جامعة الدول العربية… لا جامعة ولا عربية
د. سمير صبّاغ
بالأمس القريب، أيّ في عام 2011، قرّرت الدول الغربية، وفي مقدّمها الولايات المتحدة الأميركية، إسقاط النظام الليبي، ايّ نظام معمر القذافي، الذي عقدت معه اتفاقاً مالياً كبيراً اعتبرت فيه قضية «لوكربي» الشهيرة بحكم المنتهية، ما يدلّ على مدى تنكّرها لتوقيعها على الاتفاقيات المعقودة معها.
أسقطت الولايات المتحدة الأميركية نظام معمر القذافي بالخديعة نفسها، إذ لجأت الى حلفائها من العرب والأوروبيين للقيام بتلك المهمة القذرة، وتحديداً جامعة الدول العربية الواقعة يومذاك تحت النفوذ القطري والخليجي عموماً وحتى اليوم ، والتي لم تتورّع عن الطلب رسمياً من الحلف الأطلسي ان يفعل ذلك ويسقط النظام الليبي بحجة حماية الشعب.
أما اليوم فبعد مرور ثلاثة أعوام على إسقاط النظام، مشرّعة الأبواب أمام فوضى خانقة أدّت الى سيطرة القوى الإرهابية المتطرفة على البلاد بأكملها تقريباً، فتمعن بشعبها قتلاً وذبحاً، ما جعله يطالب جامعة الدول العربية بمساعدته للتخلص من هذه القوى الشيطانية المدعومة أميركياً؟ ولكن هل تتجرأ الجامعة على مساعدته؟ وبالتالي الطلب من الحلف الأطلسي المدعوم أميركياً للقيام بذلك؟ بالطبع كلا لأنّ القوى الإرهابية المتطرفة داعش لم تكن لتتواجد في هذه البلاد لولا الدعم الأميركي نفسه المسهّل لـ«داعش»، إذ كيف لتلك الأسلحة ولأولئك المقاتلين أن يجدوا لهم مكاناً في البلاد؟
أغلب الظنّ أنها لن تفعل ذلك بسرعة. فقد جاء الردّ بالأمس بإحالة الموضوع الى أركان الجيوش العربية وبالتالي عدم تلبية حكومة الثني المعترف بها دولياً.
إنّ التباطؤ في وضع حدّ لحركة «داعش» من شأنه تنفيذ مشروع التقسيم الذي ترعاه أميركا للشرق العربي كما لمغربه. لذلك وجب على الدول الممتعضة من تباطؤ الجامعة مثل الأردن ومصر والإمارات أن تنسحب من الجامعة وتقوم بالمهمة وحدها لمنع المزيد من تقسيم ليبيا.
رئيس رابطة العروبة والتقدّم