نصرالله: إسقاط الحكومة يدفع البلاد نحو المجهول

حذّر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله من «أنّ هناك محاولات أميركية ـ إسرائيلية لإضعاف المقاومة وهذا مستمر»، مشيراً إلى أنه «بعد الاتفاق النووي باتت إيران هي الهاجس الكبير في المنطقة».

وخلال حفل تخريج أبناء الشهداء ـ «جيل الشهيد علي أحمد يحيى» الذي أقامته مؤسسة الشهيد في مجمع شاهد التربوي ـ طريق المطار، قال السيد نصر الله: «لقد عملوا وأنفقوا مليارات الدولارات وسخّروا الكثير من الوسائل وقاموا بعدد من الحروب وكانت نتائجها دائماً عكسية».

ورأى «أنّ ما صدر مؤخراً من لائحة أميركية جديدة تستهدف قادة جهاديين في حزب الله وكذلك لائحة الإرهاب السعودية يأتي في هذا الإطار ولكنه لا يقدم ولا يؤخر شيئاً، فقبل الاتفاق النووي كانت أميركا الشيطان الأكبر وبعد الاتفاق النووي ستبقى أيضاً أميركا الشيطان الأكبر».

وأكد «إننا في حزب الله ليست لدينا مشاريع مالية ولا استثمارية ولا تجارية ولا ندخل في هذا العالم ونحن نحصل على دعم مادي ومالي من الجمهورية الإسلامية الإيرانية ونفتخر بذلك والجمهورية الإسلامية تفتخر بذلك والدعم الذي تقدمه إيران لنا يكفينا».

وقال: «هناك محاولات لإبعاد تجار ورجال أعمال لبنانيين في سياق الحرب على المقاومة»، محمِّلاً الدولة والحكومة «مسؤولية حماية مواطنيها»، منبّهاً إلى «أنّ هناك مساعٍ لتشويه صورة حزب الله ومصداقيته من خلال وسائل الإعلام مثل الحديث عن بيع المخدرات وشبكات تبييض الأموال وشبكات السرقة وهذا كله كذب».

ولفت إلى «أنّ هناك ماكينة تعمل منذ عشر سنوات على ترويج الأكاذيب في شأن الوضع المعنوي للمقاومة وبنيتها، فهناك من يعمل على تشويه صورة قادتنا أو اغتيالهم الجسدي ومن لم تصل إليهم أيدي العدو بالاغتيال الجسدي يحاولون اغتيالهم معنوياً من خلال مواقع إسرائيلية عملها تشويه صورة قادتنا ومجاهدينا وهذا جزء من المعركة».

وقال: «الحملة التي تستهدف تسخيف وتوهين الإنجازات والانتصارات التي حققها حزب الله منذ حرب تموز، وصولاً إلى القصير والقلمون وعرسال»، مضيفاً: «منذ عام 2005 يتحدثون عن حزب الله أنه مأزوم وضعيف، وأنّ حزب الله يريد السيطرة على لبنان وإنهاء اتفاق الطائف ومن الواضح أنّ لديهم حالة تخبط، واليوم يقولون إنّ حزب الله في أيامه الأخيرة وأخر حجّة بسبب الاتفاق النووي».

وتابع السيد نصر الله: «هناك من حاول أن يقول أنّ حزب الله أداة في يد إيران لإنجاز الاتفاق النووي، وهناك أيضاً من يحاول الطعن والتشكيك بالعلاقة مع حلفائنا، وخصوصاً إيران وسورية، لكن اليوم بعد الاتفاق النووي ظهر من الصادق ومن الكذاب، وأنّ إيران لم تبع حلفاءها بعد الاتفاق النووي، وكيري أكد أنّ إيران رفضت الحديث عن أي ملف آخر إلا الملف النووي ولا أحد باع ولا أحد اشترى، ومن يتحدث عن خلافات مع حلفائنا هم من يبيعهم حلفاؤهم ولا يسألون عنهم. نحن يدنا في الحرب النفسية هي العليا لأننا ننطلق من الوقائع السابقة ولا نتحدث بالأكاذيب ومسيرة المقاومة تزداد اتساعاً وشعبية وجمهوراً وحضوراً وتأثيراً على المستوى المحلي والإقليمي وتحسب لها الإدارة الأميركية كلّ الحساب وتعتبر إسرائيل أنّ تهديدها في المنطقة يتمثل بهذه المقاومة».

وأكد السيد نصر الله «أنّ تنظيم «داعش هو أفعى ينقلب على مستخدميه، وأنّ الدول التي أمنت كامل التغطية لهذا التنظيم بدأت تدفع الثمن، فقد قلنا مراراً من قبل أن من يأتون بهم إلى سورية والعراق من أجل ضرب المقاومة سينقلبون عليهم».

واستغرب السيد نصرالله كيف أنّ «أف بي آي» قدمت تقريراً أمنياً يقول «إنّ داعش أخطر على الأمن القومي الأميركي من القاعدة، ولكن في لبنان من لا يعتبر داعش تهديداً»، مشدّداً على «أننا في حاجة إلى إدراك وطني في شأن حجم الخطر التكفيري على لبنان ومواجهته، بمعزل عن أي خلافات».

وفي الشأن المحلي، انتقد السيد نصرالله عجز الدولة اللبنانية عن معالجة أزمة مثل النفايات، معتبراً أن ذلك «يمثّل دليلاً على الفشل الذريع، فليس هناك إدارة همُّها اللبنانيون وصحتهم وحاجاتهم وتعمل بنية صادقة من أجل ذلك».

ودعا إلى «التعاون من أجل الحفاظ على الأمن في البلد»، مشدّداً على «أنّ التثبيت الواقعي لمثلث الشعب والجيش والمقاومة يحمي لبنان من التهديدات».

ولفت «إلى وجوب عدم المراهنة على الوضع الإقليمي وإلا ضاع البلد، وإذا لم يحصل تفاهم فإنّ البلد سيضيع وسنذهب إلى فراغ والتلويح بالاستقالة لن يفيد بشيء وهو مضرّ للبلد».

ودعا تيار المستقبل «أن ينزل من برجه العاجي، يذهب ويلتقي هو وتكتل التغيير والإصلاح». وقال: «أنتم تعطلون البلد وليس نحن، والذي يهدّد بالاستقالة يأخذ البلد إلى فراغ. وأنا أريد أن أقول ما يلي: نحذر من الفراغ أو نحذر من أخذ البلد إلى فراغ لأنه يعني أخذ البلد إلى المجهول. هذه لعبة خطرة، ضعوا خطين تحت كلمة خطرة، هذه لعبة خطرة، هذا دخول في المجهول، هذا تصرف غير عقلائي وغير مسؤول، لا أحد يأخذ البلد إلى هذا المكان، كلنا يريد لهذه الحكومة أن تستمر لأنه طالما لا يوجد رئيس جمهورية لا يوجد خيار آخر، نريد لهذه الحكومة أن تعمل، لا نريد لهذه الحكومة أن تسقط، لا تسقطوها بأيديكم».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى