ماذا بعد الزبداني؟؟
عمر معربوني
أخطر المخطّطات التي استهدفت سورية، وهو مخطّط ربط القلمون بحرمون على وشك الانهيار والاندثار بعد أن كان يعوّل عليه كمخطّط رئيسي في إسقاط سورية والسيطرة عليها من قبل الجماعات المسلّحة.
مخطّط أكبر بكثير من حجم وقدرة هذه الجماعات، حيث كان لأميركا والسعودية وقطر وتركيا و»إسرائيل» الدور الرئيسي في تشكيل غرف العمليات المركزية، ووضع الخطط اللازمة والشروع في تحشيد وتدريب وتسليح وقيادة عمليّات الجماعات المسلّحة.
حتى 27 أيار 2013 تاريخ تحرير القصير، كنا أمام مشهد مختلف عن المشهد الحالي، فالجماعات المسلّحة تسيطر على مساحات كبيرة وحسّاسة في أرياف حمص والقلمون والضغط العسكري على العاصمة دمشق في وجه والجيش العربي السوري في وضع دفاعي معقّد استلزم الكثير من الجرأة والشجاعة في تقدير الموقف واتخاذ القرارات. وكان التحدي الكبير هو الإبقاء على الوحدات العسكرية بوضع التماسك، وإبقائها في أعلى حالات الجهوزية بعد أن تلقّت ضربات كبيرة في أكثر من مكان كان الهدف الرئيسي منها تشتيت قوّة الجيش والتأثير في معنوياته وضرب إرادة القتال لدى ضباطه وجنوده من خلال عمليات عسكرية بالتوازي مع حرب إعلامية نفسية ما زالت تعمل حتى اللحظة وتغيّر من أنماطها بشكل دائم.
تحرير القصير كان بعد معركة تحرير باب عمرو في مدينة حمص باكورة مرحلة عمليات الهجوم المضّاد، حيث شكّلت معركة القصير حينها تحوّلاً كبيرًا في خرائط السيطرة وأسّست لسلسلة من العمليات في أرياف حمص انتهت في تحرير قلعة الحصن في نفس الوقت الذي كانت تعمل فيه وحدات أخرى من الجيش العربي السوري والمقاومة على تحرير بلدات القلمون. كان لتحرير يبرود وقع الصاعقة على مخططي الهجمة والجماعات المسلّحة، حيث بدأوا يدركون جميعًا أنّ تحولاً استراتيجيًا قد حصل، فتم دفع الجماعات المسلّحة إلى أعالي الجرود وحصرها ضمن ممرات مسيطرعليها بالنار.