بارزاني يطالب حزب العمال إخراج قواعده من العراق
بشرى الفروي
خرج إقليم كردستان العراق عن صمته بعد أن وجد نفسه محاصراً وسط المعركة بين حزب العمال الكردستاني وأنقرة، رئيس الإقليم «مسعود البرزاني» قال في بيان أن على حزب العمال الكردستاني أن يسحب مقاتليه من الإقليم الكردي في شمال العراق لضمان ألا يصبح المدنيون ضحية القتال والصراع مع تركيا والبيان حمل أيضاً حزب العمال الكردستاني مسؤولية التصعيد معتبراً أن الحزب هو المسبب الرئيسي لأنه لو لم تكن هنالك قواعد له في داخل أراضي الإقليم فأن تركيا لن تقصف المدنيين، داعياً أيضاً حزب العمال الكردستاني لإبعاد القتال عن حدود إقليم كردستان العراق حيث قال إن «على قوات حزب العمال الكردستاني نقل ساحات القتال بعيداً عن كردستان».
وكان القصف الذي شنته الطائرات الحربية التركية قد استهدف قرية زاركلي التابعة لناحية ورتي في قضاء رواندز في أربيل والتي أسفرت عن مقتل ثمانية مدنيين وإصابة تسعة آخرين بجروح.
يرى مراقبون أن موقف إقليم كردستان الضبابي غير الواضح من عمليات القصف التركية يعود إلى سياسة الإقليم تجاه تركيا حيث أن الإقليم يرتبط بعلاقات اقتصادية ضخمة حيث بلغ حجم التجارة بين الجانبين خلال العام الماضي نحو ثمانية مليارات دولار وسط توقعات بأن يصل الرقم خلال العامين المقبلين إلى اثني عشرة مليار دولار، إضافة إلى مشاريع استراتيجية في مجالي النفط والغاز.
وفي السياق ذاته لم يجد حزب العمال الكردستاني داعماً له في تصعيد أنقرة ضده إلا بعض تصريحات من الحكومة العراقية التي دانت فيها الغارات التركية منذ أيام على قواعد مسلحي الحزب شمال البلاد، أعمال وصفتها بغداد بالتصعيد الخطير والانتهاك لسيادة العراق، لكن الحكومة العراقية حافظت على توازن موقفها تجاه أنقرة، مؤكدة على التزامها لمنع أي هجوم على تركيا يصدر من داخل الحدود العراقية.
ومنذ 24 تموز الماضي بدأت تركيا غارات جوية على معسكرات لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق ومواقع لـ«داعش» في سورية وصفها رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو بأنها «معركة شاملة ضد الإرهاب». حيث تستغل تركيا الاتفاقية مع العراق والتي وقعت عام 1982 التي تجيز للقوات التركية التوغل في الأراضي العراقية لمسافة تصل إلى 20 كلم لملاحقة مسلحي حزب العمال الكردستاني في المناطق الحدودية لإقليم كردستان.
طرفا النزاع التركي الكردي أعلنا قبل أيام استحالة مواصلة العملية السلمية وعلى رغم ذلك يقدم إقليم كردستان نفسه مرة أخرى كساعي سلام بين الطرفين حيث أكد رئيس حكومة إقليم كردستان العراق «نيجيرفان بارزاني»: «أن رئيس وحكومة الإقليم على استعداد للعب دورهما من أجل تحقيق وقف لإطلاق النار واستئناف محادثات السلام».
محاولات تركيا لجر وحدات الحماية الكردية وبخاصة في كوباني إلى الحرب من خلال قصف مواقعها على رغم أنه لا يوجد في تلك المنطقة أي عنصر من إرهابيي «داعش»، أثارت الشكوك بأن هدفها الحقيقي هو تحجيم الطموحات الكردية على الأرض وليس قتال تنظيم «داعش»، بل إن بعض المحللين ذهبوا بعيداً واتهموا أنقرة بمحاولة مساندة التنظيم بعد الخسائر المتوالية في العراق وسورية، حيث تعتبر وحدات حماية الشعب في سورية والمرتبطة عقائدياً «بعبد الله أوجلان» المجموعة الكردية الوحيدة على الأرض التي تقاتل «داعش».