البنتاغون يرى التقسيم حلاً للعراق والعبادي يصف التصريح بغير المسؤول
وصف رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي تصريحات رئيس أركان الجيش الأميركي الجنرال ريموند أودييرنو القائلة بأن الحل الوحيد في العراق هو التقسيم، بأنها غير مسؤولة وتعبر عن جهل بالواقع العراقي.
وكان المسؤول العسكري الأميركي أدلى بتصريحه هذا في الوقت الذي يشرع فيه العراق بتطبيق حزمة إصلاحات شاملة تهدف إلى الحد من «المحاصصة الحزبية والطائفية».
وقال رئيس الأركان الأميركي المنتهية ولايته الجنرال ريموند أودييرنو في آخر مؤتمر صحافي له في البنتاغون أول من أمس، إن تحقيق المصالحة بين مكونات الشعب العراقي لا ينفك يزداد صعوبة، معتبراً أن تقسيم العراق ربما قد يكون الحل الوحيد لتسوية النزاع.
ورداً على سؤال عن فرص المصالحة في العراق، أوضح أودييرنو الذي قاد القوات الدولية في العراق في الفترة 2008-2010: «هذا الأمر لا ينفك يزداد صعوبة يوماً بعد يوم واستبعد عودة العراق مستقبلاً إلى ما كان عليه في السابق».
وتحدث أودينيرو عن إمكانية تقسيم العراق قائلاً: «هذا الأمر يعود إلى المنطقة، وإلى الشخصيات السياسية والديبلوماسيين في رؤيتهم كيف يمكن لهذا الأمر أن يجري، ولكن هذا أمر يمكن أن يحصل، وقد يكون هو الحل الوحيد».
وحول الاستراتيجية الأميركية لقتال «داعش» في العراق، قال أوديرنو، إنه إذا لم يحرز الجيش الأميركي التقدم الذي يحتاجه في الأشهر القليلة المقبلة «فإن علينا على الأرجح النظر تماماً في نشر بعض الجنود مع القوات العراقية ومن ثم نرى إذا كان قد حدث تغير أم لا».
وجاءت تصريحات الجنرال الأميركي بعد يوم من إقرار البرلمان العراقي بالإجماع الإصلاحات التي كان رئيسا مجلس الوزراء العبادي ورئيس مجلس النواب سليم الجبوري، قد أعلنا عنها عقب تصاعد موجة الاحتجاجات الشعبية ضد الفساد المستشري في القطاع الحكومي، وذلك بعد دمجهما في حزمة واحدة.
من جهة أخرى، أعلنت الشرطة العراقية ومصادر طبية أن 77 شخصاً على الأقل استشهدوا وأصيب أكثر من 200 بانفجار شاحنة مفخخة أمس في سوق مزدحمة بحي مدينة الصدر في العاصمة العراقية بغداد.
وقال ضابط برتبة عقيد: «انفجرت شاحنة مفخخة قرابة الساعة السادسة بتوقيت بغداد صباح اليوم في سوق شعبية للبيع بالجملة في مدينة الصدر».
وأعلن تنظيم «داعش» مسؤوليتها عن الانفجار، وقال في بيان على الإنترنت إنه استهدف عناصر من الجيش وقوات الحشد الشعبي.
وقال ضابط برتبة عقيد إن «شاحنة مفخخة انفجرت قرابة الساعة السادسة صباح اليوم في سوق شعبية للبيع بالجملة في مدينة الصدر، ما ادى الى سقوط 33 شهيداً على الأقل و74 جريحاً».
وأكدت مصادر طبية في مستشفيات بغداد حصيلة ضحايا التفجير الذي يعد من الأكثر دموية في بغداد هذه السنة.
ووقع التفجير في ساعة ذروة في السوق، مع تجمع العديد من تجار الخضار والفاكهة.
وأدى التفجير الى دمار كبير في السوق لا سيما في الشاحنات المبردة الناقلة للخضار.
ويأتي التفجير في بغداد بعد يومين من تبني التنظيم تفجيرين انتحاريين في محافظة ديالى شمال شرقي العاصمة، اديا الى استشهاد 30 شخصاً على الاقل.
واستهدف التنظيم الإرهابي الشهر الماضي منطقة خان بني سعد في ديالى، بتفجير انتحاري ضخم في سوق شعبية، ما ادى الى مقتل 120 شخصاً على الأقل، في واحد من اكثر التفجيرات دموية منذ الاجتياح الاميركي للبلاد في العام 2003.
ويؤكد معتز أبو زيد، الصحافي المختص في الشأن الامني، أن ضحايا التفجير هم من جميع الملل العراقية ولا ينتمون إلى طائفة بعينها، وما حصل «يشبه إبادة كاملة للشعب العراقي».
وانعكس التفجير الذي هز شرق بغداد سياسياً بمطالبة نواب عن مدينة الصدر بتشكيل لجنة أمنية لمحاسبة المقصرين.
وعقب التفجير أعلن مجلس الوزراء عن تأجيل جلسته التي كانت مقررة أمس حتى إشعار آخر.
وتعليقاً على الهجوم الإرهابي قالت رئيسة كتلة التحالف الوطني الكردستاني في البرلمان العراقي آلاء الطالباني رأت أن «التفجيرات في العراق ناجمة عن ضعف في الجهاز الاستخباراتي» مضيفة أن «المشاكل السياسية بين الأطراف الداخلية تتسبب بحدوث خروق أمنية في العراق».
ودانت سورية بشدة الاعتداء الإرهابي الجبان الذي نفذه تنظيم داعش في سوق شعبي ببغداد. وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين في بيان، إن الجمهورية العربية السورية تدين بأشد العبارات الاعتداء الجبان الذي نفذه تنظيم داعش الإرهابي في سوق للخضار في مدينة الصدر وأسفر عن استشهاد عدد كبير من الأبرياء وإصابة العديد من الجرحى.
كما نددت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم بشدة بالتفجير الإرهابي الذي استهدف مدينة الصدر في بغداد.
وأعربت أفخم في تصريح لها عن القلق الشديد من «تصاعد مثل هذه الكوارث والجرائم الإرهابية في العراق» مشددة على ضرورة مكافحة الإرهاب في شكل مؤثر وعاجل على الصعيد الدولي.
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية من جهتها، أن موسكو تشجب التفجير الإرهابي في العاصمة العراقية وتجدد دعوتها إلى تنسيق الجهود الدولية والإقليمية لمكافحة الإرهاب.
وجاء في بيان للوزارة تعليقاً على التفجير الذي وقع أن «موسكو تدين بشدة هذا العمل اللاإنساني للمتطرفين». وأشار البيان إلى اقتناع موسكو بضرورة التصدي الفعال للإرهاب باعتباره شراً شاملاً يحتاج إلى تنسيق أوسع نطاقاً لجميع اللاعبين الإقليميين والدوليين.
على صعيد آخر، يستمر ضغط الشارع العراقي، على خلفية تذمر شعبي من سوء الخدمات وانتشار الفساد، فقد خرجت تظاهرات جديدة في مدينة القرنة بمحافظة البصرة جنوب العراق احتجاجاً على الفساد وتردي الخدمات مطالبين بإقالة أعضاء المجلس المحلي في المدينة.
وأحرق المتظاهرون إطارات في الشارع المقابل لمبنى قائممقامية القرنة، وتشهد محافظة البصرة منذ أسبوعين تظاهرات واعتصاماً أمام مبنى المحافظة احتجاجاً على تردي الخدمات وانقطاع الكهرباء، وللمطالبة بمحاسبة المفسدين.