زاسيبكين: جاهزون لمساعدة اللبنانيين في إيجاد الحلول للاستحقاقات الداخلية
أمل السفير الروسي في لبنان ألكسندر زاسيبكين أن يؤدي الاتفاق النووي إلى «تسهيل الحلول للقضايا الأخرى، بمعنى أنه يمكن أن يخلق جواً سياسياً مناسباً أكثر لإيجاد حلول للملفات الأخرى، وأن تكون هناك فرص لبعض الدول بما في ذلك لبنان، للتعاون الاقتصادي».
وقال زاسيبكين بعد لقائه الرئيس السابق ميشال سليمان: «نحن في روسيا نسعى أيضاً إلى هذا التعاون الاقتصادي مع دول المنطقة، ليس فقط مع إيران نتيجة لهذا الاتفاق، بل أيضاً مع الدول الأخرى: مع السعودية وكلّ دول الخليج وكلّ الدول العربية. ونحن نريد أن تكون الأجواء أفضل في هذه المنطقة».
وأضاف: «بالنسبة إلى لبنان، نحن نعتبر أنّ على القوى السياسية اللبنانية بذل الجهود من أجل إيجاد الحلول للأجندة الداخلية، وفي نفس الوقت نحن جاهزون كروسيا لمساعدتهم لإيجاد الحلّ لهذه الاستحقاقات».
وزار السفير الروسي رئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهّاب في دارته في الجاهلية، وأشار بعد اللقاء إلى أنه يجري العمل «ديبلوماسياً»، على ملف الاستحقاق الرئاسي اللبناني بطريقة «براغماتية»، لافتاً إلى «أنّ هدف المجتمع الدولي، وروسيا بالتحديد، هو مساعدة الشعب اللبناني في انتخاب رئيس للجمهورية وتحقيق استحقاقات دستورية أخرى في لبنان، مع الأخذ بعين الاعتبار الخصوصيات اللبنانية خلال العمل بالملف الرئاسي مع جميع الأطراف اللبنانية لإيجاد الحلول اللازمة لإنجاز هذا الاستحقاق».
ورأى أنّ الحلّ لما يجري في المنطقة، «مرتبط بإيجاد الحلول السياسية السلمية للنزاعات وخصوصاً في سورية حيث تعمل روسيا منذ سنوات على إيجاد الحلول السياسية والسلمية فيها وكذلك الأمر في العراق واليمن وغيرها»، لافتاً إلى «أهمية ما سجل في جنيف بالنسبة إلى سورية في تأمين الحقوق المتساوية لجميع مكونات المجتمع السوري دون التمييز الطائفي أو الإثني أو اللغوي».
وأشار إلى أنّ «الاتفاق النووي الإيراني هو إنجاز كبير بالنسبة إلى المجتمع الدولي ككل، وروسيا أكدت منذ البداية على حقّ إيران في تطوير برنامجها النووي للأغراض السلمية الذي كان البند الأساسي في هذا الاتفاق، وأبدت توضيحها الكامل لهذا الموضوع أمام الجميع كي لا تكون هناك أي تساؤلات من أي طرف».
وتابع: «بالرغم من عدم بحث الملفات الإقليمية في المفاوضات، سيكون لهذا الاتفاق تأثير إيجابي من الجانب السياسي المعنوي على الأوضاع في المنطقة لتنقية الأجواء بالرغم من الاختلاف في مواقف بعض الأطراف الأخرى في المفاوضات»، مؤكداً أنّ «هذا الاتفاق سيكون العامل المساعد لتحقيق التقدم في إيجاد الحلول للملفات الأساسية في المنطقة خاصة في مناطق النزاعات مع تغلب عامل المنافسة في الآونة الأخيرة على الأهداف الحقيقية المتعلقة في مكافحة الإرهاب».
ولفت وهاب من جهته الى «الدور الروسي الإيجابي في موضوع الملف النووي الإيراني الذي ساهم في إيصال هذا الإتفاق الى الخواتيم السعيدة».
وأثنى على «موقف روسيا وخاصة الرئيس فلاديمير بوتين من كل قضايا المنطقة»، وقال: «لقد وضع بوتين سياسة جديدة للأمن الدولي بعد أن كان أمن العالم مستباحاً قبل تلك السياسة الجديدة، حتى أمام بعض المجانين في السياسة الدولية الذين دخلوا الحروب ولن يعرفوا كيف يخرجون منها، فدمّروا العراق وحتى الآن لم يستطع أحد إعادة اللحمة للشعب العراقي أو تثبيت الأمن في العراق، ودمّروا سورية التي ما زالت تعاني حتى اليوم ونحن نعاني كثيراً من معاناة سورية»، مذكّراً بالدور الروسي الكبير في سورية، والذي يعود إليه الجميع بعد طول تجربة – ولكن للأسف بعد مرور أربع سنوات من التدمير والحروب وسقوط مئات آلاف القتلى، والذي قال منذ اللحظة الأولى إنّ سورية بحاجة إلى حوار، وتوافق بين الجميع».
وبعد اللقاء أقام وهّاب مأدبة غداء على شرف زاسيبكين.