روما يهدّد عرش «السيدة العجوز»… وسيناريو مكرّر بين برشلونة والملكي في المنافسة على اللقب
مع تعزيز صفوفه بصفقات قوية والاستعداد الرائع للموسم الجديد، يأمل روما في حرمان منافسه يوفنتوس من الاستمرار على عرش الدوري الإيطالي في الموسم الجديد الذي تنطلق فعالياته اليوم.
أنهى روما مسيرته في المسابقة بكل من الموسمين الماضيين في المركز الثاني خلف يوفنتوس ولكنه يتطلع هذا الموسم إلى الفوز بلقب المسابقة للمرة الأولى منذ 2001 وذلك بعدما عزّز الفريق صفوفه بخطّ هجوم جديد وقوي. وعندما يبدأ الفريق مسيرته في المسابقة اليوم في ضيافة فيرونا، سيعتمد هجومه على الثلاثي إدين دزيكو ومحمد صلاح وياغو فالك أملاً في الظهور بشكلٍ مغاير لما كان عليه هجوم الفريق في الموسم الماضي والذي شهد 54 هدفاً فقط في 38 مباراة خاضها الفريق في الدوري بفارق 18 هدفاً عن يوفنتوس الذي توّج باللقب وبفارق ستة أهداف أكثر من كالياري الذي هبط لدوري الدرجة الثانية في نهاية الموسم الماضي.
وعلى رغم بلوغه الثامنة والثلاثين من عمره، لا يزال فرانشيسكو توتي من العناصر المهمة في صفوف روما. وتبدو المباراة أمام فيرونا استعداداً جيداً وقوياً لروما قبل المباراة المرتقبة أمام يوفنتوس في المرحلة الثانية من المسابقة والتي تمثل فرصة جيدة ليختبر روما مدى التطور في مستواه وقدرته على مناطحة يوفنتوس والإطاحة به من فوق عرش الدوري الإيطالي.
واطمأنت جماهير روما كثيراً على فريقها عندما سجل البوسني دزيكو هدفين ليقود الفريق إلى الفوز 6-4 على إشبيلية الإسباني ودياً حيث تألق دزيكو الآتي من مانشستر سيتي الإنكليزي في هذه المباراة ليصبح مع المصري صلاح ثنائياً جيداً يحمل على عاتقه آمال روما. وربما عزز رودي غارسيا المدير الفني لروما هجوم فريقه هذا الصيف، لكنه لا يزال بحاجة إلى الاطمئنان على خط الدفاع.
وينتظر أن ينضم المدافع لوكاس دايني من باريس سان جيرمان الفرنسي إلى روما على سبيل الإعارة بعدما ضم روما المدافع أنطونيو رويدجر من شتوتغارت الألماني على سبيل الإعارة أيضاً.
في المقابل، شهد خط وسط يوفنتوس تغييرات هائلة هذا الصيف حيث رحل التشيلي آرتورو فيدال إلى بايرن ميونيخ الألماني وانتقل المخضرم أندريا بيرلو إلى نيويورك سيتي الأميركي إضافةً إلى رحيل مهاجمه الأرجنتيني كارلوس تيفيز لصفوف بوكا جونيورز الأرجنتيني بعدما سجل 50 هدفاً لفريق السيدة العجوز في الموسمين الماضيين. ويفتقد يوفنتوس جهود كل من جورجيو كيليني وأندريا بارزالي وألفارو موراتا والوافد الجديد الألماني سامي خضيرة في بداية الموسم الجديد بسبب الإصابة. ولكن ما يطمئن آليغري هو نجاح لاعبيه الجديدين الكرواتي ماريو ماندزوكيتش والأرجنتيني باولو ديبالا في هز الشباك خلال المباراة التي تغلب فيها يوفنتوس على لاتسيو 2-0 في كأس السوبر الإيطالي في الثامن من الشهر الجاري. كما شاهد أنصار الفريق النجم الفرنسي الموهوب بول بوغبا يحكم سيطرته على وسط الملعب بعدما ارتدى القميص رقم 10 الذي كان في الماضي لنجوم بارزين مثل أليساندرو دل بييرو وتيفيز.
ويسعى إنتر ميلان وجاره ميلان إلى الظهور بشكلٍ مغاير في الموسم الجديد عما كانا عليه في المواسم القليلة الماضية حيث يتطلع الفريقان لتحسين مسستواهما وموقعيهما في جدول المسابقة بعدما أنهيا الموسم الماضي في المركزين الثامن والعاشر على الترتيب ليغيبا مجدداً عن البطولات الأوروبية في الموسم الجاري.
