فياض لـ«الميادين»: ما يجري في سورية ليس لمصلحة السعودية
رأى الكاتب والمحلل السياسي حبيب فياض أن «زيارة أمير الكويت صباح الجابر إلى إيران من ناحية التوقيت تأتي في ظروف صعبة جداً تشهدها ضفتَا الخليج، فنحن نمر في مرحلة انتقالية على مستوى العلاقات الثنائية بين إيران والدول الخليجية وأيضاً على مستوى المنطقة بشكل عام»، مشيراً إلى أن «هذه المرحلة الانتقالية تستدعي في هذه اللحظة تحديداً أن يكون هناك نوع من التواصل على المستوى بين الجانبين الخليجي والإيراني، وهذه الزيارة لها هدفان أساسيان، الأول هو ترتيب العلاقات الثنائية على أمل أن يصار إلى نمذجة هذه العلاقات بين إيران والدول الخليجية الأخرى، والهدف الثاني، هو تشكيل نقطة البداية في مسار التفاوض بين إيران والخليجيين بشكل عام انطلاقاً من الكويت لتصل إلى جميع الملفات خارج العلاقات الثنائية مثل الأزمة السورية والبحرين وملفات أخرى»، مؤكداً أنه «إذا راقبنا مسار الزيارة التي قام بها أمير الكويت نجد أن هناك 6 اتفاقيات عقدت بين الجانبين».
وفي جانب متصل، أكد فياض أن «روسيا بصدد إعادة نسج تفاهمات وتحالفات جديدة على مستوى المنطقة، خصوصاً السعودية من باب رد الفعل على ما قام به الغرب وتحديداً أميركا اتجاه روسيا في أوكرانيا، في المقابل نجد أن هناك حسابات سعودية جديدة، فمسار العلاقات السعودية – الأميركية على مدى 30 سنة توحي بأن المملكة أصيبت بالخيبة نتيجة السياسات الأميركية في المنطقة التي لم تأخذ في الاعتبار المصالح السعودية وتطلعاتها، بدءاً من المسألة النووية الإيرانية والتفاهم النووي بين إيران والغرب مروراً بالأزمة السورية وصولاً إلى الكثير من الملفات الأخرى، والتي تعتبر السعودية أن الولايات المتحدة مارست الكثير من البراغماتية فيها بعيداً عن مراعاة المصالح الخليجية. وعلى هذا الأساس لا يتوقع بأن يكون هناك نوع من التحالف الاستراتيجي بين موسكو والرياض، لكن بالحدّ الأدنى هناك نوع من التباعد يمكن استبداله على أساس حصول تقارب بين الجانبيين».
وفي ما يتعلق بالملف السوري وتحديداً الانتخابات الرئاسية السورية، أكّد فياض أن «الأزمة السورية تمضي الآن على أساس مسارين يلتقيان في نهاية المطاف عند مسألة محددة وهي مصلحة سورية، فما حصل في الانتخابات السورية في الخارج، خصوصاً في لبنان جاء لكي يعزز ما يقوم به الجيش السوري من إجراءات ميدانية على الأرض أي أن جوهر الأزمة السورية كما أراد الغرب أن يقدّمها بأن هناك أزمة بين النظام السوري وشعبه جاءت هذه الانتخابات لتضع الأزمة السورية في مسارها الطبيعي على أساس أن هناك غالبية عظمى من السوريين ما زالت تؤيد النظام بل أكثر من مجرد تأييد».
وعن قرار وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق بمنع خروج السوريين من لبنان والعودة إليه بصفة لاجئين، قال فياض: «إن الوزير المشنوق اعترف في لقائه الأخير على إحدى المحطات التلفزيونية اللبنانية أن هذا القرار له علاقة بشكل مباشر بالانتخابات السورية والدليل الواضح على ذلك أن الأزمة السورية عمرها ثلاث سنوات، والسوريون موجودون في لبنان منذ ثلاث سنوات، وخلال هذه الفترة كانوا يذهبون إلى سورية ويعودون إلى لبنان، إلا أن هؤلاء لا تنطبق عليهم صفة نازح إلا عشية الانتخابات الرئاسية السورية، فهذا لا يمكن أن يوظّف إلا في إطار ما بدأت به الأزمة السورية عندما أرادوا تكريس الساحة اللبنانية إلى رافد أساسي في الأزمة وهو لمصلحة المسلحين والمعارضة والأطراف الداعمة لهم ضد النظام في سورية».
وختم فياض: «أن الأمور في سورية ليست لمصلحة السعودية، لا من الناحية الميدانية ولا العسكرية ولا حتى من الناحية السياسية على مستوى العالم، فالاهتمام الآن بسورية على المستوى الدولي أكبر بكثير من السنه الفائتة. والمملكة السعودية اليوم خالية الوفاض، فهي استهلكت وحرقت كل أوراق الضغط، والسياسة التي تتبعها المملكة حالياً بالتعامل مع إيران تدعى سياسة الحرد حتى لا تظهر بصورة المهزومة».