«داعش الإسرائيلي»

بلال شرارة

أنا لا أستغرب أن يقدم المستوطنون الصهاينة على إحراق رضيع فلسطيني وعائلته، ذلك أن هذه الفعلة الشنيعة لا تتمّ للمرة الأولى.

الجريمة «الإسرائيلية» ضدّ الشعب الفلسطيني والسوري. هي متواصلة بفعل: الاحتلال، القتل الاعتقال، مصادرة الأراضي، التجريف، اقتلاع الأراضي، تغيير الجغرافيا، ديموغرافيا الاستيطان، الحكم العسكري مصادرة حق الحياة.

أقول: لو حاول أحد إلقاء نظرة إلى الخلف مركزاً في «مطبوعات بلادنا فلسطين للمرحوم عارف العارف» فإنه من دون شك سيجد في كل صفحة مجزرة «إسرائيلية» وسيجد آثار بلدة، قرية، دسكرة، منزل تمّ حرقه عن بكرة أبيه.

ونحن في لبنان، هل ننسى أطفالنا الذين اغتالتهم الاجتياحات «الإسرائيلية»، ووحوش آلتها العسكرية؟ وطيورها ذات المخالب والمناقير المعدنية القاتلة؟

هل ننسى السيارة التي داستها الدبابات «الإسرائيلية» في بلدة جويا وعائلة درويش درويش في سيارته التي داستها الآليات «الإسرائيلية» في كونين عام 1978؟

هل ننسى ضحايا أطفال المدارس الذين سقطوا خلال الاعتداءات «الإسرائيلية» على طول الحدود اللبنانية من الناقورة إلى العرقوب طوال أعوام العدوان من 1948 وحتى 1978؟

هل ننسى الأطفال والعائلات التي استشهدت في مجزرتي قانا الأولى في نيسان والثانية صيف عام 2006؟ هل ننسى العائلات الشهيدة في العباسية وأسواق بنت جبيل وحانين وبارين وعمق الجنوب وصولاً إلى أعالي إقليم التفاح أثناء الاحتلال؟

علي الدوابشة، الرضيع الفلسطيني ذو 18 شهراً، إعلان صارخ عن حق الحياة للشعب الفلسطيني الذي يهتك حقه الاستيطان، ويأكل أرض وممتلكات الشعب الفلسطيني وأمنه وصحته.

كذلك الأمر مع الأطفال اللبنانيين الذين قتلوا بقنابل الكانستر العنقودية والألغام على الأراضي اللبنانية.

والأمر نفسه مسحوب على أطفال غزة الذين قتلوا أو الذين ما زالوا أحياء مشردين من دون منزل منذ ما يزيد عن عام، وأطفال المخيمات الفلسطينية داخل فلسطين أو في مخيمات اللاجئين الأنروا .

طيب، أقدم المستوطنون وبحماية رسمية «إسرائيلية» على جريمتهم. ألم يقدموا على اغتيال الشاب الفلسطيني محمد أبو خضير حرقاً قبل عام؟ ألم يقدم جنرال «إسرائيلي» خلال الشهر الفائت على رمي الشاب الفلسطيني محمد الكسبة رمياً بالرصاص؟

ماذا الآن؟

السلطة ذاهبة إلى محكمة الجنايات الدولية، والفصائل الفلسطينية تهدّد بالويل والثبور وعظائم الأمور. أما الوقائع، فالاستنفارات قائمة، والقاعدة في مخيم عين الحلوة لاستكمال تصفية حق العودة.

في فلسطين هيئة الأركان «الإسرائيلية» تحسبت لـ»المخفي»، جمدت الإجازات وأوقفت التمرينات والتدريبات في لواءي «نحال وعغفاتي»، لأنها خافت اهتزاز الأمن ولكن؟!

يا عالم… يا هوو… يا أميركا… يا روسيا… يا أوروبا… يا عرب…

إنهم يقتلون الفلسطينيين على السكت، هل تدركون؟

هل ندرك أن «داعش الإسرائيلي» الذي ترعرع على «شريعة قتل الإغيار» سيضع سكينه وسكين الدولة «الإسلامية» في سورية وأسواق الوجه الآخر للعملة «الإسرائيلية» وغيرها على رقبة أطفالنا؟

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى