقلت الصحيفة ما قاله الرئيس بوتين في هذا الشأن من «إن توقيع الاتفاق حدث تاريخي هام، يفتح آفاقا واسعة للتطور الاقتصادي ورفاهية مواطني بلداننا. لقد ظهرت على المسرح العالمي منظمة اقتصادية تملك صفة قانونية دولية كاملة للعمل ضمن إطار مبادئ منظمة التجارة العالمية». وأشارت إلى «وجود اهتمام بهذا الاتحاد، ليس فقط من جانب الجمهوريات السوفياتية السابقة، بل ومن جانب بلدان أخرى أبدت اهتمامها به، واستعدادها للتعاون معه، مثل أرمينيا وقرغيزيا وفيتنام والصين والهند وغيرها». وأعادت الصحيفة إلى الأذهان «التهديدات التي أطلقها الرئيس الأميركي أوباما قبل أيام في خطابه في الأكاديمية العسكرية «ويست بوينت»، ضد روسيا والصين إذا وقفتا في طريق أميركا. طبعاً لأن الأحداث الجارية في العالم حالياً لا تجرى بحسب السيناريو الأميركي، وهذا يزعج أوباما جداً».

«كوميرسانت»: أوباما يعلن عن مرحلة جديدة في الهيمنة الأميركية

قالت صحيفة كوميرسانت الروسية «إن واشنطن تعتزم إبقاء 9800 جندي في أفغانستان بعد حلول كانون الثاني المقبل. ويعتبر ذلك بنداً مركزياً في الخطة التي أعلن عنها باراك أوباما في كلمة ألقاها أول من أمس بالأكاديمية العسكرية «فيس بوينت».

وأعادت الصحيفة إلى الأذهان بأن «عام 2014 هو عام انتهاء الحرب الأميركية في أفغانستان. وأعلن أوباما بهذا الصدد أنه يدشن بعد انتهاء الحرب الأفغانية والعراقية مرحلة جديدة في تاريخ الزعامة الأميركية في العالم كله». وأشارت الصحيفة إلى أن «المقصود بالأمر هو تحرير يدي الولايات المتحدة للعب دور جديد يستهدف كما في الماضي دحر تنظيم القاعدة لا كشبكة إرهابية عالمية واحدة بل كخلايا إقليمية أقل حجماً». وأضافت إن «أوباما وصف في هذا السياق سورية بأنها جيب للإرهاب. لذلك طرح مهمة زيادة دعم المعارضة المسلحة، ما يفترض توسيع برنامج تدريب المتمردين على يد الاستخبارات الأميركية. وتعهّد أوباما بتقديم المساعدة للعراق والأردن وتركيا وغيرها من جيران سورية في مكافحة الإرهاب». وقالت الصحيفة: «إن أوباما شدّد في كلمته على حلّ المهام المطروحة أمام أميركا بطرق دبلوماسية وإعلامية»، مشيراً إلى قدرة الولايات المتحدة على عزل روسيا عن طريق تشكيل الرأي العام العالمي المعادي لها».

وذكرت الصحيفة «أن الجدول الزمني الخاص بانسحاب القوات الأميركية من أفغانستان يتطابق مع انتهاء الولاية الثانية لأوباما نفسه الذي تعهد بوضع حد للحربين العراقية والأفغانية. فيما أعلن تنظيم طالبان أنه لن يتوقف عن خوض الحرب حتى إذا بقي جندي أميركي واحد في الأراضي الأفغانية». وانتهت الصحيفة إلى القول: «إن الحرب في أفغانستان وغيرها من الحروب التي أطلقتها أميركا تخضع لمنطق آخر وتستمر بغض النظر عن طموحات هذا الرئيس الأميركي أو ذاك».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى