لا أهلاً ولا سهلاً بعودتكم!
نشرت صحيفة «نوفيه إيزفيستيا» الروسية موضوعاً في شأن القانون الذي وقّعه رئيس جمهورية طاجيكستان الخاص بسحب الجنسية من الذين يشتركون في أعمال إرهابية خارج الوطن.
وجاء في مقال: وقّع رئيس جمهورية طاجيكستان إمام علي رحمن على قانون في شأن إسقاط الجنسية الطاجيكية عن كافة مواطني طاجيكستان الذين يشتركون في العمليات التي تنظّمها المجموعات الإرهابية في الخارج.
بحسب رأي الخبراء، الهدف من هذا القانون الثوري، منع عودة مواطني طاجيكستان الذين يقاتلون إلى جانب «داعش».
قبل هذا، أُدخلت تعديلات إلى دستور البلاد وصادق عليها البرلمان، بعد فرار العقيد غول مراد حليموف، أحد قادة قوات الشرطة الخاصة، والتحاقه بـ«داعش». كان هذا العقيد قد اختفى في نهاية نيسان الماضي، وفي أيار ظهر في شريط فيديو شنّ فيه هجوماً شديداً ضدّ السلطات الطاجيكية، ووضح الاسباب التي دعته إلى الالتحاق بتنظيم «داعش». بعد هذا الشريط بدأ حليموف يظهر بصورة دورية في أشرطة فيديو تتضمن الدعوة إلى الالتحاق بـ«داعش».
الغريب في الأمر هنا، انه كان يتحدث باللغة الروسية لا بلغته الأمّ. ويبدو من هذا أنه كان على ثقة من أن دعوته سيسمعها الآخرون.
يعتبر قرار السلطات الطاجيكية المذكور راديكالياً، لأنه لم يسبق لأيّ دولة ان اتخذت قراراً بإسقاط الجنسية عن مواطنيها الذين يقاتلون إلى جانب المنظمات الإرهابية. جميع الدول تتخذ اجراءات وقائية في مكافحة «داعش» تكون موجهة لتوعية الذين يرغبون الالتحاق في صفوفه، او الذين عادوا بعدما قاتلوا إلى جانبه.
يقول رئيس قسم آسيا الوسطى في معهد بلدان رابطة الدول المستقلة، آندريه غروزين: القانون الذي وقّعه الرئيس رحمن يشمل بالدرجة الأساسية الذين التحقوا بـ«داعش»، لمنع عودتهم إلى طاجيكستان، لا الذين يفكّرون بذلك.
هل سيبقى هؤلاء في صفوف «دولة الخلافة» أم سيدفنون في مكان ما من صحراء سورية، هذا الأمر لا يقلق السلطات الطاجيكية. ويضيف: السلطات الطاجيكية تدرك جيداً أن هؤلاء حصلوا على خبرة قتالية، وفي حال عودتهم سيشكلون خطراً كبيراً على الأمن.
لم يعرف عدد مواطني طاجيكستان الذين يقاتلون في صفوف «داعش»، مع ان لجنة الأمن القومي أعلنت الأسبوع الماضي أنّ عددهم لا يتجاوز 300 شخص، منهم 100 قضوا نحبهم. ولكن وفق رأي الخبراء، هذه الأرقام صغرت لأسباب موضوعية. فمثلاً، غالبية هؤلاء غادروا عبر الأراضي الروسية إلى تركيا ومنها إلى سورية والعراق، لغاية تأزم العلاقات مؤخراً بين تركيا و«داعش». كما لا يعرف بالضبط عدد الأجانب الذين يقاتلون في صفوف «داعش» في أفغانستان، إذ يعتقد ان عددهم كبير، خصوصاً في المناطق الشمالية، بينهم مقاتلون من دول الجوار ومن ماليزيا وأوروبا الغربية.
يقول غروزين: غالبية خبراء آسيا الوسطى، يتفقون على أن الجزء الأكبر من مواطني جمهوريات آسيا الوسطى السوفياتية سابقاً، الذين يقاتلون إلى جانب «داعش»، هم من القومية الأوزبكية. أنا لا أقصد مواطني جمهورية أوزبكستان فقط، بل جميع الأوزبك الذين يشكلون الغالبية في هذه المنطقة من آسيا الوسطى. يعتقد الخبراء ان عدد الملتحقين بـ«داعش» من جمهوريات آسيا الوسطى يتناسب ونفوسهم. عموماً التركمان أقل من مواطني طاجيكستان وأوزبكستان وقرغيزيا.