اليابان تتذمّر من تقصير الولايات المتحدة إزاء الشراكة عبر المحيط الهادئ
يبدو أن الأحلاف التي تنوي الولايات المتحدة الأميركية إنشاءها هنا وهناك بغية مواجهة الحلف الجديد المتراصّ ضدّها، بدأت تتفكك. ولعل الحلف الذي سُمّي «الشراكة عبر المحيط الهادئ»، خير مثال على ذلك.
وفي هذا الخصوص، نشرت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية تقريراً تسلّط فيه الأضواء على التذمّر الياباني من اللامبالاة الأميركية إزاء هذا الحلف. ونقلت الصحيفة عن وزير الانتعاش الاقتصادي في اليابان، آكيرا أماري، تخوفه من المماطلة في سير المحادثات في شأن الشراكة عبر المحيط الهادئ وإنشاء منطقة تجارة حرة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، واحتمال دخولها في طريق مسدود. إذ اتهم الوزير الياباني الولايات المتحدة بهذه المماطلة، لأنها بحسب رأيه لا تبدي أي نشاط وحماسة للتوصل إلى اتفاق نهائي في هذا الشأن. ويقول الخبراء إن تصريحات الوزير الياباني انعكاس لصفقة تُعدّ بين طوكيو وواشنطن. ويقول: ما لم نكن متأكدين من التوصل إلى اتفاق في هذا الشأن، فإنه لا يمكن تنظيم الاجتماع الوزاري المقبل في شأن الشراكة عبر المحيط الهادئ. مشيراً إلى أنّ جميع الدول مستغربة أن الولايات المتحدة لا تظهر مثابرتها وعزمها، لا بل انها استسلمت. استناداً إلى هذه الكلمات، يمكن القول ان اليابان التي كانت سابقاً مصدر المشاكل في المحادثات، اصبحت حالياً مهتمة كثيراً بالتوصل إلى هذه الاتفاقية.
وفي سياق التحالفات الأميركية، تطرّقت صحيفة «دي بريسه» النمسوية إلى ما يجري في تركيا، محذّرةً من أن ما يصبو إليه رئيس النظام التركي أردوغان من حربه المزعومة ضد تنظيم «داعش» الإرهابي وضرب حزب العمال الكردستاني لتحقيق أحلامه بتحقيق مكاسب سياسية ونصر انتخابي على صعيد الانتخابات البرلمانية المقبلة، إنما سيكون له ثمن قد يلحق ضرراً على استقرار الوضع الداخلي أمنياً وسياسياً وعلى مستوى السياسة الداخلية والخارجية لحكومته.
«نيزافيسيمايا غازيتا»: فشل الشراكة عبر المحيط الهادئ بسبب الانتخابات الأميركية
نشرت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية موضوعاً في شأن الشراكة عبر المحيط الهادئ، واتهام اليابان الولايات المتحدة باتخاذ موقف سلبيّ من إنشاء منطقة تجارة حرة في المنطقة.
وجاء في المقال: عبّر وزير الانتعاش الاقتصادي في اليابان، آكيرا أماري عن تخوفه من المماطلة في سير المحادثات في شأن الشراكة عبر المحيط الهادئ وإنشاء منطقة تجارة حرة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، واحتمال دخولها في طريق مسدود.
اتهم الوزير الياباني الولايات المتحدة في هذه المماطلة، لأنها بحسب رأيه لا تبدي أي نشاط وحماسة للتوصل إلى اتفاق نهائي في هذا الشأن. ويقول الخبراء إن تصريحات الوزير الياباني انعكاس لصفقة تُعدّ بين طوكيو وواشنطن.
السبب الأساس الذي جعل اليابان تدقّ ناقوس الخطر، عدم وضوح المواقف الأميركية في الجولة الختامية للمحادثات. كما هو معلوم التقى في نهاية تموز الماضي ممثلو 12 دولة في جزر هاواي، حيث اعلنوا عن توصلهم إلى اتفاق في شأن اكثر من 90 في المئة من بنود جدول العمل، لذلك كان لا بدّ من جولة ختامية في نهاية آب 2015، ولكن اتضح ان الجولة أجلت إلى ايلول، أو حتى إلى وقت متأخر. الجولة الختامية مخصصة لتسوية الخلافات المتبقية.
يقول الوزير الياباني: ما لم نكن متأكدين من التوصل إلى اتفاق في هذا الشأن، فإنه لا يمكن تنظيم الاجتماع الوزاري المقبل في شأن الشراكة عبر المحيط الهادئ.
ويوضح الوزير أماري: السبب الذي دعاني إلى التأكيد على ضرورة لقائنا خلال هذا الشهر، أن أي دولة يمكن ان تفقد اهتمامها بالمحادثات، وبالتالي تتراوح في مكانها. وإذا فقدت الدول اهتمامها، سيتحتم علينا بذل جهود كبيرة من اجل اقناعها بالعودة إلى نقطة البداية، وهذا يتطلب فترة زمنية طويلة. إن مفتاح النجاح، يكمن في سعي كل دولة للتوصل إلى الاتفاق النهائي.
فعلاً، اللقاء الوزاري أمر ضروري حالياً، ليس فقط لضرورة تحفيز الدول، إنما بسبب اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، إذ أقر الكونغرس في حزيران الماضي ما يسمى بصلاحيات الترويج التجاري، التي تلزم الرئيس ابلاغ الكونغرس عن الاتفاقات قبل 90 يوماً على الأقل من توقيعها. أي انه في هذه الحالة إذا تم التوصل إلى الاتفاق في أيلول المقبل فإن توقيعه سيكون في كانون الأول، وهكذا كلما تأخر الاتفاق يتأخر التوقيع عليه مدة ثلاثة أشهر. لذلك يؤكد الخبراء على انه إذا تم التوصل إلى الاتفاق في شأن الشراكة عبر المحيط الهادئ في تشرين الثاني مثلاً، فسيكون من الصعوبة الحصول على موافقة الكونغرس عليه قبل الانتخابات الرئاسية.
يشير الوزير الياباني أماري في تصريحاته إلى أنّ جميع الدول مستغربة أن الولايات المتحدة لا تظهر مثابرتها وعزمها، لا بل انها استسلمت. استناداً إلى هذه الكلمات، يمكن القول ان اليابان التي كانت سابقاً مصدر المشاكل في المحادثات، اصبحت حالياً مهتمة كثيراً بالتوصل إلى هذه الاتفاقية.
بحسب معلومات صحيفة «Japan Times»، طوكيو مستعدة لتقديم تنازلات كبيرة، تشمل حصص تجارة الأرزّ وتخفيض الرسوم الجمركية المفروضة على اللحوم.
ولكن الخبراء يشيرون إلى انه يجب التعامل بحذر مع هذه المعلومات المنشورة في وسائل الاعلام. لأنه من المحتمل ان تكون هذه مجرد اقتراحات طرحت خلال مناقشات داخلية، ولا تعكس موقف طوكيو الرسمي. أما ما يخص تصريحات أماري فتقول الباحثة في مركز الدراسات اليابانية في معهد الشرق الأقصى، داريا سينينا، فإنها انعكاس لصفقة بين طوكيو وواشنطن، لأن من مصلحة الطرفين التوصل إلى الاتفاقية.
وتضيف الباحثة: تحاول كل من اليابان والولايات المتحدة الحصول على أكبر قدر ممكن من التنازلات من الجانب الآخر. لذلك، فإن التوصّل إلى الاتفاقية مرهون بموقف الطرفين، لأن الأطراف الأخرى ستنضم إليهما حتماً.
«دي بريسه»: أردوغان يقامر في لعبة سياسية ستكلّفه ثمناً باهظاً
وصفت صحيفة «دي بريسه» النمسوية اللعبة السياسية داخل تركيا التي يمارسها نظام رجب طيب أردوغان بأنها مقامرة سياسية ستكلّفه ثمناً عالياً.
وحذّرت الصحيفة في مقال نشرته أمس على موقعها الالكتروني تحت عنوان «لعبة أردوغان الخطرة»، من أن ما يصبو إليه رئيس النظام التركي أردوغان من حربه المزعومة ضد تنظيم «داعش» الإرهابي وضرب حزب العمال الكردستاني لتحقيق أحلامه بتحقيق مكاسب سياسية ونصر انتخابي على صعيد الانتخابات البرلمانية المقبلة، إنما سيكون له ثمن قد يلحق ضرراً على استقرار الوضع الداخلي أمنياً وسياسياً وعلى مستوى السياسة الداخلية والخارجية لحكومته.
ورأت الصحيفة أنّ الأوضاع الأمنية في تركيا تسير باتجاه غامض مع تزايد وتيرة العنف في اسطنبول وأجزاء واسعة من البلاد، خلق معه جو من الفوضى الامنية والسياسة.
وقالت إن الهجمات والاشتباكات والتفجيرات تتزايد في المدن التركية وتصاحبها حملة مزعومة ومفتعلة لنظام أردوغان لمحاربة تنظيم «داعش» الإرهابي، ومطامعه لخلق ما يسمى منطقة آمنة في سورية، إلى جانب تجدد نشاطات الحركات اليسارية الانفصالية وأحزاب التحرير الشعبية في تركيا قد تكون عواقبها مؤثرة.
واعتبرت الصحيفة أن مساعي أردوغان للحصول على الغالبية المطلقة في تركيا عبر انتخابات جديدة وبعد محاربة حزب العمال الكردستاني ستؤثر سلباً على تحقيق أطماعه في البرلمان، ونجاح حملته المزعومة ضد تنظيم «داعش». مشيرة إلى أنه يغامر من جديد في لعبة سياسية متشعبة في وقت تمر تركيا بدوامة عنف مثيرة.