«اتفاق فيينا»… والخيبة من «المقاول الأميركي»!

يوسف الصايغ

جاءت مواقف فريق الرابع عشر من آذار لتعكس مدى الخيبة من نجاح إيران في الحصول على اعتراف الغرب بحقها في الحصول على التكنولوجيا النووية لأهداف سلمية، وإذ حاول هذا الفريق التخفيف من زخم هزيمته بعد الاتفاق النووي من خلال السعي الى ان الاتفاق لم يكن ليبصر النور لولا الموافقة «الإسرائيلية»، الا انّ المواقف الصادرة عن نتنياهو وباقي مسؤولي كيان العدو جاءت لتدحض «السيناريو الآذاري» للاتفاق النووي.

لعلّ أكثر المواقف التي تعكس خيبة فريق 14 آذار من الحليف الأميركي ما جاء على لسان أوساط هذا الفريق حيث أعربت عن خشيتها من أن «يأتي الاتفاق النووي برئيس للبنان ويأخذ بمقابله الجمهورية، لافتة الى ان المخاوف كبيرة من صفقات «المقاول الاميركي» بحسب المصادر الآذارية.

كما تأتي زيارة رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع الى السعودية في سياق محاولة امتصاص صدمة الإتفاق النووي، وسعي الأخير الى معرفة كواليس ما بعد إتفاق فيينا، وما الذي ينتظر فريقه السياسي في المرحلة القادمة، ومما لا شك فيه سيكون السؤال عن مصير رئاسة الجمهورية في صدارة أسئلة «الحكيم» التي يحملها في جعبته الى الرياض، ولعل المواقف التي سيعلنها جعجع بعد عودته ستعطي إشارات واضحة عن المسلك الذي سيتخذه الملف الرئاسي.

وإذ لم يخف جعجع تشاؤمه حيث اعتبر ان «المنطقة بعد الاتفاق النووي، مقبلة على مزيد من التصعيد، وليس الى مزيد من التهدئة»، أقر ان ايران ستصبح أكثر ارتياحاً على وضعها، وهو ما يفسر كنوع من الإعتراف بالنصر الإيراني السياسي، ما يعني بالمقابل هزيمة للسعودية ومن خلفها الفريق السياسي التابع لها في لبنان ومن ضمنه جعجع.

مما لا شك فيه ان الفريق المناوىء للمقاومة وفريقها السياسي بات يستشعر حرجاً كبيراً بعد اتفاق فيينا النووي، وهو يعتبر ان هذا الاتفاق يمهد لإتفاقات أخرى على صعيد المنطقة ككل ومن ضمنها لبنان وفي مقدمها مسألة رئاسة الجمهورية، وفي هذا السياق وإذ تشير مصادر في قوى «14 آذار» أنّها لا تزال في «مرحلة استيعاب الاتفاق النووي الايراني وتبيان ارتداداته على المنطقة ولبنان»، تلفت الى ان «الجو العام يوحي بانتصار ايران ما قد ينعكس تضخيما لدورها بالمنطقة وهو ما لن يصب في مصلحتنا»، ولعل هذا ما يعكس الخيبة الآذارية التي باتت تنتظر الأسوأ في المرحلة القادمة ما بعد الإتفاق النووي.

لكن التشاؤم الآذاري لم يقف عند لبنان بل حاول تصوير الأمر وكأنها ذاهبة بعد التوافق الإيراني الغربي الى مرحلة من التوتر والصدام، مراهنة في ذلك على الموقف السعودي الذي لم يأت بعيداً عن نظرة فريق 14 آذار التشاؤمي ورغم انه سعى الى التقليل من أهمية الاتفاق الذي حصدته إيران من خلال الإيحاء ان طهران قدمت بعض التسهيلات وتخلت عن بعض الثوابت مقابل الحصول على الإتفاق النووي، لكن ما تم الكشف عنه من جوانب الإتفاق لم يظهر أي تنازلات إيرانية على أكثر من مستوى، ما يعني ان نصر إيران النووي سيتعكس في لبنان وسوريا بشكل رئيسي وبالتالي فإن حلفاء السعودية سينتظرون ما ستؤول اليه العلاقة على خط طهران الرياض، مع الإشارة الى ان سعد الحريري إستبق توقيع الإتفاق النووي محاولاً إبعاد فصل مسار رئاسة الجمهورية عن مفاوضات فيينا النووية، ولكن مرحلة ما بعد الإتفاق النووي ساخمل معها تغييرات في المواقف وبالتالي يصبح كلام الحريري من الأرشيف، تماما على غرار مواقفه السبقة والكل يتذكر مقولة الشيخ سعد الشهيرة عن قرب عودته الى بيروت عبر مطار دمشق.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى