«سوا» و«سورية أبجدية السلام» فيلمان وثائقيّان

تحكي الإعلامية إلهام سلطان رئيسة مبادرة زنوبيا في فيلمها الوثائقي القصير «سوا» «تيمناً بحملة المرشح لانتخابات رئاسة الجمهورية العربية السورية الدكتور بشار الأسد عن وطن يعرش الياسمين على جدرانه ونوافذه وتشرق شمسه شلال نور على روابيه وشجره وأرضه وبحره ليشكل المشهد في مجمله حكاية جمال سورية.

تبدأ حكاية الفيلم، الذي أخرجه وسيم بدر من انتاج التلفزيون السوري، من سنوات ما قبل الأزمة عندما كانت كل زاوية على امتداد الوطن تنبض بالحياة والاستقرار والأمان حتى غزاه أشرار الأرض فتحوّلت ألوان أرضه السمراء الى رماد ممزوج بدموع الأطفال وصرخاتهم فحل الدمار والخراب وحجبت الشمس وزاد نعيق الغربان واتشحت الأرض بالسواد.

لكن نسر سورية وياسمينها وأرضها وجيشها وشعبها، كما تقول سلطان، أصبحوا قصيدة وطن ووقفوا درعاً في وجه الريح الهوجاء وسطروا ملحمة الخالدين مع أسطورة طائر الفينيق وعاد الياسمين ليعرش على نوافذنا وعادت العصافير تغرد والأطفال يلعبون في الشوارع وعادت حكايا الناس العاشقين «سوا» مع سيد الغار والياسمين.

تتزاحم في الفيلم الذي أعدته سلطان وقرأ تعليقه توفيق أحمد مشاهد من دمشق وياسمينها وشوارعها وبطولات الجيش العربي السوري وشقائق النعمان، فيما تتناغم أجراس الكنائس مع أصوات المآذن، إضافة الى مشاهد من لقاءات الرئيس الأسد مع الجماهير، لينتهي الفيلم بمشهد زراعة الياسمين في أرض الشام، ولقطات من حملة «سوا» على وقع أغانٍ وطنية من عمق الأزمة «راجعين ياهوى راجعين عشوارع الياسمين».

في فيلم وثائقي آخر عنوانه «سورية أبجدية السلام» تسعى الإعلامية سلطان إلى ربط الماضي بالحاضر من خلال التذكير بأن أقدم اتفاقية سلام في العالم كانت في أرض سورية، وهذا ما تؤكده الرقم المكتشفة في تل مرديخ في موقع ايبلا الأثري، ومن سورية انطلقت المسيحية إلى العالم كله، وفي سورية تجسد الاسلام الحقيقي المعتدل.

يعرض الفيلم الذي أخرجه فراس قنوت ووضع موسيقاه التصويرية المثنى علي رسالة الإله بعل لشعبه قبل خمسة آلاف سنة ويقول فيها: حطم سيفك وتناول معولك واتبعني لنزرع السلام والمحبة في كبد الأرض. ثم ينتقل الى حاضر سورية المشرق قبل أن يغزوها الإرهاب ويركز على قول الرئيس الأسد: «إن القوي هو من يمنع الحرب عن بلاده وليس من يفتعلها».

عن مبادرة زنوبيا تقول سلطان إن المبادرة ولدت من رحم الأزمة عندما تنادت خمس عشرة سيدة سورية من مختلف الفئات العمرية والاجتماعية لتضميد جراح الوطن النازف والتخفيف من آلامه من خلال نشاطات أبرزها تكريم الجرحى في عدد من المدن السورية وتكريم أسر الشهداء حيث لكل جريح حكاية ولكل شهيد قصة مرتبطة بتراب الوطن.

من أهداف المبادرة ربط الإنسان السوري والطفل بشكل خاص بحضارته وبوطنه وبتراثه والتأكيد على هويته العربية، من خلال مجموعة من الأنشطة والفعاليات التي تقدم المتعة والفائدة كرسم رموز الوطن وتعلم الموسيقى والتركيز على اللغة والهوية العربيتين.

ترى سلطان أن المرأة أقدر في هذه الظروف على القيام بالكثير من الفعاليات لأن الله وهبها قوة التحمل والعاطفة القوية والقدرة على التعامل مع الآخرين بمحبة، إضافة الى التعاطف مع أبناء الشهداء وأمهاتهم وزوجاتهم وتقديم المساعدة لهن في مختلف المجالات.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى