فشل السياسة الأميركية يدفعها لتصفية «خراسان»
بشرى الفروي
يأتي إعلان الإدارة الأميركية عن مقتل زعيم تنظيم «خراسان» محسن الفضلي بالتزامن مع التوصل الى الاتفاق النووي مع ايران، في إشارة واضحة الى تخليها عن هذا الجزء من مشروعها التوحشي والذي كانت تسعى الى خلقه من رحم التنظيمات الارهابية التي أوجدتها في سورية. حيث كان هذا التنظيم يستهدف بالأساس إيران.
تنظيم «خراسان» هو عبارة عن دمج «داعش» الأفغاني بـ«داعش» الباكستاني. وكان مقدراّ له أن ينمو ويتكاثر على الحدود مع إيران، ليلهب صراعاًّ مذهبياً بين الإيرانيين من أصول أذربيجانية أو أفغانية، ضد الإيرانيين من أصول فارسية، ثم ينتقل إلى مناطق واسعة في قلب الجزيرة العربية وعلى الحدود العراقية – السعودية.
وكما يقول المسؤول الإماراتي قائد شرطة دبي السابق ضاحي خلفان: «إيران أمام خيارين أما التوقيع والإذعان للأميركيين وإما يهاجمها داعش خراسان» في اشارة واضحة لأهداف هذا التنظيم.
محسن الفضلي تعرفه أجهزة الأمن السعودية والكويتية جيداً. فقد تم إلقاء القبض عليه مرات عدة لتنفيذه عمليات إرهابية. ولكن تم إطلاق سراحه. ليعلن مؤخراً عن نجاح استهدافه في بلدة سرمدا السورية قادماً من الاراضي التركية بعد محاولات فاشلة عدة لاغتياله.
لكن الضربات التي أعلنت عنها الولايات المتحدة ضد هذا التنظيم في السنة الماضية والتي أعلنت فيها أيضاً مقتل زعيم التنظيم محسن الفضلي اعتبرها مراقبون انها بمثابة اعلان لولادة هذا التنظيم. والتي تعمّدت الولايات المتحدة تضخيم صورته كعدو جديد غير معروف الملامح يهدد أمنها ومصالحها بالدرجة الاولى تمهيداً لتوسيع ضرباتها ضد التنظيمات المتطرفة في سورية والعراق.
وعلى رغم قيام طيران التحالف الدولي بشنّ اكثر من 5000 غارة على مواقع لـ «داعش» و«النصرة»، إلا أن رئيس الولايات المتحدة لا يزال يرى أنها فعّالة.
وفي لقاء مع محاربين قدامى في ولاية بنسلفانيا شدّد الرئيس الاميركي باراك أوباما على عدم رغبة بلاده بالدخول في حرب مجانية بالمنطقة بقوله: «إنني على يقين أن علينا ألا ندخل مجدداً في حرب برية كبيرة في الشرق الأوسط ليس ذلك جيداً لأمننا القومي ولقواتنا».
وحذر أوباما من أن العالم يخاطر بحرب أخرى في الشرق الأوسط من دون الاتفاق النووي مع إيران، مؤكداًَ سعيه الى تعاون أكبر مع إيران بخاصة في ما يتعلق بأزمتي اليمن وسورية.
وقال أوباما أيضاً «هناك طريقة أكثر ذكاء ومسئولية للدفاع عن أمننا القومي» مؤكداً أنه لن يتراجع في حال كانت هناك حاجة لشن عمليات عسكرية، وأن «الزعامة الحقيقية» تقضى أيضاًَ بعدم الخوف من التفاوض.
لكن المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية السورية الدكتورة بثينة شعبان ترى أن «فشل السياسات الاميركية دفعت أوباما إلى عدم الانخراط في حروب جديدة».
شعبان وفي مقابلة تلفزيونية على قناة الميادين قالت: «إن الاتفاق بين إيران والغرب سيفرض متغيرات كثيرة على مستوى العلاقات بين الدول». مبينة أن التواصل مع الغرب ليس إنجازاً إذا لم يحقق مصالح سورية، فالغرب يتواصل مع دول المنطقة حسب ما تقتضي مصالحه.
ومع الاعتراف الغربي بضرورة وجود ايران كلاعب اساسي في مكافحة الإرهاب يبدو أن هذا الجدل حول الاستراتيجية الأميركية في شأن محاربة التنظيمات المتطرفة سيمتد لفترة من الزمن. إذا اعتبرنا أن أميركا أقرت بفشل هذه السياسة في المنطقة مع تنامي خطر هذه التنظيمات على الأمن العالمي. لكن ما هو مصير بقية أفرع التنظيم في المناطق الأخرى كتنظيم أنصار الشريعة في ليبيا وأنصار بيت المقدس في سيناء وبوكو حرام في نيجيريا؟