أفريقيا الوسطى: مقتل 24 شخصاً على يد جنود تشاديين
لقي 24 شخصاً على الأقل مصرعهم وأصيب مئة آخرون بجروح في عاصمة جمهورية أفريقيا الوسطى بانغي التي تشهد توتراً شديداً، وذلك بسلاح جنود تشاديين حضروا لنقل مواطنين تشاد فرّوا من أعمال العنف المستمرة بالبلاد.
وذكرت رئيسة بلدية بيغوا المحاذية للعاصمة أول من أمس أنه جرى انتشال الجثث وتفقد عشرات المصابين في حيي غوبونغو وغالاباداغا بمنطقة بيغوا، في حين أوضح ضابط بالقوة الأفريقية – لم يكشف عن اسمه – أنه تم استهداف الجنود التشاديين بقنبلة يدوية أصابت أحدهم «فقاموا بالرد».
لكن أحد المتحدثين باسم مجموعة أنتي بالاكا المسيحية قال إن «ما حصل استفزاز، فقد قتل رجال ونساء وأطفال أبرياء في حين أن التشاديين لم يهاجمهم أحد».
وتحدث سكان بالمنطقة عن أن الجنود بدؤوا يطلقون الرصاص في كل الاتجاهات، ما دفع كثيرين للفرار.
وتشهد أفريقيا الوسطى أزمة غير مسبوقة منذ سنتين، ترافقت مع أعمال عنف طائفية تسببت في تهجير آلاف المسلمين من العاصمة، بينما طالبت منظمات حقوقية دولية بحمايتهم من اعتداءات أنتي بالاكا.
قوة أوروبية
وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش أكدت أن آلاف السكان المسلمين في بانغي لا يزالون يتعرضون لاعتداءات متكررة من قبل مسلحين تابعين لمليشيا أنتي بالاكا المسيحية، وطالبت الحكومة بمحاسبة المسؤولين عن هذه الاعتداءات وإنشاء مناخ آمن للمسلمين، كما طالبت الاتحاد الأوروبي بنشر قوة لحفظ السلام بشكل فوري لحماية المدنيين.
وقال قائد القوة الأفريقية في أفريقيا الوسطى الجنرال الكونغولي جان ماري ميشال موكوكو في حديث لإذاعة نديكي لوكا الخاصة «بتنا نعتبر عناصر أنتي بالاكا أعداء للقوة الأفريقية، وسنعاملهم بهذه الصفة».
وكان الاتحاد الأوروبي قد أكد اكتمال الاستعدادات لنشر قوة بجمهورية أفريقيا الوسطى بعد تأخيرها عن موعدها المحدد، وقالت متحدثة باسم مسؤولة الشؤون الخارجية بالاتحاد كاثرين آشتون إن قيادة العملية أوصت بإطلاقها، وذلك بعد مساهمات جديدة من فرنسا وألمانيا وتوقعات بتزايد تدريجي لأعداد القوة البالغة خمسمئة جندي.
ووفق مصدر أوروبي فإن قرار بدء انتشار عناصر هذه القوة على الأرض سيتخذ رسمياً غداً الأربعاء بعد الاجتماع المقرر اليوم لممثلي الدول الـ28 الأعضاء بالاتحاد.
وتساهم فرنسا – وفق المصدر – بالعدد الأكبر من الجنود في القوة التي أطلق عليها «يوفور- آر سي أي» تليها جورجيا وبولندا.