وفي المقابل، قد يعاني لاتسيو ويواجه صعوبات في تكرار ما حققه في الموسم الماضي عندما حلّ ثالثاً خلف يوفنتوس وروما. كما ينتظر أن يواجه الثلاثي الصاعد لدوري الدرجة الأولى هذا الموسم والمكوّن من كاربي وفروسينوني وبولونيا صعوبات هائلة علماً بأن بولونيا هو الوحيد من هذه الفرق الذي يمتلك الخبرة بدوري الأضواء.
الدوري الإسباني
سيبقى برشلونة وريال مدريد أقوى مرشّحين لإحراز لقب الدوري الإسباني في سيناريو متكرر للسنوات الماضية، وذلك بعد فترة انتقالات هادئة للطرفين لم تغير كثيراً من موازين القوى. وسيطر الفريقان على لقب الدوري في العقد الأخير، وأفلت منهما اللقب مرة واحدة لمصلحة أتلتيكو مدريد. وستنقلب الآية هذا الموسم، إذ يرغب ريال مدريد بالثأر من برشلونة المتوّج الموسم الماضي.
الفريقان ودعا أيقونتين تركتا بصمات عديدة في مشوارهما خلال السنوات الـ15 الأخيرة، برشلونة لاعب وسطه تشافي هرنانديز المنتقل إلى السد القطري، وريال حارسه إيكر كاسياس الراحل إلى بورتو البرتغالي.
لكن بعد الصفقات المليونية في السنتين الأخيرتين، عندما ضم برشلونة البرازيلي نيمار والأوروغوياني لويس سواريز وريال مدريد الوايلزي غاريث بايل والكولومبي جيمس رودريغيز، اكتفى الأول صاحب ثلاثية الموسم الماضي بضمّ لاعب الوسط التركي أردا توران من أتلتيكو والظهير أليكس فيدال من إشبيلية مقابل نحو 60 مليون يورو، لكنهما لن يتمكنا من المشاركة في صفوفه حتى السنة الجديدة بسبب العقوبة على الفريق الكتالوني لتعاقده مع لاعبين قاصرين.
ووقع اللاعبان قبل الحدث الإداري الكبير في النادي الصيف الجاري، الذي شهد إعادة انتخاب جوسيب بارتوميو رئيساً للنادي على حساب الرئيس السابق جوان لابورتا والذي حقق الفريق في عهده سداسية تاريخية مع المدرب جوسيب غوارديولا. وجدد الفريق لمدربه لويس إنريكي والظهير البرازيلي داني آلفيش، وحصل على استقرار إداري في ظل انتخاب بارتوميو لـ6 سنوات مقبلة.
ويعوّل برشلونة، الذي يحلّ على أتلتيك بلباو يوم غدٍ، على الثلاثي الأرجنتيني ليونيل ميسي، أفضل لاعب في العالم 4 مرات والقريب جداً من الخامسة، البرازيلي نيمار والأوروغوياني سواريز. فقد سجل الثلاثي بمفرده 122 هدفاً الموسم الماضي في طريقه إلى إحراز لقب الأبطال بالإضافة إلى ثنائية الدوري والكأس محلياً.
ولم تكن بداية برشلونة ممتعة هذا الموسم، فعلى رغم تتويجه بلقب الكأس السوبر الأوروبية أمام مواطنه إشبيلية 5-4 بعد التمديد عندما أهدر تقدمه 4-1، فإن هشاشته الدفاعية كانت واضحة في ذهاب الكأس السوبر المحلية أمام أتلتيك بلباو 0-4 قبل تعادلهما إياباً 1-1 وفقدانه اللقب.
لم يعزّز برشلونة، المتوّج 5 مرات في آخر 7 سنوات، دفاعه الذي ستتفاقم معاناته في ظل إيقاف جيرار بيكيه 4 مباريات لتوجيهه إهانات لاذعة لحكم المباراة المساعد في لقاء بلباو الأخير في السوبر. وفي ظل رحيل تشافي، اختار لاعبو برشلونة لاعب الوسط الدولي أندرييس إنييستا لحمل شارة القائد فيما سيكون ميسي قائداً بديلاً، ولاعب الوسط سيرخيو بوسكيتس قائداً ثالثاً والمدافع الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو قائداً رابعاً. وأمضى إنييستا 14 موسماً مع برشلونة فيما خاض ميسي 12 موسماً حتى الآن.
في الطرف المقابل، كان صيف ريال، الذي يحلّ على سبورتينغ خيخون الأحد أيضاً، هادئاً مع تعيين رافاييل بينيتز خلفاً للإيطالي أنشيلوتي، ولم يعقد رئيس النادي فلورنتينو بيريز أي صفقة فلكية هذا الموسم، واكتفى بضم لاعب الوسط الكرواتي الشاب ماتيو كوفاسيتش من إنتر ميلان الإيطالي في صفقة ترواحت بين 30 و35 مليون يورو، الظهير البرازيلي دانيلو من بورتو البرتغالي، لاعب الوسط الهجومي ماركو إسينسيو من ريال مايوركا، الجناح لوكاس فاسكيز والحارس كيكو كاسيا من إسبانيول. وكان ريال سجل عودة البرازيلي كاسيميرو من بورتو والروسي دنيس تشيريشيف من فياريال.
وخلافاً لبرشلونة، فقد وجد الفريق الملكي استقراراً دفاعياً، لكن نجاعته الهجومية لا تزال مفقودة على رغم جاهزية الثلاثي البرتغالي كريستيانو رونالدو، الوايلزي غاريث بايل والفرنسي كريم بنزيمة. ومدّد ريال عقد مدافعه الدولي سيرخيو راموس حتى 2020، منهياً بذلك جدالاً كبيراً حول مستقبله بعد اهتمام مانشستر يونايتد الإنكليزي به. وكان عقد راموس 29 سنة و128 مباراة دولية ينتهي في 2017.
وكان المدافع الدولي انتقد قرار إقالة أنشيلوتي من منصبه في نهاية الموسم الماضي بعد أأن فشل خلاله في قيادة الفريق إلى أي لقب، علماً بأنه قاده إلى لقبه العاشر في دوري أبطال أوروبا في الموسم قبل الماضي. وكثر الحديث في الأيام الماضية عن صفقة انتقال الحارس الإسباني دافيد دي خيا من مانشستر يونايتد إلى ريال مدريد، واتجاه معاكس لراموس من مدريد إلى مانشستر، لكن الفريق الإسباني منح الحارس الكوستاريكي كيلور نافاس القميص رقم 1 في مؤشر على فشل المفاوضات المتعلقة بدي خيا.
خارج الثنائية المعهودة، يبرز أتلتيكو مدريد كمنافس رئيس على الصدارة، لكن كما العادة تخلى عن أبرز لاعبيه فرحل المهاجم الكرواتي ماريو مانزوكيتش إلى يوفنتوس، والمدافع البرازيلي غواو ميراندا إلى إنتر ميلان والتركي توران إلى برشلونة، فيما استقدم المدرب الأرجنتيني الطموح دييغو سيميوني وجوهاً واعدة على غرار المهاجم الكولومبي جاكسون مارتينيز من بورتو، الأرجنتيني لوسيانو فييتو من فياريال والفرنسي يانيك فيريرا كاراسكو من موناكو.
ويأمل فريق العاصمة، الذي يستقبل لاس بالماس السبت، مواصلة تألق مهاجمه الفرنسي الدولي أنطوان غريزمان 22 هدفاً في الدوري الموسم الماضي آملاً استعادة فرناندو توريس مستوياته السابقة، ليكرر مفاجأة 2014 عندما انتزع اللقب. وكشف توريس أنه مستعد لتقديم حياته من أجل الفوز بلقب الدوري. ولم يحرز توريس لقب الدوري المحلي في 13 سنة خلال احترافه مع أتلتيكو أو ليفربول وتشلسي الإنكليزيين، على رغم فوزه بلقبي دوري أبطال أوروبا وكأس إنكلترا في 2012 بالإضافة إلى كأس العالم وكأس أوروبا مع منتخب بلاده.
وللمرة الأولى في تاريخ دوري الأبطال، سيكون ممكناً لإسبانيا أن تتمثل بخمسة أندية بحال تخطي فالنسيا موناكو الفرنسي 3-1 ذهاباً الأربعاء في الدور الفاصل. فمع تأهل برشلونة وريال وأتلتيكو مدريد أول ثلاثة في الدوري الأخير، وتتويج إشبيلية بلقب الدوري الأوروبي، قد ينضم فالنسيا ليشكل مع مواطنيه الأربعة قوة ضاربة.
ومن الفرق المرشحة للمنافسة على المراكز الأوروبية، أتلتيك بلباو المنتشي من التتويج بلقب الكأس السوبر، فياريال أو حتى ريال سوسييداد.