واشنطن تحث تركيا على القيام بدور أكبر في قتال «داعش»

في عدوان «اسرائيلي» جديد، استهدفت طائرات الاحتلال سيارة مدنية في قرية الكوم وسط الجولان السوري على بعد 50 متراً من سوق شعبي ما أدى الى استشهاد خمسة مدنيين وفق ما أعلن الجيش السوري.

الغارة أعلن عنها جيش العدو وفي بيان له أشار الى أنها استهدفت العناصر المسؤولين عن اطلاق الصورايخ امس باتجاه الاراضي المحتلة، وإلى أنها أدت الى مقتل اربعة اشخاص ينتمون الى حركة الجهاد الاسلامي وفق بيان الجيش «الاسرائيلي».

هذا وأشارت وسائل اعلام «اسرائيلية» إلى أن الغارة نفذت بعمق 15 كلم داخل الاراضي السورية.

وكان استشهد شخصٌ وأصيب سبعةٌ آخرون في الغارات التي نفذتها الطائرات الاسرائيلية على الفوج 137 التابع للواء تسعين في الجيش السوري في منطقة خان الشيح بغوطة دمشق، فيما تصدت مضادات الجيش السوري لها وفق ما قال مصدرٌ مسؤول.

وقال رئيس حكومة العدو «الاسرائيلية» بنيامين نتنياهو إن «على الدول التي تسارع الى ما وصفه بمعانقة إيران أن تعرف أن قائداً إيرانياً هو من يوفر الغطاء ويعطي التعليمات للخلية التي أطلقت النار على «إسرائيل».

وكان مجهولون أطلقوا أربعة صواريخ غراد من خراج بلدة خان أرنبة باتجاه الأراضي المحتلة وقد تم العثور على منصاتها. وقام جيش الاحتلال بقصف أهداف عدة بينها مبنى محافظة القنيطرة ومحيط قيادة اللواء تسعين ما أسفر عن إصابة جنديين وتدمير مدفع.

وفي السياق، طالب وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر من تركيا بضبط حدودها مع سورية والعراق لقطع الإمدادات عن تنظيم «داعش»، وبمشاركة أكبر في الحرب ضد التنظيم.

وأكد كارتر في مؤتمر صحافي عقده في «البنتاغون» أنه يجب على تركيا أن تشارك في شكل أكثر نشاطاً في الحرب ضد تنظيم «داعش»، موضحاً «نريد أن تعمل تركيا أكثر في مواجهة التنظيم».

وذكر الوزير الأميركي أن الحديث يدور بالدرجة الأولى حول فرض سيطرة على الحدود مع العراق وسورية التي عبرها تصل إلى الإرهابيين في هاتين الدولتين الإمدادات والمقاتلون.

وأشار إلى أن السلطات التركية وافقت من حيث المبدأ على المشاركة في العملية العسكرية الجوية التي تقوم بها الولايات المتحدة وحلفاؤها ضد تنظيم «داعش» وهي تدرس حالياً تفاصيل مشاركتها.

وقال كارتر إنه لا يعتقد أن الأتراك يتراجعون عن الانضمام إلى حملة القصف الجوي، مضيفاً «زعماؤهم أشاروا إلى أنه يجب القيام بهذا الدور… هذا جاء متأخراً لأنه مضى عام على بدء الحملة لكنهم يظهرون مساعي كبيرة الآن بما في ذلك السماح لنا باستخدام قواعدهم الجوية. ذلك مهم لكنه ليس كافياً» مشدداً أن «عليهم أن ينضموا الى منظومة الضربات الجوية وعليهم أن يعملوا في شكل أكبر للسيطرة على حدودهم».

ودافع وزير الدفاع الأميركي عن استراتيجية بلاده في مواجهة تنظيم «داعش» في سورية والعراق والتي تشمل تدريب قوات محلية ودعمها جواً قائلاً: «أنا واثق أننا سننجح في هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية وأن لدينا الاستراتيجية المناسبة. لكنها مهمة معقدة ليس فقط في العراق … بل أيضاً في سورية».

جاء ذلك في وقت لم تستبعد موسكو عقد لقاء بين وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، في حال سمحت بذلك أجندتهما.

واعتبرت ماريا زاخاروفا الناطقة الرسمية باسم الوزارة في تصريحات لها أمس أن كثافة اللقاءات بين الوزيرين باتت في الآونة الأخيرة قياسية، إذا قورنت بجدول مثل هذه اللقاءات طوال تاريخ العلاقات الثنائية بين البلدين.

وأضافت أن اللقاءات بين لافروف وكيري لم تعد تحمل طابعاً بروتوكولياً أو رمزياً، بل تتميز دائماً بجو عملي وبناء، حتى إذا عقدت في لحظات صعبة جداً بالنسبة للبلدين. وأردفت «علينا أن نشيد بشركائنا الأميركيين الذين يدركون أن حل العديد من القضايا الدولية المهمة يتعلق بهذه اللقاءات وبهذا الحوار، ولذلك يتعاملون معه بصورة مسؤولة»، وذلك على رغم أن العلاقات الثنائية ازدادت تعقيداً في الآونة الأخيرة، وأكدت الدبلوماسية أن ذلك ليس ذنب روسيا.

الى ذلك، أعرب وزير الخارجية السوري وليد المعلم عن ترحيب بلاده بأي مبادرة عربية لحل الأزمة فيها، ورجح أن مصر وإيران ستلعبان دوراً بناء في التسوية في سورية. وقال: «نفتح أيدينا لكل مبادرة عربية، فمن يطرق بابنا نقول له أهلاً وسهلاً، نحن شعب نسعى الى وقف سفك الدماء».

وأشار المعلم إلى أن دمشق تنظر بتفاؤل إلى الدور الذي تلعبه إيران في تسوية الأزمة في سورية، مضيفاً أن القاهرة يمكن أن تتصرف على هذا النحو أيضاً.

ورداً على سؤال حول تدهور العلاقات بين سورية ومصر والسعودية قال المعلم «إن هذا السؤال لا يوجه إلى وزير خارجية سورية، فهي التي كانت دائماً تدافع عن الهم العربي، بل يوجه إلى مصر والسعودية لماذا ابتعدوا عن سورية. ونحن نبارك ثورات مصر والإطاحة بالإخوان المسلمين وبالتصدي لإرهاب تنظيم «داعش» في سيناء».

وعن علاقة سورية بإيران وحزب الله اللبناني قال الوزير المعلم: «إن علاقتنا بإيران وحزب الله تقلق البعض بسبب موقفنا الموحد ضد إسرائيل»، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنه لا وجود لنفوذ إيراني في سورية، بل علاقة احترام متبادل، كما لا يوجد نفوذ روسي وصيني. والنفوذ فقط للشعب السوري.

يأتي ذلك في وقت ذكر فيه المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي أن مجموعة الاتصال بشأن تسوية الأزمة السورية لا تنوي حتى الآن دعوة إيران للمشاركة فيها.

وقال كيربي خلال مؤتمر صحافي «لم يتغير شيء في موقفنا، فسنواصل إجراء عملية المفاوضات مع المعارضة والقوى السياسية الأخرى في شأن عزل الأسد عن السلطة في سورية، من طريق سياسي».

وأضاف: «أما مجموعة الاتصال التي تضم الولايات المتحدة والسعودية وروسيا، فلا توجد عندنا نوايا بعد لدعوة إيران للمشاركة فيها»، مشيراً إلى أن الصراع في سورية سيتصدر أجندة الدورة القادمة للجمعية العامة للأمم المتحدة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى