المرصد هل نجحت حفلات عيد الفطر في لبنان؟

هنادي عيسى

يعيش قطاع الحفلات في لبنان، وتحديداً تلك التي تقام في الفنادق الكبرى والمطاعم الشهيرة، أزمة حادة منذ اندلاع الحروب في الدول العربية المجاورة، والتي طاولت تداعياتها لبنان نتيجة الأزمات السياسية الداخلية. وبسبب هذا الواقع الأليم، غاب السيّاح العرب عن بلاد الأرز، وهم الذين كان المنتجون والمتعهّدون اللبنانيون يعوّلون على وجودهم لنجاح الحفلات، خصوصاً أنّ أسعار بطاقات الدخول مرتفعة جدّاً.

إلا أنه، وعلى رغم كل المآسي، بقي عدد من المغامرين في مجال تعهد الحفلات يتحدّون الظروف ويقيمون الحفلات في كل أرجاء الوطن، مع تكبّدهم خسائر كبيرة. لكن الإصرار والعزيمة على مواصلة المشوار، ظلّا مرافقَين لهم.

وفي أيام عيد الفطر المنصرم، شهدت فنادق لبنان ومطاعمه، من شماله إلى جنوبه ومن البقاع إلى بيروت، عدداً كبيراً من الحفلات التي أحياها كبار النجوم، أمثال: نجوى كرم، عاصي الحلاني، ماجد المهندس، هيفاء وهبي ، فارس كرم، إليسا، ملحم زين، وائل جسار، أيمن زبيب، زين العمر وغيرهم. وكان من أبرز متعهّدي هذه الحفلات، «شركة روتانا»، ميشال حايك وعماد قانصو وآخرون.

إلا أنّ أصداء عدم نجاح هذه الحفلات تردّدت في كل مكان. وقيل إنّ معظم الذين حضروها كانوا من المدعوّين مجاناً. وقيل أيضاً إن بعض الصالات التي تتّسع للمئات، لم يتواجد فيها إلا العشرات، وذلك نتيجة تردي الأوضاع الاقتصادية والأمنية التي يمر بها لبنان. فغاب السائح، أما غالبية اللبنانيين، فقصدوا قراهم لقضاء فرصة العيد.

وكانت أخبار قد تسرّبت قبل يومين من عيد الفطر، مفادها أنّ المتعهّد عماد قانصو ينوي إلغاء حفلته التي شارك فيها وائل جسار وأيمن زبيب ونادر الأتات. لكن الحفل أقيم في وقته المحدّد، وعلى ضوء ذلك قال قانصو: «إن الكلام الذي انتشر مجرّد إشاعات، وحضر المهرجان 670 شخصاً».

أما المتعهّد ميشال حايك، الذي قدّم ثالث أيام العيد حفلةً جمعت نجوى كرم، عاصي الحلاني وناصيف زيتون، فقال: «الحفلة كانت جيدة، وعلى رغم أن الموسم لم يكن كما تمنّينا، لكنني مستمر في عملي ولن نترك الظلام والإرهاب يسيطران على أجواء البلد».

كما أكّد حايك أنّه سينظّم مجموعة من الحفلات في إهدن يشارك فيها راغب علامة وعاصي الحلاني ونجوى كرم وفارس كرم. ومجموعة أخرى في بيروت. أما في شأن الحفلتين اللتين أقامتهما «شركة روتانا» ثاني وثالث أيام عيد الفطر، فالأولى جمعت فارس كرم وهيفاء وهبي، والثانية إليسا وماجد المهندس. وكسائر الحفلات، قيل إن الحضور فيهما كان ضئيلاً جدّاً، لأنّه تعذّر على الناس دفع ثمن البطاقات المرتفع، ولأنّ المدعوّين هم الذين ملأوا الصالتين.

وقال مدير قسم الحفلات في «روتانا» شربل ضومط، إن الشركة حقّقت أهدافها من هاتين الحفلتين. الهدف الأول أنّ الشركة، وعلى رغم كلّ الحروب والمآسي التي تعمّ العالم العربي، ستبقى تزرع الفرح في قلوب الناس من خلال الفنّ الجميل. وهذه سياسة الشركة منذ تأسيسها. وأكد ضومط: «نحن سعداء لأنّ النجم ماجد المهندس قدّم هذا العيد حفلاً في قلب العاصمة بيروت، إلى جانب إليسا، ما يؤكّد أنّ النجوم العرب يعشقون بيروت وأهلها رغم كلّ الصعاب».

ويتابع: «للأسف، إن هذا الظلام انتشر في أوروبا لا في العالم العربي فقط، لذا، اتخذت روتانا قراراً بضرورة تحدّي هذا الظلام بالفن والسعادة. ونحن كشركة لا نقيس الخسارة والربح كما باقي المتعهّدين، لأننا نتعاقد مع المطرب بعقد متكامل يشمل الحفلات والإطلالات التلفزيونية وإنتاج الأغاني والألبومات، وفي نهاية السنة نقيّم الربح والخسارة».

ويختم ضومط كلامه قائلاً إنّ الحفلين اللذين نظّمتهما «روتانا» في بيروت خلال العيد، «دليل على وجودنا كما في باقي الدول العربية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى