المالكي يدعم إصلاحات العبادي ويندد بدعم السعودية للإرهاب

ندد رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي بدور المملكة السعودية في دعم المنظمات الارهابية والتكفيرية في المنطقة كتنظيم «داعش».

وقال المالكي، في تصريحات لمراسل «فارس» في مشهد شمال شرقي إيران أمس، خلال زيارته ايران، ان تنظيم داعش الارهابي ليس بهذا الحجم والقدرة في احتلال مناطق من العراق وسورية، الا ان الدعم الذي يتلقاه من دول في المنطقة وعلى رأسها السعودية لأغراض سياسية وتكفيرية وطائفية منحه القدرة وشجعه على القيام بهذه الجرائم.

واتهم المالكي تركيا بدعم تنظيم «داعش» في سورية بهدف اسقاط حكومة بشار الأسد والتوسع في شمال هذا البلد لأهداف توسعية وتأسيس دولة عثمانية جديدة.

ولفت الى ان العراق استطاع تحجيم دور «داعش» والسيطرة عليه وإعادة الحياة الطبيعية في الكثير من المدن، الا ان الهجمة الشرسة التي تعرضت لها سورية شاركت فيها معظم الدول العربية ودول غربية ومجلس الامن وسيطر فيها هذا التنظيم على عدد من المحافظات السورية والشريط الحدودي بين البلدين الممتد الى 600 كيلومتر.

وشدد المالكي على ان لا ضمان لمستقبل الامن في العراق من دون الحشد الشعبي، ودعا الى المزيد من تسليحه وتطويره، موضحا انه سيكون الجيش الرديف في العراق كما هو الحال مع الحرس الثوري في ايران في بداية تشكيله.

وأشار الى الاصلاحات التي قام بها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مؤخراً واكد دعمه لها، وقال: «ان العملية السياسية في العراق كانت بحاجة الى اجراء اصلاحات منذ البداية، حيث لم تكن الفرصة مواتية لذلك».

ميدانياً، تمكنت القوات العراقية، بعد مواجهات مع تنظيم «داعش»، من السيطرة على مناطق في محافظة صلاح الدين شمال ، والأنبار غرب ، بحسب مصادر عدة.

وأعلنت قيادة العمليات العراقية المشتركة تابعة لوزارة الدفاع بحسب «رأي اليوم»، عن تقدم قواتها بدعم من سلاح الجو، نحو المناطق التي تخضع لسيطرة مسلحي التنظيم الارهابي في سامراء، جنوب مدينة تكريت بمحافظة صلاح الدين.

وقالت القيادة في بيان صدر عنها، إن «القوات العسكرية عبرت الساتر الأول بعد اللاين خطوط أنابيب نفط ، ووصلت إلى الساتر الثاني، وكبدت العدو تنظيم داعش خسائر جسيمة»، مبينة أن «التقدم لا يزال مستمراً لتطهير القرى المحيطة بجزيرة سامراء كلها».

وأشارت إلى أن «العملية العسكرية تشارك فيها قوات من الجيش العراقي، والحشد الشعبي، والشرطة الاتحادية، وسرايا الدبابات والهاونات والمدفعية، وفوج من مكافحة الإرهاب، بإسناد من قبل طيران الجيش والقوة الجوية».

إلى ذلك، قال المتحدث الرسمي باسم الحشد الشعبي، إن عملية استعادة السيطرة على القرى في جزيرة سامراء يراد منها تأمين المنطقة الممتدة بين صلاح الدين والأنبار.

وقال المتحدث كريم النوري، إن «قواطع المسؤوليات في محافظتي صلاح الدين والأنبار، تشهدان معارك متواصلة وتقدماً للقطعات العراقية باتجاه معاقل تنظيم داعش»، مشيراً إلى أن «القوات الأمنية تتقدم وفق خطط أعدت مسبقاً في جزيرة سامراء، لتتلاقى مع القوات الموجودة حالياً في منشأة المثنى جنوب تكريت، وحتى الجسر الياباني غرب الفلوجة».

وقال حكمت سليمان، المتحدث باسم محافظ الأنبار، إن «القوات الأمنية من الجيش وجهاز مكافحة الإرهاب، استطاعت تحرير مديرية المرور العامة لمحافظة الأنبار، وحي الزيتون القريب منها، في منطقة الخمسة كيلو غرب الرمادي، بعد معارك أدت الى مقتل وإصابة العديد من عناصر تنظيم داعش».

وأضاف سليمان، أن «القوات الأمنية استطاعت التقدم من الجهة الغربية، والدخول إلى منطقة التأميم القريبة من مديرية مرور الأنبار»، لافتاً إلى أن «القوات الأمنية استطاعت أيضاً الدخول إلى منطقة الملعب جنوب الرمادي، والوصول إلى مشارف شارع 20 وسط الرمادي».

إلى ذلك، سيطر تنظيم «داعش» على مناطق واسعة من مدينة بيجي بمحافظة صلاح الدين العراقية بعد هجوم مباغت شنه التنظيم.

ووفق مصادر إعلامية، فقد سيطر التنظيم على نصف أحياء قضاء بيجي وجزء من مصفاتها النفطية. وقد عمد التنظيم إلى استخدام السيارات المفخخة في الهجوم الذي أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف القوات العراقية هناك.

هذا ولم يتبين سير المعارك الدائرة هناك حتى الآن، لكن وسائل إعلام محلية نقلت عن مسؤولين أمنيين قولهم إن القوات الأمنية تتقدم الآن على محاور عدة في بيجي وإن عشرات من مسلحي التنظيم قضوا خلال الاشتباكات.

وذكرت مصادر أمنية أن الأجهزة الأمنية العراقية أحكمت قبضتها في شكل تام على الطريق الرابط بين قضاء بيجي ومصفاة النفط شمال مدينة تكريت، بالإضافة إلى تطهير منطقة تل أبو جراد المحاذية للقضاء.

ونقلت وسائل إعلام عراقية عن «كتائب حزب الله» تأكيدها في بيان أنها تمكنت من تحرير تلة البوجراد، وفتح الطريق الرابط مع مصفى بيجي.

وكان الجيش العراقي قد أعلن عن مقتل 25 عنصراً من تنظيم «داعش» ، وتدمير خمس مركبات لهم في قضاء بيجي.

وأوضح الجيش في بيان أن قوات الجيش مدعومة بقوات الحشد الشعبي تمكنوا من قتل 25 عنصراً من التنظيم خلال معارك تحرير منطقة البوجراد.

كما أعلن الجيش العراقي أن طائرات التحالف الدولي قصفت أحد المقرات المهمة لـ«داعش» في قرية المكوك بجنوب الموصل، ما أسفر عن تصفية العشرات من عناصر التنظيم بينهم قياديان بارزان.

ويعتبر قضاء بيجي الواقع إلى الشمال من محافظة صلاح الدين والذي يبعد بنحو 210 كلم شمال بغداد منطقة استراتيجية وحيوية مهمة، بسبب قربه جغرافياً من مصفاة بيجي، كبرى مصافي النفط في العراق، كما يعد القضاء الذي يتوسط الطريق العام الرابط بين العاصمة بغداد ومدينة الموصل، نقطة التقاء مهمة وانطلاق بين ثلاث محافظات عراقية وهي صلاح الدين وكركوك ونينوى.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى