الإعلام الفاعل… واجهة حقيقية لانتصارات الميدان في مواجهة الإرهاب
توفيق المحمود
في اليوم الثاني للمؤتمر الإعلامي الدولي لمواجهة الإرهاب التكفيري تحت عنوان «رؤية مستقبلية لدور الإعلام في المرحلة القادمة» والذي ناقش «أهمية الإعلام في العمل الميداني العسكري»، أكد اللواء أسامة خضور مدير الإدارة السياسية أهمية المؤتمر ودوره «كمحطة لتطوير الإعلام المقاوم في مواجهة ما يستهدف جبهة المقاومة عموما وسورية، خصوصاً». ولفت إلى أهمية «دقة المعلومة في الإعلام الحربي والتي تأتي على حساب السرعة». وقال: «لن ننجرّ يوماً إلى إلحاح بعض الوسائل الإعلامية الوطنية والصديقة على سرعة بثّ المعلومة في الميدان على حساب الحقيقة رغم تفهمنا وتقديرنا لأهمية وأحقية هذا المطلب».
العبود
واعتبر أمين سرّ مجلس الشعب السوري خالد العبود «أنّ المعركة في سورية هي من نوع جديد ولا يتم الحديث عن معركة كلاسيكية، وعن جيوش تواجه بعضها وتحتاج إلى جملة من العناوين والمفاهيم، لكننا نخوض معركة مركبة ومعقدة تحتاج إلى إعلام مختلف يوازي المعارك السابقة وهذا الإعلام الجديد يجب أن يمتلك أدوات في ظلّ تطور وسائل المعرفة والاتصال ونحن نحتاج إلى الكثير من الأدوات والمفاهيم واللغة الجديدة والقدرة على الالتفاف على بعض العناوين السابقة على سبيل المثال ما كان يخفى في المعارك الكلاسيكية نحتاج اليوم إلى إظهاره في معركتنا وبالتالي هي معركة جديدة تحتاج إلى إعلام جديد وأن تدرك أنك في موقع جديد».
عفيف
وذكر مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله محمد عفيف، بدوره، إلى «أنّ الإعلام الحربي يستخدم للتأثير في الجيوش والقوى المعادية وجمهورها وفي التأثير الإيجابي لتشجيع المقاتلين على الثبات والصمود وإبراز قوتهم»، معتبراً «أنّ الحرب النفسية هي جزء من المجهود الإعلامي الحربي ومجال يحتاج إلى متخصصين وذوي الخبرة وإلى تقييم ودراسة وتخطيط دائم».
وحول العلاقة بين وسائل الإعلام والقادة الموجودين في الميدان، أكد عفيف «ضرورة تفهم القادة العسكريين لواقع وسائل الإعلام المتوفرة من حيث الانتشار والقدرات التي تمتلكها وإمكانياتها والتخلص من فوبيا الكتمان من خلال إحداث توازن عبر التقييم المستمر والخبرة المتراكمة بين ما هو إعلامي وأمني».
فاضل
وأمل حسين فاضل، من القناة الإخبارية السورية، من المؤتمر «أن يطور في المستقبل خطة عمل تضع اللبنة الأساسية التي من خلالها يسلط الضوء على كثير من المشاكل في الإعلام». وقال: «هناك مكامن خلل في الإعلام المقاوم السوري والعراقي واللبناني واليمني ونحن اليوم لا نستطيع أن نقاوم في جبهة واحدة إذا كنا نتحدث في جبهات متعددة أو إذا كانت الأصوات مبتعدة عن بعضها يجب أن يكون هناك توحيد في الجهود والتنسيق وكم هو جميل أن ترى مصطلح الإعلام الحربي لوغو على شاشاتنا ونستطيع أن نطور أكثر، وخصوصاً الحربي وأنا عملت كمراسل حربي وميداني وهي من أجمل اللحظات والصعبة في الوقت نفسه، لكنّ الإيمان بما تقوم به وبما تقدمه هو أسمى درجة في الإعلام».
بلبيسي
واعتبر رئيس مجلس إدارة قناة زنوبيا تامر بلبيسي، بدوره، أنّ المؤتمر «ناجح ومتنوع على مستوى المشاركين من الدول العربية والمؤتمر الإعلامي». وقال: «الإعلام جزء من النصر ويجب أن نوازن بين خطين متوازيين: انتصار الجيش السوري والإعلام. فالحرب إعلامية وعلى الأرض انتصرنا وفي الإعلام أيضاً بفضل المهنيين الذين استطاعوا إيصال صوت الحقيقة والإنسانية والشرف». وأضاف: «هكذا مؤتمرات توصل صورة حقيقية عما يدور على الأرض، رغم الإمكانيات المتواضعة مقارنة بالقنوات الإعلامية الكبرى فقد ساهم وجود إعلاميين صادقين مؤمنين في إيصال الرسالة التي يؤمنون بها، رغم الإمكانيات الضعيفة إلى جميع أنحاء العالم».
حاتم
ورأى سومر حاتم مراسل قناة المنار «أنّ الإعلام السوري ما زال محكوماً ببعض الروابط ولم يستطع الوصول إلى التوازن بين ما يجب أن يعرض وما يعرض. وفعلاً هناك بعض الأمور لا تعرض من أجل سير العملية العسكرية وهناك بعض الأمور تخدم العملية العسكرية ونحن في قناة المنار نخلق هذا التوازن في الحالة التراجعية، فالمعركة كرّ وفرّ ونحن نسعى إلى تخفيف الآثار النفسية من دون تكذيب الخبر الواقعي وعند التراجع في منطقة معينة يجب الإعلان عن هذا التراجع فالمنطقة التي سقطت ويبني عليه المسلحون لتحقيق إنجازات عبر بثّ شائعات وهذا ما حصل في معارك إدلب وجسر الشغور التي كانت نصفها حرب إعلامية وشائعات واستطاعوا التفوق علينا بذلك فالتعتيم أمر خطير ويجب ألا نخفي شيئاً ويجب الحديث عن ذلك ولكن بذكاء وتوازن».
عباس
وتمنت أستاذة العلاقات الدولية في جامعة دمشق الدكتورة أشواق عباس أن يكون المؤتمر «نقطة انطلاق لتأسيس فكر جديد لإعلام حقيقي بعيد عن التشويه والإرهاب». وقالت: «نحن دائماً نرفع من سقف التوقعات لدينا، ويكفي أننا تمكنا في سورية وهي في ذروة الحرب من عقد مؤتمر إعلامي يحضره أكثر من 150 شخصية من 12 دولة في العالم لكي يكون نقطة انطلاق لأنّ الميدان يجب أن يتبع الإعلام والوقت قد حان لفتح جبهة إعلامية حليفة ضدّ خصومنا تربط بين الإعلام والميدان بشكل وثيق».