رواياتٌ لا تنتهي عن العرس العالمي من 13 منتخباً إلى 32
إعداد حسن الخنسا
رواياتٌ لا تنتهي عن العرس العالمي من 13 منتخباً إلى 32
أصرّ جول ريميه وأعضاء الاتحاد الدولي لكرة القدم على تنظيم بطولة عالمية تجمع بين منتخبات العالم بأسره، على رغم المعوقات التي حالت دون ظهورها إلى النور. وتحول هذا الحلم إلى حقيقة بفضل لهفة ريميه وزملائه آنذاك، وانطلقت البطولة الأولى بمشاركة 13 منتخباً إذ كان عدد الدول المنضمة إلى الاتحاد الدولي لا يتعدى الثلاثين في ثلاثينيات القرن الماضي. وكانت مشاكل التنقل بين القارات في تلك الحقبة من الزمن سبباً لعدم مشاركة كافة المنتخبات.
وأدى تطور وسائل النقل في ما بعد إلى حدوث تفاوت في عدد المنتخبات المشاركة في العرس العالمي، إذ لم يحدث أن استمرت البطولة على عدد ثابت من المنتخبات. كما جاءت زيادة عدد الدول المشاركة في الاتحاد الدولي لتجبر الأخير على زيادة عدد الدول المشاركة في البطولة عبر زيادة مقاعد كل قارة كل فترة.
انطلقت البطولة الأولى عام 1930 في أميركا الجنوبية وتحديداً في أوروغواي وشارك بها 13 منتخباً من 3 قارات، هي 4 دول من أوروبا ودولتين من أميركا الشمالية و7 من أميركا الجنوبية.
في العرس التالي وبعد أربع سنوات، ازداد عدد المشاركين في المونديال ليصبح 16 منتخباً من 4 قارات، هي 12 دولة من القارة العجوز، ودولتين من أميركا الجنوبية، ودولة من أميركا الشمالية، ودولة من أفريقيا.
في المهرجان الكروي الثالث في إيطاليا عام 1938، تقلص عدد المشاركين إلى 15 منتخباً وذلك بسبب المشاكل السياسية في العجوز التي كانت مقبلة على الحرب العالمية الثانية. وجاءت مشاركة المنتخبات من 3 قارات في هذه النسخة، هي 12 دولة من أوروبا ولأميركا الجنوبية والشمالية وآسيا دولة واحدة لكل منهم.
توقفت البطولة 12 عاماً بسبب تداعيات الحرب العالمية لتعود من جديد زائرةً بلاد السامبا عام 1950، بمشاركة 13 منتخباً و3 قارات فقط.
وبدايةً من بطولة 1954 المقامة في السويد تم وضع نظام ثابت لعدد المنتخبات المتأهلة لنهائيات كأس العالم، حيث أصبح عدد المنتخبات هو 16 منتخباً موزعة على القارات الخمس، وظل هذا النظام سائداً من تلك البطولة وحتى بطولة عام 1978 في بلاد التانغو.
في النسخة الإسبانية من البطولة عام 1982، تضخم عدد المنتسبين للاتحاد الدولي لكرة القدم فتم زيادة عدد المنتخبات المتأهلة للنهائيات وزيادة عدد مقاعد ممثلي القارات بعد الشكوى من الظلم الواقع عليها، ليصبح عدد المنتخبات المشاركة في بطولة كأس العالم 24 منتخباً، تم توزيعها حسب النظام الجغرافي وعدد مقاعد محددة لكل قارة. فبجانب الدولة المستضيفة والدولة حاملة اللقب الأرجنتين، جاء عدد منتخبات قارة أوروبا المتأهلة للبطولة عبر التصفيات 14 منتخباً، أما قارة أميركا الجنوبية فتأهل منها ثلاثة منتخبات، ونالت أفريقيا مقعدين، وكذلك قارة أميركا الوسطى والشمالية، وللمرة الأولى أصبح هناك ممثل لدول أوقيانوسيا.
ولكن مرة أخرى في بطولة 1998 تم تعديل عدد المنتخبات المتأهلة للمشاركة في بطولة كأس العالم بعد إعادة توزيع مقاعد القارات الخمس لزيادة المساواة والعدل، وكذلك بسبب النتائج الجيدة التي حققتها منتخبات قارتيّ أفريقيا وآسيا في البطولات السابقة، ليصبح عدد المنتخبات المتأهلة للمشاركة في المونديال هو 32 منتخباً، موزعة على القارات الخمس بعدد مقاعد معين لكل قارة، أوروبا 14 منتخباً بالإضافة إلى فرنسا البلد المستضيفة للبطولة، وأفريقيا 5 منتخبات، وآسيا 4 منتخبات، وأميركا الجنوبية 4 منتخبات، وأميركا الشمالية والوسطى 3 منتخبات، بجانب البرازيل بطل النسخة السابقة.
نجوم تغيب عن سماء المونديال
قبل أيام على انطلاق العرس العالمي، تأكد غياب نخبة من نجوم المستديرة الساحرة عن هذا المهرجان إما لعد تأهل منتخبات بلادهم أو بسبب الإصابة.
ومن المؤكد أن أي متابع لكرة القدم العالمية سيعتبر غياب أي لاعب من ريال مدريد عن المونديال خسارة للبطولة، فكيف لو كان هذا اللاعب هو النجم الوايلزي للفريق الملكي غاريث بايل الذي كلف الملكي نحو 100 مليون يورو بعد ضمه من توتنهام. والوايلزي بايل لن يلعب في البرازيل لأن بلاده لم تحجز بطاقتها إلى المونديال، بل ستتاح له الفرصة للاستمتاع بمشاهدة زملائه الذين تزخر بهم المنتخبات المشاركة.
وسيفتقد عشاق النجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش، مهارات هذا اللاعب الموهوب وأهدافه المميزة في في نسخة السامبا من البطولة، لأن فريقه فشل في تجاوز الملحق الأوروبي أمام المنتخب البرتغالي بقيادة كريستيانو رونالدو. وخلال الموسمين الماضيين سطع نجم الهداف البولندي روبرت ليفاندوفسكي الذي انتقل من «بروسيا دورتموند» إلى بايرن ميونخ، إلا أن مهارات هذا القناص ستغيب خلال كأس العالم ففريق بلاده فشل في التأهل إلى البطولة العالمية.
وحارس المرمى التشيكي ونادي تشيلسي الإنكليزي، بيتر تشيك سيكون أيضاً في صفوف الغائبين عن البطولة العالمية، وكذلك زميله في الفريق، الصربي برانيسلاف إيفانوفيتش.
كما أن اللاعب النمساوي من أصول فيليبينية دايفيد آلابا لن يحزم حقائبه إلى البرازيل، كما سيفتقد متابعو الكرة عزيمة المنتخب التركي ومهارات أردا توران لاعب أتليتيكو مدريد.
كما أنه قد تكون حسرة هؤلاء اللاعبين الذين لم تتأهل منتخباتهم إلى المونديال أقل من أولئك الذين وصلت بلادهم إلى العرس العالمي لكن الإصابة حرمتهم من المشاركة.
فقد خسر المنتخب الإسباني جهود حارسه الثاني فيكتور فالديز بعد تعرضه لقطع في الرباط الصليبي خلال منافسات الدوري الإسباني، كما أن الإصابة تهدد مشاركة كل من خيسوس نافاس والهداف دييغوز كوستا مع الماتادور.
وسيخسر فريق الطواحين الهولندية جهود لاعب الوسط رفائيل فان دير فارت بسبب تعرضه للإصابة أثناء معسكر الفريق التدريبي في البرتغال.
وقد أعلن الجهاز الطبي للمنتخب الإيطالي أن لاعب وسط ميلان ريكاردو مونتوليفو انسحب من التشكيلة المشاركة في النهائيات بسبب تعرضه لكسر في ساقه اليسرى.
وتزداد المخاوف في فرنسا من الفترة الطويلة التي قضاها نجم الديوك فرانك ريبيري على مقاعد البدلاء بعد تعرضه للإصابة، ومن عدم جاهزيته للمشاركة في فريقه في المونديال. وقد دفعت الإصابة النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو للجلوس في مقاعد البدلاء في مباراة فريقه الودية ضد اليونان، من أجل التعافي من إصابة تعرض لها في الركبة، وقد يكون مرشحاً للغياب عن إحدى مباريات فريقه في المونديال على الأقل.
وتحوم الشكوك بشأن مشاركة المهاجم راداميل فالكاو في تشكيلة منتخب كولومبيا، رغم أنه يتعافى من إصابة في أربطة الركبة. ويواجه منتخب الأوروغواي خطر غياب نجمه لويس سواريز الذي يتعافى من جراحة أجراها بعد تعرضه لإصابة في الركبة.
محاربو الصحراء للعودة إلى الزمن الجميل
يتطلع البوسني وحيد خليلودزيتش المدير الفني للمنتخب الجزائري لكرة القدم، إلى قيادة الفريق للفوز الأول في نهائيات كأس العالم منذ 32 عاماً. وتشارك الجزائر في البرازيل للمرة الرابعة في نهائيات كأس العالم، بعد دورات 1982 في إسبانيا و1986 في المكسيك و2010 في جنوب أفريقيا، حيث وضعتها القرعة في المجموعة الثامنة إلى جانب منتخبات بلجيكا وروسيا وكوريا الجنوبية.
ويرجع آخر فوز للجزائر في المونديال إلى 24 حزيران 1982، عندما تغلب الفريق على منتخب تشيلي 3-2.
وقال خليلودزيتش في حوار لصحيفة «لوبارزيان» الفرنسية أمس «لا بد من تحقيق إنجاز جديد بعد النجاح في التأهل. لكن يجب الفوز بمباراة وهو ما لم تنجح فيه الجزائر خلال مشاركتيها الأخيرتين بنهائيات كأس العالم. هل سننجح في ذلك؟ لا أعرف لكن سأحضّر فريقي من أجل محاولة فعل شيء إيجابي. إذا كان هناك من لا يحب الخسارة فهو أنا».
واعترف خليلودزيتش، أن تدريب الجزائر يبقى من أصعب الأعمال التي قام بها مؤكداً أنه سيتخذ قراره بشأن الاستمرار في منصبه بعد مونديال البرازيل. وقال «لا أريد التسرّع. هناك منتخبات وأندية عدة اتصلتْ بي وطلبت منها عدم إعلان ذلك. قد أبقى من دون فريق وأذهب في عطلة لأشهرعدة أو لعام».
وتحدث البوسني عن شغف الجزائريين بكرة القدم وحبّهم لمنتخب بلادهم الذي يصل إلى حد الجنون فضلاً عن افتخارهم بنجاحاته، لكنه أكد أن هناك 40 مليون جزائري كلهم مدربون.
فان غال يؤكد جاهزية فان بيرسي
توقّع مدرب منتخب هولندا لكرة القدم لويس فان غال، أن لاعبه روبن فان بيرسي سيكون جاهزاً تماماً للمشاركة مع منتخب بلاده في كأس العالم في البرازيل. وأرجع فان غال سبب جاهزية مهاجم مانشستر يونايتد الإنكليزي إلى العمل المكثف الذي بذله اللاعب في الشهر الماضي مع المنتخب بعد نيله الإذن من المدرب السابق للشياطين الحمر الاسكتلندي دايفيد مويز قبل إقالته إثر تعرضه للإصابة في مباراة أولمبياكوس اليوناني في دوري أبطال أوروبا.
وعانى المهاجم الهولندي هذا الموسم من الإصابات، لكن مدربه فان غال يعتقد أنه سيكون ضمن التشكيلة التي ستخوض لقاء هولندا الأول ضد بطلة العالم إسبانيا.
وقال مدرب مانشستر يونايتد الجديد: «إنه ليس جاهزاً بنسبة 100 بالمئة ولكن لدينا أسبوعين من العمل، وأعتقد أن ذلك كافياً لجعله مستعداً»، وأضاف: «إنه قادم من إصابة ولكن القسم الطبي لدينا قام بعمل جيد بالتنسيق مع إدارة النادي الإنكليزي».
نيمار يلتمس من أبناء وطنه الصبر ونبذ السخرية
طالب نيمار نجم برشلونة الإسباني ومنتخب البرازيل لكرة القدم جماهير بلاده بأن تتحلّى بالصبر، بعد أن سخروا من الفريق في الدقائق الأولى من المباراة الودية التي جمعته بمنتخب بنما مساء أول من أمس الثلاثاء، وانتهت بفوز منتخب السامبا بأربعة أهداف نظيفة.
وقال نيمار 22 سنة ، الذي كان أكثر اللاعبين تألّقاً في مباراة الأول من أمس، حيث تمكّن من إحراز هدف وصناعة هدفين آخرين لزميليه هالك وويليان: «أطالب الجماهير بأن تتحلّى بمزيد من الصبر، لقد سخروا منّا في الدقائق الأولى من المباراة».
ورغم تألق النجم البرازيلي في الشوط الثاني من مباراة أمس، أشار نيمار إلى أنّه لا يشعر بوصوله إلى الحالة الفنية والبدنية الأفضل له، وأنّه يتمنّى أن يطوّر من أدائه خلال الأيام القليلة المقبلة التي تسبق المباراة الأولى للمنتخب البرازيلي في المونديال أمام كرواتيا في 12 حزيران الجاري.
واختتم بقوله: «لست جاهزاً حتى الآن بشكل كامل. شعرت بالتعب في نهاية المباراة. تبقى تسعة أيام. سأصل قريباً إلى الحالة البدنية الأمثل».
من جانبه، أشاد لويز فيليبي سكولاري مدرب «السيليسون» بنجمه نيمار بعد استعراض بنما.
وأشاد سكولاري بنجمه عقب المباراة، قائلاً: «إنّ نيمار لاعب يقدّم حركة مختلفة كل يوم. إنّه يجيد الارتجال ويتمتّع بسرعة ورشاقة كبيرتين، ودائماً ما يفاجئ مدرّبيه ببعض الحركات الجديدة».
ولكن سكولاري اعترف بأنّ البرازيل لم تلعب بمستوى جيّد في بداية المباراة أمام بنما وأنّ أخطاء منتخب السامبا كان يمكن أن تؤدّي إلى نتيجة مختلفة في النهاية.
وقال: «خلال أول 15 أو 20 دقيقة من المباراة لم يكن التواصل جيّداً بين خطّي الدفاع والوسط. لم يكن ما نفعله ناجحاً ولو كان خصمنا أقوى قليلاً كانت نتيجة المباراة ستختلف تماماً».
وأضاف سكولاري: «لقد تحسنّا بعدها. كما أنّنا يجب أن نضع في اعتبارنا أنّ هذه المجموعة من اللاعبين لم يلعبوا معاً منذ قرابة ثلاثة أشهر، ولم يبدأوا تدريباتهم الأخيرة معاً سوى قبل سبعة أيام».