غياب الشاعرة مايا أنجيلو
ولدت الشاعرة والروائية مايا أنجيلو في سانت لويس في الرابع من نيسان 1928، وتطلق والداها عندما كانت في الثلاثة من عمرها، وذهبت هي وشقيقها للعيش مع جدتهما في أركنساس. وتعرّضت في عمر الثامنة لحادثة اغتصاب.
عام 1940 انتقلت للعيش في سان فرانسيسكو مع والدتها وشقيقها، وبعد أربع سنوات أنجبت ابناً وكانت في السادسة عشرة، لتنتقل تحت ثقل المسؤولية الى العمل نادلة في ملهى ليلي في سان دييغو فأضافت خبرة أخرى استغلّتها في أعمالها المسرحية. فهي القائلة علمتني الحياة في سن الخامسة عشرة وعلى نحو لا يمكن إنكاره أن الاستسلام بحد ذاته كان مشرّفاً بقدر المقاومة، خاصة إن لم يكن لدى المرء خيار . ثم انتقلت إلى نيويورك عام 1959 لتنسج علاقات مع كتاب وأدباء بارزين، وانضمت كذلك إلى حركة الحقوق المدنية. في 1981 عُيّنت أنجيلو أستاذة الدراسات الأميركية في جامعة ويك فورست.
للكاتبة الأفر أميركية مايا أنجيلو كتاب عنوانه اعرف لماذا يغرد الطائر الحبيس ، 1969 يروي سيرتها وتجد فيه من المتعة ومن الحكمة الشيء الكثير، فالعنصرية لم تردعها بل أضافت إلى ذاتها شعلة من الكرامة والاعتزاز باللون، وحولت جميع المآسي إلى فرصة للنمو والتطور. وتصدّر كتابها هذا قائمة المبيعات ورشّح لنيل الجائزة الوطنية للكتاب وأدخل في مناهج المدارس الثانوية والجامعات.
أرخت مايا انجيلو لحياتها وأكدت تفوقها وتميزها بلا عقدة دونية. لم تكتفِ بنفسها بل تحدثت عن موقع المرأة السوداء داخل مجتمع ذكوري يقيد حركة المرأة السوداء وحريتها. والحديث عن بني جنسها الذين تعرضوا لتعويم هويتهم وامتهان كرامتهم واغتصاب إنسانيتهم.
مايا أنجيلو مؤرخة وشاعرة أيضا. محبة للحياة ومدافعة عنها بشراسة وعنفوان. نبرة صوتها الشجاع والقوي تميزها. قريء من شعر قصيدتها على نبض الصباح في حفل تنصيب الرئيس الأميركي بيل كلينتون في 20 كانون الثاني 1993، لتصبح الشاعرة الثانية التي تشارك في حفل تنصيب الرئيس بعد قراءة روبرت فروست في مراسم الرئيس جون كينيدي عام 1961 .
حازت أكثر من ثلاثين جائزة تقديرية وفخرية، ورشّحت في 1972 لجائزة بوليتزر عن فقط أعطني شربة ماء بارد .
غابت هذه الروائية والشاعرة السمراء المصرة على النجاح والدفاع عن قيم الحرية والعدالة الاجتماعية، تاركة كمّاً كبيراً من الأشعار والدراسات. رحلت عن عمر 86 عاماً، أمضت نصفه في الريادة وعلى مستوى عال داخل الحقل الأدبي في الولايات المتحدة. حازت نحو 48 جائزة تقديرية من جامعات ومعاهد مختلفة، حتى أن مجلة «رايتر دايجست» صنفتها ضمن أفضل 100 كاتب في القرن العشرين. وفي 16 تشرين الأول 1995 قرئت لها قصيدة من امرأة سوداء إلى الرجل الأسود في مسيرة المليون في واشنطن.