أهداف الاعتداء «الاسرائيلي» الجديد على سورية
حميدي العبدالله
واضح وبمعزل عن الجهة التي أطلقت الصواريخ على الجليل أنّ العدو الصهيوني استغلّ ووظف هذه العملية لتحقيق أهداف تداعب مخيّلة راسمي سياساته واستراتيجياته السياسية والعسكرية. ومن بين هذه الأهداف:
أولاً، تقديم الدعم للمجموعات الإرهابية التي تواجه ضغوطاً كبيرة من الجيش السوري والقوى المؤازرة له على كلّ الجبهات بعد ان استعاد الجيش وحلفاؤه المبادرة في سهل الغاب وصدّ الهجمات على الجبهة الجنوبية وعلى جبهات حلب والتقدّم الكبير على جبهة الزبداني. وأكدت تجارب الاعتداءات الإسرائيلية على سورية على امتداد سنوات الحرب أنّ العدو الإسرائيلي يشنّ اعتداءات على مواقع الجيش السوري لرفع معنويات المسلحين وشدّ أزرهم ومحاولة تأخير لحظة انهيارهم, وإلا فما الهدف من استهداف مواقع الجيش في خان الشيح والهجمات التي بدأتها الجماعات المسلحة بالتزامن مع غارات الطيران المعادي في تلك المنطقة.
ثانياً، يندرج الاعتداء الجديد في سياق سعي العدو الصهيوني إلى عرقلة التصديق على الاتفاق النووي الإيراني، بدليل انّ حكومة العدو بعد إلصاق تهمة الصواريخ بإيران بدأت حملة سياسية وإعلامية للربط بين الاتفاق النووي وبين إطلاق الصواريخ على الجليل.
ثالثا، تسعى تل أبيب لقياس ردّ فعل منظومة المقاومة والممانعة، لا سيما بعد توقيع الاتفاق النووي لمعرفة ما اذا كان الحرص على التصديق على الاتفاق قد يدفع منظومة المقاومة إلى السكوت على الاعتداء، وتجاهل ايّ ردّ قد يؤثر سلباً ويتيح فرصة لرفع مستوى الدعم الذي تقدّمه تل ابيب للجماعات الإرهابية المسلحة بما يفضي الى اطالة أمد حرب الاستنزاف.
أما اتهام العدو الصهيوني لحركة الجهاد الإسلامي وزجّ اسمها لأول مرة فإنه يسعى الى تحقيق هدف مزدوج، فمن جهة الزعم بأنها متورّطة في الصراع الدائر في سورية، ومن جهة أخرى توظيف هذا الاتهام للضغط على الجهاد لتغيير موقفها المعارض لسعي حركة حماس إنهاء الصراع مع العدو الصهيوني بذريعة الهدنة الدائمة التي تشبه الهدنة التي عقدتها الأنظمة العربية عام1949 مع العدو الصهيوني.
على أيّ حال الكرة الآن في مرمى منظومة المقاومة والممانعة وبالتأكيد سيكون هناك ردّ رادعٌ يتناسب وحجم الاعتداء ويردّ الاعتبار لمعادلة الردع القائمة قبل الاعتداء.