أكثر من 50 شهيداً وعشرات الجرحى في تفجير انتحاري في القامشلي
تعيش سورية ماراتون بين المحور الداعي إلى تسوية سياسية في سورية ومحاصرة الارهاب، وهذا المحور تقوده روسيا وإيران. وبين محور تقوده الدول الداعمة للإرهاب بقيادة الولايات المتحدة و«إسرائيل» والسعودية وتركيا وقطر، وقد شكل التفجير الارهابي الدموي في مدينة القامشلي الذي تبناه «داعش» قمة الانحطاط الذي تعيشه دول المحور الثاني.
وفي سياق الحراك السياسي، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أمس أن موسكو بدأت الخطوات العملية لإعداد مؤتمر «جنيف 3» الخاص بالتسوية السورية.
وقال ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية والمبعوث الروسي إلى الشرق الأوسط وشمال افريقيا «يجب أن يدرك الجميع أن جنيف- 3 ليس لقاء منفصلا، بل عملية تفاوض ستتطلب توفر الإرادة السياسية والصبر والوقت. إننا نرى أن عقد مثل هذا المؤتمر يستحق دعمنا، ولذلك بدأنا الخطوات العملية للإعداد لجنيف- 3».
وتابع الدبلوماسي الروسي أن نتائج لقاءات المعارضة السورية في موسكو والقاهرة يجب أن تشكل قاعدة مشتركة لإجراء المفاوضات مع دمشق في إطار عملية «جنيف-3».
وأوضح أنه بالإضافة إلى المشاورات التي أجراها ممثلو المعارضة السورية «على مسار موسكو»، عقد لقاءان مثمران في القاهرة، ومشاورات في بروكسل وأستانا. وأردف «أما الآن، تولدت فكرة توحيد عمليات الحوار كافة، وتحديد المكان والموعد لكي يجتمع المشاركون في اللقاءات السابقة، معتمدين في مناقشاتهم الجديدة على نتائج لقاءات موسكو والقاهرة»، مشدداً على أن هذه القاعدة يجب أن تمثل الموقف المشترك للمعارضة السورية في المفاوضات المستقبلية مع دمشق.
كما توقع بوغدانوف أن تبدأ مجموعة الاتصال الدولية حول سورية التي اقترح المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا تشكيلها، العمل في تشرين الأول المقبل، مشيراً أن مهمة هذه المجموعة التي سيشارك اللاعبون الخارجيون فيها بضمان الطابع المستقر للمفاوضات بين الأطراف السورية، وفي تنسيق موقف اللاعبين الخارجيين من أجل التأثير على المفاوضين بصورة إيجابية وبناءة.
هذا وأكد المسؤول الروسي أن المبادرة الروسية الخاصة بتشكيل تحالف مناهض لتنظيم «داعش» الإرهابي تحظي بتأييد واسع في الغرب والشرق الأوسط على حد سواء، و قال «بشكل عام إننا نشعر بتأييد واسع لمبادرة الرئيس الروسي الخاصة بتشكيل جبهة دولية مناهضة للإرهاب لمواجهة «داعش» والتنظيمات الإرهابية الأخرى».
واعتبر بوغدانوف أن الغارات الجوية التي يوجها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة إلى مواقع «داعش» في العراق وسورية لا تأتي بأية نجاحات حاسمة في محاربة «داعش».
ولذلك تتعلق المبادرة الروسية ليس بتشكيل قوة مسلحة مشتركة أو استحداث قيادة عسكرية موحدة، بل يدور الحديث عن ضمان التنسيق بين جميع الأطراف الموجودة على الأرض وتهتم بالقضاء على التنظيم الإرهابي، بما في ذلك إقامة قنوات لتبادل المعلومات وتوزيع الأدوار في العمليات القتالية.
وفي سياق آخر، أکد رئیس مجلس الشوری الاسلامي علي لاریجاني علی استمرار المساعدات الانسانیة الایرانیة الی سوریة، وقال: ان التعاون بین طهران ودمشق في مجال تقدیم المساعدات الصحیة والطبیة یعتبر اجراء ایجابیا وان ایران تعتبر من واجبها دعم الاخوة في سوریة.
وافادت وكالة الانباء الايرانية ارنا ، ان لاریجاني قال خلال لقائه الاربعاء وزیر الصحة السوري نزار یازجي: ان الظروف في سوریة هي ظروف خاصة في الوقت الراهن ونامل بان نشهد انتصار سوریة حکومة وشعبا علی الجماعات الارهابیة.
من جانبه هنا وزیر الصحة السوري خلال اللقاء ایران بنجاحها في القضیة النوویة، قائلا: ان الشعب السوري یقدر دوما الدعم المعنوي الایراني ولن ینساه.
ميدانياً، أسفر تفجير ارهابي انتحاري بسيارة مفخخة استهدف دوار الصناعة وسط مدينة القامشلي في محافظة الحسكة السورية عن استشهاد اثنين وخمسين شخصاً و جرح أكثر من سبعين أخرين معظمهم من المدنيين.
التفجير الذي أعلن «داعش» مسؤوليته عنه، وقع بالقرب من محطة حافلات مكتظّة بالركاب، واستهدف مقرا لقوات الأمن الداخلي الكردية.
وأفادت مصادر محلية في القامشلي للأناضول، أن سيارة مخففة يقودها انتحاري استهدفت مقرا لـ«الأسايش» في الحي الشرقي من المدينة. وأوضحت أن احد عناصر «الأسايش» حاول منع السيارة المفخخة من التقدم باتجاه المبنى، قبل أن تنفجر وتودي بحياته مع الآخرين.
وأكدت المصادر أن عدد القتلى مرشح للزيادة بسبب خطورة إصابات بعض الجرحى، لافتين إلى أن أضراراً مادية كبيرة لحقت بالمباني في المنطقة المستهدفة.
وفي السياق، نفذت وحدات من الجيش والقوات المسلحة عملية عسكرية واسعة في سهل الغاب أحكمت فيها السيطرة على عدد من القرى والبلدات، فيما قضت وحدات أخرى من الجيش على 17 إرهابيا معظمهم من جنسيات أجنبية بريف اللاذقية الشمالي، وأوقعت وحدات الجيش العاملة في درعا قتلى في صفوف التنظيمات الإرهابية المرتبطة بالعدو الإسرائيلي، في وقت دمر فيه الطيران الحربي أوكارا لإرهابيي ما يسمى جيش الفتح في ريفي إدلب وحماة.