مخطط «إسرائيلي» لاستهداف الجيش الجزائري
ناديا شحادة
منذ اندلاع ما سمي بـ «الربيع العربي» توصل العديد من الخبراء الاستراتيجيين على ضوء الأحداث التي شهدها العالم العربي الى ان الهدف الرئيس من هذه الفوضى التي عمت الدول العربية هو استهداف جيوشها لإضعافها لمصلحة «اسرائيل»، فهناك استراتيجية دولية وإقليمية هدفها تقويض الجيوش العربية وإحلال الميليشيات محلها من أجل تعميم موجة الفوضى باعتبار ان هذه الجيوش هي الحامية للدولة، واستهداف تلك الجيوش يصب في الدرجة الأولى في مصلحة «اسرائيل» وما يؤكد ذلك التصريحات التي أطلقها الجنرال المتقاعد عاموس يدلن رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية السابق ورئيس معهد أبحاث الأمن القومي حالياً حيث قال ان لـ «اسرائيل» مصلحة استراتيجية في تقويض الجيوش العربية التي تشكل تهديداً لـ«اسرائيل» او خاضت حروباً معها.
يؤكد المتابعون ان الأحداث التي شهدتها بلدان شمال افريقيا مؤخراً دليل على ان هناك مخططاً لاستهداف جيوش تلك البلدان وبالذات الجيش الجزائري، فهو أول جيش في الدول العربية استهدف في عملية تقويض من قبل الجماعات السلفية الجزائرية في تسعينات القرن الماضي، واستطاع التمسك ونجح في إحباط هذا الاستهداف بعد اضطراره لخوض معركة استمرت عقوداً من الزمن وأبقى على الدولة الجزائرية وحال دون انهيارها، وعلى رغم هزيمة المشروع الإرهابي في تلك البلد في التسعينات، ورغم اتفاق الوئام والمصالحة بقيت الجزائر تتعرض لهجمات من قبل جماعات خارج إطار المصالحة مثل الجماعات السلفية وتنظيم «القاعدة» في بلاد المغرب الإسلامي، واستطاع الجيش الحفاظ على استقلاله ولم يستطع الفرنسيون المساس به رغم المحاولات في التدخل في مالي، حيث شنت القوات الفرنسية هجوماً على الجماعات الإرهابية في إقليم ازواد في عام 2013 وكان لهذا الصراع بعد استراتيجي يهدف الى ضرب الجزائر كدولة تؤدي دوراً فاعلاً بمنطقة شمال افريقيا، من خلال تشتيت قدرات الجيش وقواته المسلحة بإدخالها في معارك هامشية وهذا ما أكده المحلل السياسي استاذ العلاقات الدولية عبدالعزيز جراد.
وفي آخر المستجدات على هذا الصعيد، تعرض الجيش لهجوم ارهابي يوم الجمعة بولاية عين الدفلى بالجزائر وأدى الى استشهاد 14 عسكرياً، هذا الجيش الذي يعتبر القيمة المضافة بعرب افريقيا، ويشكل خطورة على «اسرائيل»، فتقارير للموساد كانت قد حذرت سابقاً من خطورة الجيش الجزائري، وقد أعلن المحلل العسكري الاستراتيجي للموساد عامير هارئيل ان الجزائريين من أكثر الشعوب العربية كرهاً لدولة «اسرائيل»، مضيفاً ان الجزائر عدو للأبد وبوتفليقة مثل هواري بومدين الذي هزم «اسرائيل» ودعم مصر بجيشه وسلاحه في الوقت الذي لم يكن احد يتجرأ على فعل ذلك فماذا لو تحالف مع سورية وايران وحزب الله.
ويؤكد المتابعون ان الجزائر هي الدولة الوحيدة القادرة على تغيير الوضع في شمال أفريقيا، وجيشها الذي صنف على رأس جيوش شمال أفريقيا حسب المعهد الأميركي الدفاع الاستراتيجي والاستعلام هو الوحيد القادر على مواجهة خطر الإرهاب في المغرب العربي.
وبتعاون كل من الجزائر وسورية التي اثبت جيشها جدارته في مواجهة الإرهاب والهجمة الشرسة التي يتعرض لها، فالجبهات العديدة التي يخوضها الجيش السوري بصبر وثبات أكسبته نقاطاً في السياسة واستطاع ان يغير واقع منطقة آسيا من خلال مكافحته للارهاب الذي بات يشكل فزاعة دولية، كما اكتسب الجيش الجزائري مهارات وخبرة في مواجهة الارهاب في التسعينات من القرن الماضي الذي يتم استهدافه حالياً ليتم تمرير مشروع التفتيت المخطط للجزائر الذي كان قد حذر منه سابقاً الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة قائلاً: «ان هناك عملية مدروسة لضرب استقرار الجيش والجزائر، هذا البلد الذي سيشكل تحالفه وتعاونه مع سورية شبكة الخلاص عند العرب».