الرئيس الأسد: نسبة المشاركة العالية في الانتخابات رسالة قوية للغرب هل تصبح كاغ خلفاً للإبراهيمي؟
شدد الرئيس السوري بشار الأسد على أن نسبة المشاركة العالية في الانتخابات الرئاسية «شكلت رسالة قوية للغرب وللدول المتورطة بالحرب على سورية، وبأن الشعب السوري شعب حي ومصمم على تقرير مصيره بنفسه وهو يتطلع دائماً نحو المستقبل».
وخلال استقبال الرئيس الأسد أمس رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي، عبّر عن تقديره «لوقوف إيران بصلابة وثبات إلى جانب سورية في مواجهة الحرب الإرهابية التي تتعرض لها منذ أكثر من ثلاث سنوات».
واعتبر الأسد أن الانتصارات التي يحققها الشعب السوري والنجاحات التي تحققها إيران على أكثر من صعيد، خصوصاً في ما يتعلق بالملف النووي الإيراني إضافةَ إلى التحولات الإيجابية التي يشهدها الكثير من دول المنطقة «تجعلنا أكثر ثقة واطمئناناً حيال مستقبل شعوب المنطقة».
وأكد بروجردي «أن الشعب السوري رسم من خلال مشاركته في الانتخابات الرئاسية صورة ناصعة عن مدى حبه ووفائه لوطنه ودولته على رغم الظروف الصعبة والاستثنائية التي يمر بها.
في سياق متصل استقبل الرئيس الأسد وفداً من أبناء الجالية السورية في الولايات المتحدة الأميركية الذين قدموا إلى سورية للإدلاء بصوتهم في الانتخابات الرئاسية، واعتبر: «أن إصرار أعداد من المغتربين السوريين على المجيء للمشاركة في الانتخابات يؤكد عمق انتمائهم وولائهم لوطنهم وتصميمهم على المساهمة في الحفاظ على استقلالية قراره وسيادته». وفي السياق، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أنه «لا يمكن تجاهل آراء ملايين السوريين الذين أدلوا بأصواتهم في انتخابات الرئاسة من أجل تقرير مستقبل بلادهم»، حيث أشار المتحدث باسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش أمس، إلى إن «انتخابات الرئاسة السورية شهدت نسبة مشاركة عالية وأجريت في أجواء حرة ونزيهة، وفقاً للمراقبين الروس الذين زاروا سورية أثناء الانتخابات».
وأشار لوكاشيفيتش إلى أن الرئيس بشار الأسد «فاز في هذه الانتخابات بغالبية ساحقة على رغم محاولات المعارضة المسلحة تخويف المواطنين»، مشيراً إلى أن «لا يمكن اعتبار هذه الانتخابات ديمقراطية مئة في المئة في الأوضاع الأمنية الحالية، إلا أن موسكو ترى أنها كانت انتخابات نزيهة تمثل خطوة مهمة لتأمين استمرار عمل مؤسسات الدولة في سورية وفقاً لدستور البلاد».
وقال الدبلوماسي الروسي إن الرئيس الأسد، الذي أعيد انتخابه «يملك الآن الحق في تشكيل الحكومة الجديدة، التي يمكن أن تضم بعض ممثلي المعارضة»، مؤكداً: «أن بلاده مستعدة للتعاون مع أي حكومة سورية جديدة»، معرباً عن خيبة أمله بشأن ما سمّي «رد فعل مسيس لعدد من الدول الغربية على الانتخابات».
ورحبت الخارجية الإيرانية بنتائج الانتخابات الرئاسية في سورية، مشيرة إلى أنها «تشكل إشارة إلى عصر أفضل من الاستقرار والوحدة الوطنية، وأشادت بالطابع الديمقراطي لعملية الاقتراع». وقالت في بيان للخارجية أمس إن «طهران أعربت عن احترامها للمبادئ الديمقراطية في سورية ورحبت بالطابع التعددي للانتخابات الرئاسية فيها وتشدد على احترام تصويت الناخبين السوريين لأنهم هم وحدهم يقررون مصيرهم السياسي».
واعتبر رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني، أن إجراء الانتخابات الرئاسية في سورية «يعد نصراً مهماً وعظيماً لسورية حكومة وشعباً ولجميع الشعوب الإسلامية في المنطقة»، مشيراً إلى أن «هذا النصر سيلقي اليأس والإحباط في قلوب الصهاينة وسيرسي دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة»، مؤكداً: «وقوف الشعب الإيراني إلى جانب الشعب السوري».
جاء ذلك في وقت كشف مصدر أممي مطلع أن منسقة البعثة المشتركة لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية والأمم المتحدة الخاصة بسورية سيغريد كاغ هي من بين الأسماء المرشحة للقيام بمهمة المبعوث الأممي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي.
ونُقل عن المصدر قوله: «إن قائمة المرشحين تضم أيضاً الأمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى ووزير الخارجية التونسي الأسبق كمال مرجان»، مشيراً إلى أن «عدداً من البلدان الأعضاء في الأمم المتحدة أعربوا عن ترحيبهم بأن يتم تعيين سيغريد كاغ خلفاً للإبراهيمي»، مضيفاً أن كاغ «تعرف المنطقة جيداً وتجيد العربية بطلاقة ولديها خبرة عمل طويلة في منظمة اليونسيف والبرنامج الإنمائي وفي وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين»، ولفت المصدر إلى أنه «منذ بداية الأزمة السورية فإن بعثتها هي الوحيدة التي عادت بنتائج».
من جانب آخر كشف مصدر دبلوماسي أن كاغ لم تتحمس لهذا الاقتراح مؤكداً: «أنها تريد العمل في الشرق الأوسط لكن ليس في سورية وقد أوضحت هذه النقطة». ولم يستبعد المصدر أن تقبل كاغ بهذه المهمة في نهاية المطاف.
وكانت كاغ أشارت في وقت سابق، إلى أن تمديد عملية تدمير الأسلحة الكيماوية في سورية إلى ما بعد 30 حزيران لن يتطلب موافقة مجلس الأمن الدولي أو المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية.
وأوضحت أن إعادة تشكيل البعثة الدولية لن يتطلب أيضاً موافقة خاصة، مشيرة إلى أن «الدول الأعضاء في منظمة حظر الأسلحة الكيماوية يجب أن توافق فقط على تشكيل بعثة مشتركة جديدة للتفقد والمتابعة بعد انتهاء عملية تدمير الأسلحة، مشيرة أن السلطات السورية تدرس إمكانية التوصل إلى اتفاقات هدنة مع المسلحين من أجل إخراج ما تبقّى من المواد السامة 7.2 في المئة من ترسانة الأسلحة الكيماوية من ضواحي دمشق إلى ميناء اللاذقية أو إجراء عملية أمنية خاصة لإقامة ممر آمن لعبور قافلة تحمل هذه المواد السامة.
وأعربت كاغ عن أملها في التوصل إلى اتفاقات هدنة في بعض المناطق من أجل إخراج المواد المتبقية وكذلك تحسين الأوضاع الأمنية في تلك المناطق. وقالت إنه «ليس من داعٍ للشك في تقييم دمشق للوضع الأمني حول الموقع قرب العاصمة السورية حيث توجد المواد السامة المتبقية»، مشيرة إلى أن سورية «تشهد حرباً وخريطة المعارك هناك تتغير باستمرار»، وأضافت: «أنه حتى في حال فتح المنطقة حول الموقع المذكور قد يبقى الطريق إلى اللاذقية غير آمن»، داعية إلى «تسريع عملية إخراج المواد المتبقية».
وفي شأن تصريحات حول احتمال قيام دمشق بإخفاء جزء من أسلحتها الكيماوية أكدت كاغ «أن هناك إجراءات يمكن أن تتبعها دول لديها شكوك بهذا الشأن من أجل إبلاغ منظمة حظر الأسلحة الكيماوية ومجلس الأمن الدولي بذلك وتقديم الأدلة التي تثبت شكوكها»، مضيفة أنه في المرحلة الحالية، بحسب رأيها، «يجب التعاون مع الحكومة السورية».