مكتبة «البناء»

يُعدّ هذا الكتاب الذي ألّفه كل من الدكتور غسان يعقوب والدكتورة عارفة كنعان، دراسة رائدة في لبنان والعالم العربي، ويتناول موضوعاً في غاية الأهمية يتعلّق بأطفال المخيّمات في لبنان، خصوصاً لدى الأطفال الفلسطينيين وما يعانون من اضطرابات نفسية وسلوكيّة فضلاً عن درجات خطورتها.

يفتح الكتاب آفاقاً جديدة للبحث والتفكير في مستقبل الأطفال اللاجئين في لبنان والبلدان العربية الأخرى. فمسألة الأطفال اللاجئين تشكّل قضية إنسانية واجتماعية ونفسية واقتصادية، وهي تستدعي البحث والدراسة، خصوصاً بعد نزوح الآلاف لا بل الملايين من سورية والعراق بسبب الحروب باتجاه لبنان والبلدان المجاورة.

الهدف من هذا الكتاب تشخيص الواقع المأسوي لدى الأطفال اللاجئين الذين يعيشون في المخيّمات، وذلك من أجل العمل على معالجة مشكلاتهم النفسية والسلوكية والدراسية من خلال البرامج العلاجية والأنشطة المتنوعة، حتى يتم درء الأخطار الكبيرة المتوقّعة خلال السنوات المقبلة، عندما يصبح هؤلاء الأطفال مراهقين وشبّاناً. فالفائدة من وضع هذا الكتاب يمكن تلخيصها في ما يلي:

ـ تشخيص الأوضاع النفسية لدى الأطفال، خصوصاً أطفال المخيّمات.

ـ وضع البرامج المناسبة واتخاذ الإجراءات اللازمة للحدّ من الأخطار السلوكية والنفسية المتوقّعة في السنوات المقبلة.

ـ حثّ الباحثين العرب والمهتمّين بشؤون الطفولة من منظمات دولية وأهلية للاهتمام برعاية هذا الموضوع الهامّ.

ـ فتح الباب أمام الباحثين العرب للتعمّق أكثر في دراسة الموضوع المطروح أكان في لبنان أو في الدول المعنيّة، كذلك حثّ المعلّمين على ضرورة تفهّم مشاكل الأطفال وكيفية العمل على مساندتهم من خلال تدريبهم على استراتيجيات التعامل مع الضغوط.

وبالتالي تتّضح غوامض هذه المشكلة أمام المسؤولين والمهتمّين بشؤون الأطفال اللاجئين وكذلك الأطفال اللبنانيين الذين يعانون أيضاً الكثير من المشكلات النفسية والسلوكية والدراسية. فنحن أمام واقع خطر لم ينل حقّه من الأبحاث، وهذا الخطر يتجلّى في انهيار أعمدة الصحة النفسية لدى أطفال المخيّمات.

كتاب الاضطرابات النفسية والسلوكية لدى الأطفال اللاجئين، صادر عن «دار النهضة العربية» ـ بيروت.

مختصر الكلام عن الرجل الهمام

«مختصر الكلام عن الرجل الهمام»، كتاب أعدّه عبد اللطيف عباس شعبان، عن حياة الراحل الدكتور عبد اللطيف اليونس الذي يعدّ قامة ثقافية واجتماعية وسياسية سورية مرموقة، كان لها دور بارز على مدى ثمانين سنة تقريباً في المجتمع السوري في مختلف المجالات، لا سيما الخدمة الاجتماعية.

يتضمّن الكتاب الصادر عن «مطبعة السعيد» في طرطوس، جانباً خاصاً من حياة الدكتور اليونس الذي توفي عام 2013، وهو الصدى الذي تركته شخصيته وأعماله في وجدان الناس، وعبّر عنها الأدباء والكتّاب والشعراء في قصائد نظموها أو في كلمات ألقوها أو مقالات كتبوها تقديراً لخدماته ووطنيته وأعماله المؤثرة.

كما يحتوي الكتاب لائحة بالأعمال الخيرية التي قدّمها الراحل لأهالي منطقة صافيتا من مستوصفات ومراكز ثقافية وجوامع وأراضٍ لبناء مواقع للخدمة العامة.

يذكر أن الراحل الدكتور عبد اللطيف اليونس من مواليد عام 1914، عمل عضوا في البرلمان السوري لدورتين في الخمسينات والستينات من القرن الماضي، سافر بعد ذلك إلى الأرجنتين والبرازيل، حيث أسّس جريدتَي «الأنباء» و«الوطن»، وله مؤلفات كثيرة أبرزها: «ثورة الشيخ صالح العلي… حياة رجل في تاريخ أمة»، «المغتربون»، «ملحمة الوفاء الشعرية»، وغيرها. وختم مؤلفاته بمذكّراته التي وثّق فيها لمرحلة هامة من تاريخ سورية من خلال سيرة شخصية غنية بالأحداث والمواقف.

المؤلف عبد اللطيف عباس شعبان، حاصل على إجازة في الاقتصاد، وهو عضو جمعية العلوم الاقتصادية السورية، وعضو اتحاد الصحافيين السوريين.

الاتصال في الشرق الأوسط والانهيار الثقافي

أدّت سنوات من البحث في المتغيّرات الثقافية وانعكاساتها على المجتمعات الإنسانية، وعلى الإنسان نفسه في كلّ مكان، إلى إعادة التفكير في معارفنا العلمية وأساليبنا البحثية ومناهجنا، وترسّخ اقتناعنا بضرورة الخروج من هذه الدراسات بحقائق علمية، أو نظريات ناتجة عن الاستخدامات والتجارب الاتصالية الخاصة في منطقة الشرق الأوسط التي تشهد اضطرابات ومتغيّرات كثيرة، وفي بلدان العالم العربي بالذات التي جمعت بينها في الأزمنة الأخيرة قواسم مشتركة عدّة، نتيجة انقلاب الأنظمة السياسية وبالتالي الاجتماعية المستهدفة من قبل كبار المتلاعبين بالنظام الدولي الجديد. والحقيقة التي انطلقنا منها كفرضية وتؤكّدها كلّ الدراسات حول محتوى الاعلام العربي واستخدامات وسائل الإعلام والاتصال، هي ضرورة تفعيل «ثقافة المشاركة» في هذا الزمن الذي لا بد أن نقرّ فيه بانهيار الثقافات.

كثيرة هي الإشكاليات المطروحة أمام الباحثين في علوم الاتصال، وكثيرة هي الحقول التي تنتمي إلى هذا العلم الذي ما زال في طور النضوج، وكثيرة هي الخلافات التي يثيرها بين الأساتذة والباحثين. كلّ هذا يجعلنا نقتنع بضرورة البحث في ماهيته ومفهومه وخصوصيّته وحدود انفتاحه على سائر العلوم الإنسانية والاجتماعية، والعمل بجدّية على تطوير نظرياته ومناهجه وطرقه وأدواته البحثية من أجل تفعيلها في الواقع العربي، وربطها بخصوصياته الثقافية، وتصويب أداء وسائل الإعلام والاتصال، ودرء مخاطرها للمستقبل، فتأخذنا صفحات هذا كتاب الدكتورة مي العبد الله إلى محاولة جمع ما قد تفرّق.

كتاب الاتصال في الشرق الأوسط والانهيار الثقافي، صادر عن «دار النهضة العربية» ـ بيروت.

أبجديات اللغة وعلم الأصوات واللسانيات

يتناول كتاب الدكتور أنور عبد الحميد الموسى، قضايا لغوية وألسنية جمّة، ناهيك عن بحوث في علم ا صوات وا لسنية المقارنة وذلك من زوايا تطبيقية ونظرية هادفة. كما أنه يهدف إلى صون لغة الضادّ وإغنائها ببحوث لسانية ولغوية مبسطة من خلال تكثيف الدراسات ومواكبة النظريات اللغوية الحديثة، إضافة إلى الانفتاح على التيارات المعاصرة، والانفتاح الآخر، وتعميم الدراسات اللغوية في العالم العربي، وتوضيح المفاهيم اللسانية، ومفاهيم علم الاصوات والألسنية المقارنة.

ويتطرّق الكتاب أيضاً إلى موضوع اللغة بوصفها وعاء المعرفة، متناولاً تعريفها ووظائفها ومراحل اكتسابها، فضلاً عن ميادين تطبيقية في علم ا صوات وا لسنية ودور المجمع اللغوي في ا لسنية المقارنة واللغات السامية.

يعتبر هذا الكتاب الصادر عن «دار النهضة العربية ـ بيروت»، مرجعاً لغوياً مهماً، إذ يضمّ قضايا لغوية تغني المخزون الثقافي عند الباحثين، وتمدّ الباحث العربي بزاد لا غنى عنه في تطوير اللغة ومعرفة وظائفها وطرائق اكتسابها منذ الصرخة ا ولى مروراً بتركيب الكلام كما لا يهمل نظريات لغوية مفيدة كالتوليدية التحويلية والفوناتيكا والفونولوجيا والسامية ومجمع اللغة ودوره.

العقيدة الأمنية «الإسرائيلية» وحروب «إسرائيل» في العقد الأخير

يتضمّن هذا الكتاب دراسات ومقالات بقلم جنرالات وباحثين كبار مختصين في الشؤون الأمنية «الإسرائيلية»، شغل، ولا يزال يشغل، بعضهم مناصب رفيعة المستوى في المؤسسة الأمنية «الإسرائيلية».

نخصّ بالذكر بين جملة ما تعالجه هذه الدراسات والمقالات ثلاثة موضوعات رئيسية متداخلة في ما بينها تداخلاً وثيقاً، وهي:

ـ العقيدة الأمنية «الإسرائيلية»، نشأتها، ومرتكزاتها الأساسية، وظروف النشأة وما طرأ عليها من تطوّرات وتعديلات بفعل عوامل عدّة، ونتيجة الدروس المستخلصة من حروب «إسرائيل» ضدّ لبنان وقطاع غزة في العقد الأخير.

ـ المخاطر والتحدّيات التي تواجه «إسرائيل» في ضوء التهديدات الناجمة عن الاضطرابات التي تجتاح المنطقة العربية وما يتعيّن على «إسرائيل» فعله تجاهها.

ـ تقويم مجريات حروب «إسرائيل» في السنوات العشر الأخيرة ونتائجها وتحليلها.

الكتاب أعدّته رندة حيدر، وحرّره وأشرف على إعداده أحمد خليفة، وهو صادر عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية ـ بيروت.

الرياضيون الأرمن الشهداء والمتوفون

كتبت شذى حمّود: يقدّم كتاب «الرياضيون الأرمن الشهداء والمتوفون… فترة الإبادة الأرمينية» للباحث آفو كاتروجيان، فترة الإبادة الأرمينية، ووثيقة تجسّد المصير الأليم الذي واجهه الرياضيون الذين استشهدوا وتوفّوا خلال فترة الإبادة الأرمينية على أيدي العثمانيين.

ويشير المؤلف إلى أن هذا الكتاب الذي أصدره بمناسبة الذكرى المئوية للإبادة الأرمينية، يسلّط الضوء على ما تعرّض له الشعب الأرميني من إبادة جماعية من قبل العثمانيين، والتي قضى فيها ملايين من الأرمن من المفكّرين ورجال الدين والأطباء والتجار والصناعيين والرياضيين.

كما يشير الباحث كاترجيان إلى أنه لا بدّ من كتاب يجمع الرياضيين الأرمن الشهداء والمتوفين خلال فترة الإبادة الأرمينية، لأن الرياضة كانت ولا تزال واحدة من أهم الأمور العريقة في تاريخ الشعب الأرميني، إضافة إلى الإنجازات التي تحققت حتى توقف الحياة الرياضية الأرمينية سنين طويلة نتيجة المجازر الكبرى التي نفّذها العثمانيون.

ويلفت الكتاب إلى أن جمال باشا السفّاح هو واحد من أبرز مرتكبي الإبادة الأرمينية بين عامَي 1914 و1918، إذ كان قائداً للفيلق التركي الرابع في سورية وموالياً للأفكار الطورانية وتحديداً التتريك، وشارك في تهجير الأرمن وقتلهم بشكل جماعي في أرمينيا الغربية وكيليكيا، وشارك كذلك في عملية تتريك الأطفال الأرمن الناجين من الإبادة.

ويوضح الكتاب أن غالبية الرياضيين الأرمن في تركيا كانوا أعضاء في الأندية الأرمينية وقادةً حزبيين ووطنيين وروّاد حركة التحرّر الوطني، إلا أنهم حُكموا بالنفي من قبل قادة حزب «تركيا الفتاة»، فكان الطغاة الأتراك لا يتحمّلون تحرّر الشعوب من نير الاحتلال العثماني ومن بينهم الأرمن، وتقدّمهم في مجالات الحضارة والاقتصاد والثقافة والرياضة.

ويشير الكتاب إلى تعرّض الرياضيين الأرمن في الفترة الأولى من المجازر إلى الملاحقات والسجن والتهجير والتعذيب على أيدي العثمانيين، فقط لأنهم من أصول أرمينية، ويحملون أسماء تعبّر عن انتمائهم. إضافة إلى إقدام السلطات العثمانية على إعدام رياضيين أرمينيين كثيرين بشكل ممنهج وفق ما ذكرته مراجع عدّة منها كتاب المطران غارغوريوس بالكيان وهاكوب سركيسيان ومجلة الكشاف الأرميني وغيرها من المراجع التي جمعت كثيراً من المعلومات عن الإبادة الجماعية والتي راح ضحيتها عددٌ من الرياضيين.

ومن أهم الرياضيين الذين استشهدوا: شافارش كريسيان الذي تلقى تعليمه في مدارس ومعاهد أميركية وفرنسية، ولدى عودته ساهم في نشر التربية البدنية في المدارس، وفي تأسيس اتحاد أرميني لكرة القدم، حتى اعتقاله من قبل العثمانيين سنة 1915، ثم قتله. وأيضاً الرياضي هايك جولوليان الذي كان من مؤسّسي نادي «هومنتمن»، ولم يشفع له كونه مساعد مهندس لدى جيش العثمانيين الذين أقدموا على قتله في مذبحة «شار قشلة».

وقال سفير أرمينيا في سورية الدكتور آرشاك بولاديان عن الكتاب، إنّه يشكّل فضيحة أخرى تسلّط الضوء على جرائم العثمانيين التي تستمر إلى يومنا هذا، ممثّلةً بالعثمانيين الجدد، إذ لم يميّز هؤلاء الرياضيين الأرمن، ناكرين عليهم مساهماتهم في تطوير الرياضة والنهوض بها حتى في تركيا ذاتها.

يشار إلى أن كتاب «الرياضيون الأرمن الشهداء والمتوفّون… فترة الإبادة الأرمينية»، صدر في مدينة حلب، ويقع في 69 صفحة من القطع الصغير.

عودة

في روما، استلم نيستور فابريس دعوةً أربكت حياته الهادئة كتاجر عاديّات، فشدّ رحاله متوجهاً إلى بوينس آيرس في زيارة قصيرة إلى أراضي صباه.

فور وصوله، عَبَرَ الدرب المحفوف بالمخاطر المُفضي إلى مملكة ما بعد الموت. كل ما في المدينة عدائي نحوه، وأمكنته المفضّلة تضمحلّ عندما يُصرّ القدر بعناد على إعادته إلى الوراء. فأصدقاؤه القدامى، الذين يصادفهم خلال تنقلاته، بدوا أشبه بأشباح خاطفة تُذكّره أنه، هو أيضاً، اختفى في نهارٍ مريع من التظاهرات التي قمعتها قوى حفظ النظام بعنف لكن ليس داخل زنزانات البوليس، مثلهم.

لكن إن كانت العودة إلى روما غير ممكنة حالياً بالنسبة إلى بطل الرواية، فإنها ممكنة بالنسبة إلى ألبيرتو مانغويل، مؤلّف القصة، الذي يعود إلى لغة مراهقته ليستكشف، في هذه الرواية الخيالية السنوات المظلمة من تاريخ الأرجنتين.

ألبرتو مانغويل، مؤلّف موسوعيّ مشهود له عالمياً ومترجم وكاتب مقالات وروائيّ. ولد في بوينس آيرس، وانتقل إلى كندا سنة 1982، ويعيش الآن في فرنسا حيث عيُّن مديراً لهيئة الفنون والآداب. صدر له عن «دار الساقي» ـ بيروت، «تاريخ القراءة»، «مع بورخيس»، «المكتبة في الليل»، «يوميات القراءة»، و«فنّ القراءة».

أما رواية «عودة» الصادرة أيضاً عن «دار الساقي»، فتقع في 112 صفحة من القطع الصغير.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى