بوتين وميركل يشدّدان على تسوية أزمة أوكرانيا
دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية أنغيلا مركل في مكالمة هاتفية إلى تنسيق الخطوات الرامية إلى تسوية الأزمة الأوكرانية. وجاء في بيان صادر عن الكرملين أمس «أن الجانبين بحثا سير المفاوضات الثلاثية بين روسيا والاتحاد الأوروبي وأوكرانيا حول توريدات الغاز الروسي الى أوكرانيا».
وأعلن يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي أن الرئيس الروسي سيلتقي في 6 حزيران المستشارة مركل في النورماندي شمال غربي فرنسا على هامش مراسم إحياء ذكرى إنزال قوات الحلفاء في هذه المنطقة أثناء الحرب العالمية الثانية.
ومن المتوقع أن يجري بوتين في فرنسا لقاءات أخرى بما فيها مع نظيره الفرنسي فرانسوا هولاند ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، إلا أنه لا يخطط لعقد لقاء مع الرئيس الأميركي باراك أوباما.
الى ذلك، بدأ وزراء دفاع الدول الأعضاء في حلف الناتو أمس أول اجتماع لهم منذ تفاقم الأزمة الأوكرانية. وأكد الأمين العام للحلف أندرس فوغ راسموسن للصحافيين في افتتاح الاجتماع الذي يستغرق يومين، على ضرورة جعل الناتو أكثر مرونة وقدرة وسرعة.
وأضاف راسموسن أن الحلف ينظر في خطة لرفع جاهزية قواته المسلحة وتحسين قدراته على التصدي للأخطار الناشئة، مشيراً الى أن الأزمة في أوكرانيا زادت من أهمية إعداد هذه الخطة وجعلته أمراً ملحاً.
وتقول مصادر في حلف الناتو إن جدول أعمال الاجتماع يركز على الردود المحتملة الطويلة المدى التي يمكن أن يقدمها الناتو على قدرات روسيا العسكرية الجديدة واستعدادها لاستخدام هذه القدرات. كما يرمي الاجتماع الى التحضير لقمة الناتو المرتقبة في ويلز في أيلول المقبل.
وقال مسؤولون في الحلف إن وزراء الدفاع سيبحثون خلال الاجتماع عدداً من الخيارات لتقديم ردود طويلة المدى على انضمام جمهورية القرم الى روسيا، منها تكثيف جدول التدريبات العسكرية ونشر أجهزة عسكرية وقوات إضافية في أراضي جيران روسيا الأعضاء في الناتو. كما ومن المقرر أن يتطرق الوزراء الى نفقات الحلف الدفاعية والى مستقبل أفغانستان بعد انتهاء العملية العسكرية التي يقودها الناتو هناك.
وكان راسموسن دعا في وقت سابق أعضاء الناتو الى «زيادة نفقاتهم العسكرية، باعتبار أن عدداً كبيراً منها لا يدفع قسطه بالكامل في تمويل نشاطات الحلف».
وقال راسموسن: «إن دول الناتو كانت تقلّص نفقاتها العسكرية على مدى السنوات الخمس الماضية»، موضحا أن التخفيضات في بعض الدول «وصلت الى 40 في المئة»، مشيراً الى «أن وضعاً جديداً تشكل في المجال الأمني على المستوى العالمي»، داعياً الى «ضمان القدرات الدفاعية الحقيقية للحلف». وشدد على «أن الأمن يشكل أساساً للرفاهية في بلدان الناتو».
وفي السياق، أكد الأمين العام لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا لامبيرتو زانير «أن مراقبي المنظمة المحتجزين شرق أوكرانيا بصحة جيدة». وقال: «نحن نعلم بأنهم على قيد الحياة وبصحة جيدة».
ووصف زانير المراقبين المحتجزين بـ»الرهائن» وامتنع عن الإفصاح عن الجهة التي يتم التفاوض معها للإفراج عنهم. وتابع قوله: «الأزمة مستمرة… وبالنسبة الينا الأولوية لإطلاق سراح الرهائن من دون أي شروط».
جاء ذلك في وقت أعلن رئيس وزراء «جمهورية دونيتسك الشعبية» فاسيلي نيكيتين أن الخبراء الذين عملوا في موقع قصف مبنى إدارة مقاطعة لوغانسك وجدوا آثار قذائف عنقودية.
وقال نيكيتين أمس إنه «عمل في موقع القصف خبراء وعسكريون ورجال الشرطة والنيابة، حيث استطاعوا تحديد ماهية مقذوفات لم تنفجر تبين أنها تعود الى القذائف العنقودية اس-8-كوم. وبهذه القذائف بالذات وبالمدافع والرشاشات الثقيلة تم استهداف مبنانا».
هذا واتهم المحتجون الطيران الحربي الأوكراني بشن غارة جوية على مقر إدارة مقاطعة لوغانسك، أدّت إلى مقتل 7 أشخاص بينهم وزيرة الصحة في «جمهورية لوغانسك الشعبية»، أما كييف فنفت مسؤوليتها عن الهجوم، مصرّة على أن الانفجار في المبنى نجم عن صاروخ حاول عناصر اللجان الشعبية إطلاقه لاستهداف طائرة تابعة للجيش الأوكراني.
وفي السياق، أعلن رئيس هيئة الهجرة الفيديرالية الروسية قنسطنطين رومودانوفسكي أن حوالى 4 آلاف أوكراني طلبوا من الهيئة منحهم لجوءاً موقتاً أو صفة لاجئ، مشيراً أن «غالبية المشكلات المتعلقة بإمكانية الإقامة الطويلة في روسيا متعلقة حالياً بمواطني أوكرانيا».
وكانت سلطات جمهورية القرم في جنوب روسيا قد أكدت أنها تستعد لاستقبال نحو ألفي لاجئ إضافي من جنوب شرقي أوكرانيا حيث تستمر العمليات القتالية، خلال الأيام المقبلة. وأكدت اللجنة البرلمانية المعنية بالتعامل مع الأجهزة الأمنية أمس، أن القرم استقبلت حتى الآن نحو 1600 لاجئ، مضيفة أن تدفق الناس الهاربين من العملية العسكرية التي تجريها كييف في مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك، لا يتوقف. وكشفت أن قيادة «جمهورية لوغانسك الشعبية» توجهت الى سلطات القرم مؤخراً بطلب استقبال 600 شخص إضافي من أراضي لوغانسك.