هدف الإرهابيين… أوروبا
نشرت صحيفة «روسيسكايا غازيتا» الروسية مقاطع من كلمة مدير جهاز الأمن الفيدرالي الروسي آلِكسندر بورتنيكوف التي ألقاها في المؤتمر الدولي لرؤساء الأجهزة الخاصة المنعقد في مدينة ياروسلافل الروسية.
وجاء في المقال: دعا مدير جهاز الأمن الفيدرالي، آلِكسندر بورتنيكوف، في الكلمة التي ألقاها أمام المشتركين في المؤتمر الدولي الرابع عشر للأجهزة الأمنية، زملاءه الأجانب إلى التعاون في مكافحة تنظيم «داعش».
وقال بورتنيكوف: يجب ان نعترف، بأننا نواجه خطراً من طراز جديد. نواجه إرهاباً أممياً متمثلاً بـ«داعش» الذي ـ بحسب تقديراتنا ـ يقاتل في صفوفه مواطنو أكثر من 100 دولة.
وبحسب قوله، إن توسيع جغرافية تلك البلدان التي تزوّد «داعش» بالمسلّحين من مختلف الأجناس والقوميات، يشير إلى أن «داعش» أخذ زمام المبادرة، وبدأ يهاجم على مختلف الجبهات، ومن ضمنها الجبهة الإعلامية الدعائية، إذ يعلن جدول عمله.
وأضاف: ولكن المجتمع الدولي عادة يتأخر في اتخاذ الاجراءات المضادة. وهذا ما يستغله المتطرّفون الذين تخندقوا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مستهدفين أوروبا وآسيا.
وأشار بورتنيكوف إلى أن تمويل «داعش» يضمنه بيع النفط من الحقول التي يسيطر عليها في العراق وسورية، إضافة إلى الأموال التي تصله من أنصاره في مختلف الدول.
لم ينقطع تدفق المسلّحين المدرّبين إلى «داعش» من مختلف أنحاء العالم. وهؤلاء المسلّحون بعد خضوعهم لعملية غسل الأدمغة في مخيمات خاصة، يتدرّبون على السلاح ويحصلون على خبرة قتالية في «النقاط الساخنة» ويبدأون في التدفق بصورة غير شرعية إلى مناطق محدّدة.
وبحسب قول بورتنيكوف، فإنّ هدفهم تشكيل خلايا سرّية مهمتها تجنيد المتشدّدين وتقويض الأمن الداخلي والتحريض على تفكيك وحدة البلدان التي هم فيها.
يستخدم الإرهابيون في أعمالهم ونشاطاتهم أحدث الوسائل والتكنولوجيات المعلوماتية، وقبل كل شيء شبكة الإنترنت، لنشر ايديولوجية الإسلام المتطرّف، وتشجيع الإرهاب على اعتبار أنه السبيل الوحيد لخوض حرب شاملة ضدّ «الكفّار».
يسعى قادة «داعش» إلى تعبئة أكبر ما يمكن من البشر تحت رايتهم، خصوصاً من الشباب. واستناداً إلى هذا، دعا مدير جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، نظراءه الأجانب إلى تكثيف النشاط والعمل على فضح المنظمات الإرهابية الدولية. وقال: يجب توسيع نطاق العمليات المشتركة لمواجهة المنظمات الإرهابية، وكشف العناصر المتعاونة معها، وقمع نشاطها، وكذلك فضح قادة هذه المنظمات الإرهابية والعمل على خلق انشقاقات داخلية فيها.
وبحسب رأي بورتنيكوف، من الضروري كشف الشبكات السرية لهذه المنظمات وقنوات تمويلها وتسليحها وكافة المحرضين، ومن ضمنهم الذين ينشطون عبر شبكات التواصل الاجتماعي والإنترنت.
المسألة الأساسية المهمة، هي سحب البساط من تحت أقدام المدافعين عن التطرّف، وفضحهم أمام الناس البسطاء وكشف حقيقتهم وحقيقة ايديولوجية «داعش»، التي تتعارض ليس فقط مع قواعد الإسلام، لا بل مع القيم الإنسانية عموماً.
تجدر الإشارة إلى أنّه يشارك في أعمال المؤتمر 92 وفداً يمثلون 64 دولة، من ضمنها النمسا وبلجيكا والرازيل وألمانيا ومصر و«إسرائيل» والهند وإيران وإسبانيا وإيطاليا والصين والامارات العربية المتحدة وباكستان وبولندا والمملكة العربية السعودية وسورية وفرنسا، والولايات المتحدة الأميركية التي تشارك في المؤتمر بثلاثة وفود تمثل وكالة الاستخبارات المركزية، ومكتب التحقيقات الفيدرالي، والمركز الوطني لمكافحة الإرهاب.