الائتلاف ومرض الانقسام
جمال العفلق
يرسل «الائتلاف» رسائل يسمّيها «إعلامية» ليتناول الانتخابات الرئاسية في سورية، ويبث من خلال هذه النشرة مرضه الطائفي، هادفاً إلى تصوير القضية السورية على أنها خلاف مذهبيّ لا سياسيّ.
في هذا السياق يقول نصر الحريري: «إنّ الانتخابات التي تُجرى في سورية هي انتخابات لشخصيات إيرانية على أرض سورية، احتلتها ميليشياتهم الإرهابية بقوة السلاح المقترن مع الصمت الدولي غير المسبوق!».
بدوره خرج زياد أبو حمدان من السعودية عبر «الميادين» ليقول إنّ الانتخابات غير قانونية، مضيفاً أنه «يحترم الرأي الآخر»؟
عجيب هذا الانقسام، وهذا المرض. لا أعلم إذا كان زياد يتابع القنوات، وهو من السويداء وحاله حال فيصل القاسم، وأعتقد أنّ رقم 80 من أهالي السويداء اقترعوا ليس بالرقم الكبير بحسب الصورة التي نقلها الإعلام…
أما ما تبقى من محافظات فأعتقد أن أهل حلب وحمص خرجوا للاقتراع، بالاضافة الى جزء من ريف دمشق وخاصة المناطق التي كانت تسمّى ساخنة…
أما «الحديث الديمقراطي» الذي يتفضّل به زياد فلا أعلم ما هي الحالة الديمقراطية التي يتحدث عنها، حين نعلم أن أحمد الجربا فرض بالانتخابات القليلة والآن يسوق له بوضع كلمة «شيخ» فأصبح «الائتلاف» يتحدث عن أقوال لـ«الشيخ» احمد الجربا شيخ قبيلة وليس صفة دينية .
يا زياد أنت وغيرك من الناعمين بمال قطر وغيرها وتحتمون بأجهزة استخبارات تسهّل تنقلكم، بعيدون تماماً عن الديمقراطية، فلا تحدثنا عن الكرامة ولا تصف الشعب السوري بأن كرامته ضاعت. الحديث عن الشرف ممكن، لكن أن تكون شريفاً فهذا ما يجب أن نناقشه، فمجرّد قبولكم تعليمات الاستخبارات الأميركية عبر مكتب قطر وغيره تخرجون على الأصول الوطنية. أما حديثكم عن مقاتلين أجانب فأنتم من جلب هؤلاء الى سورية وتعلمون كم من الأموال جمعت من خلال العرعور وغيره لإرسال الشباب السعودي والعربي الضحايا ليموتوا في سورية.
ما زال هذا «الائتلاف» يخرج ما فيه مثل شارب الخمر، مهما كان صلباً يخرج أسوأ ما في معدته اذا شرب أنواعاً كثيرة من الخمر في ليلة باردة. فهذا القيء الأسود الذي تخاطبون الناس به أصبح مملاً. زياد من الرياض يتحدث عن حوار وإصلاح… والجربا يعانق الشيشاني عند حدود سورية ويبارك له قتل السوريين…
بالله عليكم ألا تخجلون من التحدث في السياسة؟! من الذي يملي عليكم هذا الخطاب؟ ألا تشعرون بأنكم لعبة في أيديهم؟
من حقنا كمواطنين سوريين على سورية الجديدة ان تحاكم كلّ من ساهم في تدميرنا… نطالب بأن يخضع هؤلاء لمحاكمات شعبية. القضاة هم أولياء الدم. القضاة هم أصحاب البيوت المدمرة. القضاة هم أهالي المخطوفين…
اليوم علينا فصل الخطاب بالتوصيف، فهؤلاء ليسوا مدعومين من قطر أو السعودية. حقيقة أمر تلك الدول أنها مكاتب ترجمة ونقل لوجستي بين الاستخبارات الأميركية والموساد، وما زال هؤلاء يقولون «الثورة السورية»!
من مفارقات الانقسام في «الائتلاف» أنّ وفداً يزور أوروبا وأميركا يطلب السلاح النوعي، وآخر من الرياض يقول: نرفض التدخل الأجنبي؟
ما أسوأ أن يكون هؤلاء خصومنا السياسيين؟
اذا كانت مشكلتكم مع الرئيس بشار الأسد، فلماذا لم تتبنّوا أحد المرشحين ولم تدخلوا الانتخابات، أنتم أصحاب نظرية السيطرة على 70 من الأرض؟
أليس هذا حلاً عادلاً؟ لماذا لم تخرجوا ديمقراطياً وأنتم تدّعون أنكم مسيطرون على أكثر من ثلثي الأراضي السورية؟ أليست الاستخبارات الأميركية هي التي طالبت بمنع السوريين من الانتخاب في الخارج؟ إذا كان من هو في الخارج لاجئاً، لماذا لم تتركوه يدلي بصوته؟