لماذا أخرجت السعودية الثورة البحرينية من بعدها الوطني الى الدائرة المذهبية؟
ناديا شحادة
الحراك الثوري السلمي في البحرين الذي بدأ في 14 شباط عام 2011 بتظاهرات سلمية لقوى المعارضة التي رفعت شعارات حضارية تطالب فيها بتغييرات ديمقراطية واصلاحات سياسية، تلك الاحتجاجات التي قابلها النظام الحاكم في البحرين بالقمع واستخدام القوة ضد المتظاهرين إضافة الى إرسال قوات درع الجزيرة للاراضي البحرينية في آذار عام 2011 للمشاركة في قمع المتظاهرين بناء على طلب النظام البحريني من دول مجلس التعاون الخليجي لمواجهة الاحتجاجات التي تتصاعد، هذا التدخل الخارجي الذي كان سببه السعودية وبموافقة اميركية حسب ما اكدت صحيفة «فاينانشيال تايمز».
فأكبر تأمر ضد الثورة البحرينية قادته الولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا والمملكة السعودية فهي تدعم النظام عسكرياً، فالبحرين تستضيف مقر الأسطول الخامس في البحرية الاميركية فدعمت عسكرياً بإرسال الاسلحة للنظام البحريني بالاضافة الى الفيتو الاميركي – البريطاني ضد مناقشة ملف البحرين في مجلس الأمن او اورقة الامم المتحدة وهذا ما أكد عليه الامين العام للتجمع الوطني البحريني.
ويؤكد المتابعون على انه رغم انتهاج النظام البحريني القمع لتلك الاحتجاجات ورفضه الحوار الا ان الحراك السلمي لم يتوقف، وزدادت التوترات الأمنية التي كان سببها النظام الحاكم بعد ان قرر ان يذهب بعيداً في وأد الثورة مستفيداً من الضوء الأخضر الأميركي المطلق والدعم السعودي الذي اراد ان يخرج الثورة من بعدها السياسي الوطني الى الدائرة المذهبية، حيث تم اتهام الحراك بالطائفية من دون ادلة على رغم مشاركة كل القوى الشعبية والسياسية بالحراك بالاضافة الى أجندات المحاور الاقليمية، فالسعودية التي يحاول دبلوماسيوها اخذ دور محوري في المنطقة بات ظاهراً للعلن القلق الذي تعيشه الآن بعد الاتفاق النووي الايراني الذي شكل كارثة فعلية لطالما ما خشيتها المملكة، فضخمت الخطر الايراني بصورة مغايرة للواقع ووضعت نفسها في قوقعة المنافسة الجيو استراتيجية مع ايران.
فاستخدمت الرياض وآل خليفة التهديد والتدخل الايراني في محاولة منهم لتشتيت الانتباه عن الحراك الشعبي الذي يطالب بحياة كريمة، وفي مسعى الى افتعال مناخ من التوتر في المنطقة اتهمت الحكومة البحرينية ايران بتهريب متفجرات الى البحرين وجاء رد طهران على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية الايرانية مرضية افخم قائلة من الواضح ان حكومة البحرين وعبر تكرار اتهامات لا اساس لها تسعى الى افتعال مناخ من التوتر في المنطقة.
فمع التدخل العسكري السعودي في البحرين ومع الخوف من زيادة نفوذ ايران في المنطقة على حسب ادعائها ومع تصريحات المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية السيد علي خامنئي التي أعلن فيها ان بلاده لن تتخلى عن دعم أصدقائها في المنطقة أي الشعوب المضطهدة في فلسطين واليمن والبحرين بالاضافة الى مواصلة الدبلوماسية الايرانية نجاحاتها حيث نشهد وزير الخارجية الايراني في الكويت في اطار جولة عربية تشمل قطر والعراق تحت عنوان طمأنة دول الجوار ويحمل في جعبته رسالة تدعو الى الحوار والتعاون الاقليمي لمواجهة الإرهاب، يبقى السؤال هل الرياض التي اختارت دبلوماسية الزعل وفضلت ان تعبر عن غضبها تجاه الاتفاق النووي ولم ترحب به، هل هي وراء تأزم العلاقات الدبلوماسية بين طهران والمنامة؟