لن يقتلوا حبّ الحياة
فيصل عبد الساتر
الجريمة المروّعة التي أقدمت عليها عصابات «داعش» الإرهابية، بقتل مدير الآثار السابق في مدينة تدمر السورية، الشهيد خالد الأسعد، إنما تدلّ على أنّ هذه الجماعات الإجرامية تبرهن في الجريمة تلو الجريمة، أنّها عدوّ الإنسانية جمعاء، والحضارةَ أيّاً كان مصدرها.
وإذا كان ذنب الأسعد في هذه الجريمة أنّه يمتّ بِصلة إلى تدمر وحضارة زنوبيا، فإنّ ذلك يشكّل سبباً إضافياً لكي يتحرّك العالم بأسره من أجل إنقاذ الحضارة الإنسانية من أن تندثر كما الحاصل مع المحامين عنها أمثال الشهيد خالد الأسعد. ولا شكّ أنّ زنوبيا تسيل من عينيها الدماء حزناً على ما تراه يحصل على أرض إمبراطوريتها التي قهرت كلّ الغزاة الذين تعاقبوا على غزو سورية. فهم اندثروا وهي بقيت تصارع الصحراء بما تركته من أثر في الحياة الإنسانية.
أما آن لنا جميعاً في هذا الشرق، أن نتضافر لنقهر البرابرة والتتار الجدد؟ فتبقى سورية رغم أنف الطغاة الغلاة. ولن يستطيع أجد أن يعدم فينا ثقافة الحياة.
ولـ«داعش» نقول: إن من لا دين له ـ مجازاً ـ هو أفضل منكم بملايين المرّات، لأنكم تفترون على القيم والسماحة الدينية، لمجرّد أن تكونوا أحياء.
ولخالد الأسعد نقول: نم قرير العين أيها الشهيد، سينتصر لك الحق وستنتصر لك سورية العظيمة.
إعلامي ومحلّل سياسي