أسير لن يستقيل
قالت له: أستطيع ألّا أحتاجك في عمري أبداً. ولكنني أريد. أقف محمّلةً بأرق المعاني على ناصية الكلمة، و أجدها. أحلم بدفء فتحرقني برودة تأتي منك كعاصفة ثلجية. تفرّقت اليدان. جفّ ألق العينين. وصرنا على حدَّي نقيض. نربّي الحبّ مثلما نربّي الأشياء. نضحّي بأنفسنا ليحيا. وعند الصحوة يتركنا على قارعة طربق. أيهما أكثر حرارة الشمس أو النجمة؟ أيهما أبقى، الكلمة أو المعنى؟ لِمَ توقفت عن الغناء البلابل وصارت مشاعرنا مقيّدة بالسلاسل؟ كيف سمحنا لمعين كخفق الفؤاد ينضب أن تلوّثه تفاصيل الحياة اليومية؟
كنت أريد أن نبقى ظلّين على جدار الشغف يتراقصان، يلعبان، يركضان. وبعقود من ياسمين يتزينان. ما زلت أريد كل لقاء مفعماً باللامعقول، وأريد كثيراً من العطور. تنعكس فيه أنوار السماء متلألئة ذهبية، قرمزية، فضية. يُسكرنا الماضي المتجدّد في الحاضر، فنحنّ إلى الزمن الجميل. أستطيع ألّا أحتاجك في عمري. لكنّني أقوى على ذلك.
تذهب… ارجع، عد إلّي بعذابك. فكلّ ما فيّ ينهمر شوقاً إليك. ومن الأعماق تناديك الروح.
قال لها: ومتى غادرتك حتى أعود؟ يا منتهى السعادة أنا أسيرك إلى أن يفنى الوجود.
رانيا الصوص