الكابوس السعودي في اليمن والاستدارة نحو الحل

توفيق المحمود

منذ إعلان السعودية بدء ما يسمى «عاصفة الحزم» في السادس والعشرين من آذار الماضي بمشاركة 11 دولة كان الفشل يتسيد العملية منذ اللحظة الأولى فلم تستطع السعودية تحقيق نتائج عسكرية على الاراضي اليمنية، خصوصاً أن الجيش اليمني واللجان الشعبية ما زالا يسيطرون على مدن عدة في اليمن.

وكان الإعلان السعودي عن وقف «عاصفة الحزم» وبدء عملية «إعادة الأمل» قد بعث الروح مرة ثانية في تقديرات تراهن على إمكانية وضع الأزمة اليمنية على سكة البحث عن حل سياسي، عبر جهود يبذلها المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، إسماعيل ولد الشيخ أحمد الذي عين خلفاً لجمال بن عمر.

الحوثيون وأنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح يريدون تسوية سياسية، تقوم على شراكة وطنية بين الجميع، بالاستناد إلى «المبادرة الخليجية» وآلياتها التنفيذية التي أقرها مجلس الأمن الدولي كوثيقة من وثائقه، وتطبيق مخرجات الحوار الوطني، لكن السعودية وحليفها تنظيم «القاعدة» رفضا كل الطلبات التي تحافظ على وحدة اليمن وتمنع انتشار «القاعدة» في شكل أكبر فيه.

فشل العدوان السعودي على اليمن أصبح حقيقة واضحة يدركها الجميع، بما في ذلك العديد من القيادات السعودية نفسها التي تقود العدوان العسكري فقد أصبحت الرياض غارقة في مأزق خطير وهو ما دفعها إلى محاولة ترقيع فشل العدوان على اليمن بحدث آخر، أو إطلاق محاولة البحث عن حل سياسي، أو مخرج من أزمتها مع رفقاء دربها في العدوان فعقد ما يسمى مؤتمر الرياض «من أجل إنقاذ اليمن وبناء الدولة» وأكد البيان الختامي الذي حضرته فصائل من نوع واحد تجتمع في تبعيتها للسلطة في السعودية تأييدها للعدوان السعودي على الشعب اليمني.

وبعدها محادثات جنيف التي لم تكن التوقعات كبيرة بأن تخرج بنتائج يعتد بها، لكن الأسباب التي بُرر بها فشل المحادثات تلقي ظلالاً قاتمة على أي محادثات بين الطرفين في المستقبل.

عملية ما يسمى «إعادة الأمل» في اليمن تحولت الى كابوس سعودي يصعب عليهم الاستيقاظ منه وبخاصة في ظل الخسائر التي يتلقاها التحالف بالعدة والعتاد والجنود وآخرها مقتل 3 جنود إماراتيين، فقد أعلن بيان للجيش الاماراتي ان الجنود الثلاثة قتلوا خلال مشاركتهم في عملية «إعادة الأمل» من دون تحديد زمان ومكان وظروف مقتلهم.

هذه الخسائر أثبتت التورط والفشل السعودي وما تقوم به من غارات وحشية على المدنيين خير دليل على هذا الفشل وقد اعترف الجميع أن الحملة العسكرية بقيادة السعودية لم تحقق أي من نتائجها، فالواقع الميداني والعسكري والسياسي وحالة اطراف الصراع تؤكد ان «إعادة الأمل» لم تصل للحد الأدنى المرجو منها والذي قامت من أجله، فالحملة العسكرية لن تحل المشكلة السياسية التي يواجهها هذا البلد وهل سيكون توجه وفد أنصار الله إلى مسقط من أجل إيجاد حل سياسي بداية لقبول السعودية الانخراط بخيارات التسوية واقتناعها بأن الحوار والحل السياسي هو الحل الوحيد لإعادة اليمن إلى ما كان عليه.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى