ابتسامة ظريف

نظام مارديني

لا شيء يشبه ابتسامة المنتصر، فما بالك بابتسامة ظريف إيران وهو يوقع اتفاقه النووي مع موغريني في أرض الموسيقى، وذلك بعد عقد ونيف من الظلم لحق بشعبه ووطنه؟!

من حق ظريف ان تكون ابتسامته بحجم هذا الاتفاق التاريخي الذي يضع إيران في مصاف الدول الاقليمية العظمى، وهي ابتسامة شاهدنا تداعياتها على تلك الوجوه السوداء في كل من دولة الاحتلال «الإسرائيلي» والسعودية، حتى كادت هاتان الدولتان تعلنان الحداد العام.

وبعد… الثوابت الوطنية بالنسبة الى ظريف المبتسم ابتسامة المنتصر، ليست مجرد ابتسامة عابرة تطل على المنصات او المنتديات، أو سلعة تباع وتشترى في «سوق الخردة»، وإنما هي حب مقدس واعتزاز أصيل واعتداد بجذر حقيقي متأصل في النفوس المؤمنة والتزام مبدئي أخلاقي وديني لا مساومة عليها.

الوطنيون الحقيقيون، كما ظريف المبتسم، هم غير الذين يتاجرون بالوطن ويبيعون مواقفهم على طبق من ذهب في مقابل حفنة دولارات خضر او يميلون حيث تميل المواقف السياسية ويصفقون لكل ناعق!

لا أريد هنا سوى إفهام البعض ممن يغرد خارج السرب ولا يكلّ أو يمل من العزف على الوتر «الخياني» غير مبالٍ او عارف بأن الارتماء في احضان الآخرين هو بيع لبلادهم في المزاد العلني واذا ما ضاعت البلاد فلا شرف ولا كرامة لأيٍ كان.

بالأمس امتدت يد ظريف مرفقة بابتسامته العريضة أثناء توقيع الاتفاق النووي لتصفع وجوهاً ودولاً عديدة في المنطقة كل تاريخها مبني على شراء الذمم.

إذا كانت السعودية و»إسرائيل» شككتا بالاتفاق النووي، بعد عقد من الصبر الإيراني وتحمّل العقوبات وغطرسة الغرب، فكيف ستكون حالهما بعد ابتسامة ظريف، فهل ستصيب منهما مقتلاًً؟

لعب ظريف مع مجموعة 5+1 لعبة «الغميضة» كما يلعبها الأطفال في ما بينهم حين يبدأ أحدهم بالعد ووجههُ على الحائط بينما تختبئ بقية الأطفال، وبعدما ينتهي من العد يذهب للبحث عنهم وعندما يرى أحدهم يلقي القبض علية ويقول له «مسكتك»، وهنا مسك ظريف لحظة الحقيقة الدبلوماسية بمهارة ألعاب الجيل الطفولي الذي كان يملأ الكون سلاماً، ولعبة ظريف عكس لعبة «الغميضة» الأميركية، إذ لعبت واشنطن على وتر الإرهاب مع إيران، وهذه لعبة «غميضة خبيثة» كادت تدفع المنطقة إلى المجهول، غير ان ابتسامة ظريف أكدت «إذا الشعب يوماً أراد الحياة / فلا بد أن يستجيب القدر».

بقيَ ان نعرف ما اذا كان في وسع هذا الاتفاق ان يحدث تحولاً أكثر عمقاً، ليكون انطلاقة لحوار اوسع نطاقاً بين طهران ودول المنطقة؟

مَنْ يعِشْ يرَ.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى