الأسد ينسق جهود مكافحة الإرهاب مع العراق و «الناتو» يخذل أردوغان
استقبل الرئيس السوري بشار الأسد أمس فالح الفياض مستشار الأمن الوطني مبعوث رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي.
وتناول الحديث الأوضاع الخطيرة التي تمر بها المنطقة جراء تصعيد الحرب الإرهابية ولا سيما في سورية والعراق وأهمية استمرار وتوسيع التعاون والتنسيق القائم بين البلدين الشقيقين في مواجهة التنظيمات الإرهابية.
وتم التوافق على أن أي تقدم أو إنجاز يتحقق في مواجهة المجموعات الإرهابية في أي من البلدين ينعكس إيجاباً على الآخر، فالإرهاب لا وطن ولا دين له ولا حدود توقفه وهو يستهدف الجميع من دون استثناء ويهدف إلى إضعاف وتقسيم دول المنطقة تحت عناوين ومسميات عرقية وطائفية غريبة عن تاريخ شعوبها.
وتم التأكيد على أن القضاء في شكل نهائي على ظاهرة الإرهاب يتطلب جهداً جماعياً ملزماً على المستويين الإقليمي والدولي أساسه التعاون البناء واحترام سيادة الدول ومصالح شعوبها.
جاء ذلك في وقت قال وزير الخارجية الأميركية جون كيري إنه تم تعيين مايكل راتني كمبعوث للولايات المتحدة الخاص للشؤون السورية خلفاً للمبعوث السابق دانييل روبنشتاين.
وشغل راتني قبل ذلك منصب القنصل العام للولايات المتحدة في القدس وعمل في العراق والمغرب وقطر، وهو خبير بشؤون الشرق الأوسط.
وأشار كيري إلى أن راتني سيتوجه «في الوقت القريب إلى المنطقة لبدء المشاورات مع السوريين وغيرهم من الأطراف المعنية بوقف العنف» وتسوية النزاع في سورية.
وأكد أن الولايات المتحدة «كما في السابق ملتزمة بحل هذه الأزمة سياسياً بالمفاوضات التي ستسمح لبشار الأسد للتخلي عن السلطة، وملتزمة أيضاً بالتعاون في مكافحة التهديد الإرهابي العام وبدعم المعارضة المعتدلة وبإنهاء الكارثة الإنسانية التي تؤثر سلباً على سورية وجيرانها».
الى ذلك، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده تسعى الى اتخاذ الخطوة الأولى لإقامة منطقة آمنة في شمال سورية.
وأوضح أردوغان في مؤتمر صحافي قبل توجهه إلى الصين أمس «يكمن هدفنا في تهيئة القاعدة لإقامة منطقة آمنة. وفي المرحلة الأولى يتعين علينا تطهير المنطقة من عناصر «داعش». وبذلك ستتم إقامة البنية التحتية الضرورية للمنطقة الآمنة، بما يتيح لـ1.7 مليون سوري العودة إلى منازلهم».
وكشف الرئيس التركي أنه بحث مع نظيره الأميركي باراك أوباما خلال المكالمة الهاتفية التي أجريت الأربعاء الماضي، الإجراءات التي اتخذتها أنقرة في هذا الاتجاه، مؤكداً أن أنقرة لن تتراجع في حربها ضد الإرهاب.
وأضاف: «لن نتراجع في معركتنا ضد الإرهاب، إنها عملية متواصلة، ونحن سنستمر فيها بالقدر نفسه من الحزم»، مؤكداً أن تركيا قادرة على محاسبة الإرهابيين على دم القتلى الذين سقطوا في الهجمات الأخيرة.
وتابع أنه يتوقع أن يعلن حلف «الناتو»، عن استعداده لاتخاذ «الإجراءات الضرورية» في سياق إقامة منطقة آمنة في شمال سورية، من دون أن يكشف عن مزيد من التفاصيل.
وأضاف: «إذا تعرض أي عضو في الحلف لهجوم، فيقدم الناتو له المساعدات الضرورية. واليوم تعرضت تركيا لاعتداء، ونحن نستخدم حقوقنا للدفاع عن أنفسنا، وسنتمسك بها حتى النهاية».
وشدد الرئيس التركي على أن الإرهاب ليس قضية تطاول تركيا وحدها بل هي قضية تمس العالم برمته. وأضاف أن متطرفين من مختلف أنحاء العالم يأتون إلى مناطق النزاع في الشرق الأوسط. مشيراً الى أن التعاون في مكافحة الإرهاب والتنسيق بين الاستخبارات سيكون من المواضيع المطروحة على أجندة زيارته الرسمية إلى الصين.
من جهته، قال الأمين العام لحلف «الناتو» ينس ستولتنبرغ إن الحلف لا يشارك في الجهود التي تبذلها تركيا لإقامة منطقة آمنة على الحدود السورية – التركية.
وقال بعد اجتماع طارئ عقده مجلس «الناتو» على مستوى السفراء أمس في بروكسيل «إن الناتو، كحلف، لا يشارك في جهود تركيا الرامية إلى إقامة منطقة عازلة على الحدود السورية بغية التصدي للخطر الذي يشكله تنظيم «داعش»، بل يدور الحديث عن مبادرة ثنائية لتركيا والولايات المتحدة».
وأكد الأمين العام للأطلسي أن تركيا لم تطلب من «الناتو» زيادة الوجود العسكري للحلف في أراضيها. وأضاف: «لم تطلب تركيا أي وجود عسكري إضافي للناتو في أراضي البلاد. إننا نعرف أن أنقرة حليف موثوق به، ولها قوات مسلحة تتميز بقدرات كبيرة وهي الثانية من حيث عدد أفرادها بين جيوش دول الحلف».
وكان ستولتنبرغ قد ذكر في تصريح صحافي قبيل بدء الاجتماع الطارئ للحلف، أن الدول الأعضاء في «الناتو» تراقب التطورات في تركيا عن كثب، وتؤكد تضامنها مع السلطات التركية.
وقال للمشاركين في الاجتماع «لا يوجد أي تبرير للإرهاب مهما كانت أشكاله. ويعد عقد الاجتماع اليوم أمراً صائباً يأتي في وقته المناسب، لبحث حالة عدم الاستقرار التي نشأت على عتبة تركيا وعلى حدود حلف الناتو».
هذا ودان سفراء دول الناتو الهجمات الإرهابية الأخيرة التي تعرضت لها تركيا، وأعربوا في بيان صدر في ختام الاجتماع، عن تعازيهم للحكومة التركية وذوي الضحايا الذين سقطوا في التفجير الانتحاري بمدينة سوروج وفي الهجمات المسلحة التي استهدفت رجال أمن وعسكريين.
كما ذكر السفراء في البيان أن الإرهاب يشكل خطراً مباسراً على أمن دول «الناتو» والاستقرار والازدهار في العالم برمته، قائلاً: «لن يكون هناك أبداً أي تبرير أو قبول للإرهاب مهما كانت أشكاله ومظاهره، إن أمن الحلف غير قابل للتجزئة، ونحن متضامنون مع تركيا، إننا سنواصل مراقبة التطورت في الحدود الجنوبية – الشرقية لتركيا عن كثب».
ميدانياً، دارت اشتباكات عنيفة فجر أمس في منطقة سهل الغاب في ريف ادلب، حيث شن مسحلون من تنظيم «جيش الفتح» الإرهابي هجوماً عنيفاً على مواقع الجيش في المنطقة، أسفر عن سيطرتهم على تلال خطاب وأعور والشيخ الياس وواسط والحمكي والمشيرفة.
الجيش صد الهجوم وأطلق هجوماً معاكساً، استعاد السيطرة من خلاله على تلال واسط وأعور، في حين استهدفت مدفعيته والطيران الحربي المسلحين في تلال خطاب والمشيرفة.
وقد نفذت وحدات من الجيش السوري كميناً محكماً، أسفر عن مقتل قائد مجموعات «الانغماسيين» في تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي الأردني انس قبلان الملقب بـ«أبو جلمود المقدسي» اضافة الى أكثر من 40 عنصراً من التنظيم.
وفي السياق، سيطر الجيش السوري ووحدات حماية الشعب الكردي على حي الزهور عند المدخل الجنوبي لمدينة الحسكة، ليكون بذلك قد تمكن من طرد تنظيم «داعش» الارهابي من كامل القسم الجنوبي للمدينة وصولاً إلى الأطراف الجنوبية منها، وذلك عقب 33 يوماً من بدء الهجوم العنيف والمباغت للتنظيم على المدينة فجر 25 من شهر حزيران الفائت، فيما لا تزال تدور الاشتباكات في الضواحي الجنوبية للمدينة مع عناصر من التنظيم محاصرين في المنطقة.
وأدت العمليات العسكرية في المدينة الى مقتل أكثر من 287 من عناصر «داعش»، من ضمنهم والي التنظيم «أبو أسامة العراقي» والوالي السابق «عامر الرفدان» وعشرات العناصر من جنسيات خليجية وشمال أفريقية وأجنبية، كما أن من ضمنهم 21 على الأقل فجروا أنفسهم بعربات مفخخة و26 عنصراً طفلاَ من «أشبال الخلافة».