حرب اليمن: السعوديون يخسرون أباتشي و3 دبابات والإمارات 4 هامر دولة غزة: مشعل يعترف بالمفاوضات مع «إسرائيل»… وتقدّم لحلّ طويل الأمد
كتب المحرر السياسي
بينما تصعّد «إسرائيل» على جبهة الجولان استدراكاً منها للتسلسل الذي يحكم القضاء على «جبهة النصرة» جغرافياً من الزبداني إلى القنيطرة، وسعياً إلى ترجمة تحذيرها للسعودية من أي مساع تسووية بتأكيد إمساكها بورقة الجماعات المسلحة جنوب سورية، وتقديم الدعم والمساندة لها بما لا يستطيعه سواها، كانت التطورات اليمنية تحاصر السعودية والإمارات وسط حرب استنزاف بدأها الجيش اليمني واللجان الشعبية، بعدما قرّر «أنصار الله» تبديل تكتيكات المواجهة من الامتصاص إلى الردع، فأسقطت الدفاعات الجوية اليمنية أول طائرة أباتشي سعودية وقتل طاقمها، بينما دمّرت وحدات صواريخ الكورنيت أربع دبابات سعودية وثلاث سيارات هامر إماراتية على مداخل محافظة ابين.
وسط خلط الأوراق الواضح الذي تشهده المنطقة بسرعة، ويسعى الجميع فيه إلى إمساك المزيد من أوراق القوة، بدا أنّ التعاون التركي ـ «الإسرائيلي» بجعل غزة الدولة الفلسطينية البديلة والوحيدة، قد قطع شوطاً مهما، باعتراف رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل بتقدّم هذه المفاوضات تحت عنوان مقوّمات الدولة من مرفأ ومطار ومعابر مقابل وقف المقاومة لمدة طويلة قالت مصادر فلسطينية إنها تمتدّ إلى خمس وعشرين سنة، وقال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، خالد مشعل، إنّ «الحركة والإسرائيليين يشاركون في مناقشات غير مباشرة حول وقف إطلاق نار محتمل»، كاشفاً أنّ «هذه المناقشات تبدو إيجابية، لكن حتى الآن لم نصل إلى اتفاق». وأوضح مشعل أنّ «أحد الوسطاء في المفاوضات بين الجانبين هو رئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير»، لافتاً إلى أن «المقترحات التي طرحت خلال المناقشات تضمّنت أشكالاً مختلفة من وقف إطلاق النار والهدنة التي من شأنها أن تمتدّ لسنوات من الناحية النظرية، كما تطرقت إلى المشاكل التي يعاني منها القطاع، وهي: الإعمار ورفع الحصار وفتح المعابر، ومشكلة الخمسين ألف موظف، والميناء والمطار، وأخيراً البُنى التحتية من مياه وكهرباء وطرق».
لبنانياً تبدو آفاق انفراج تتمثل بالنجاح في إحداث الاختراق المنتظر لعقد الدورة الاستثنائية للمجلس النيابي كحاجة مزدوجة لتمرير القروض والهبات التي تنتظر تشريعاً نيابياً، واختبار فرصة مرور قانون تمديد سنّ التقاعد للضباط أو لبعض رتبهم من عميد وما فوق، لتأمين معادلة التوازن بين التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي وبقاء العميد شامل روكز وعدد من زملائه المرشحين لتولي منصب قائد الجيش من بعده في الخدمة إلى ما بعد تسريحه.
اتجاه لعقد جلسة حكومية الخميس المقبل
أقفل الأسبوع السياسي على استمرار العقدة الحكومية على رغم ترجيح توجه رئيس الحكومة تمام سلام إلى الدعوة لعقد جلسة لمجلس الوزراء
الخميس المقبل، على جدول أعمالها 4 بنود تتعلق بالنفايات إذا أعلنت نتائج المناقصات يوم الثلاثاء المقبل، رواتب الموظفين، الهبات الدولية، والقروض. ورجح وزير الإعلام رمزي جريج في حديث إلى «البناء» أن يدعو سلام إلى جلسة لمجلس الوزراء الخميس المقبل بناءً على مؤشرات عدة تتطلب عقدها اليوم قبل الغد، نتيجة لوجود قضايا ملحة وضرورية تتعلق بمصالح المواطنين وتسيير شؤونهم».
وأشار جريج إلى اتصالات تتمّ بين أطراف عدة ربما تؤدّي إلى نتيجة في وقتٍ قريب، موضحاً أنّ المشاركة الحقيقية للمسيحيين في السلطة تتحقق بتطبيق الدستور وتبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية».
ولفت جريج إلى أنّ هناك مرسوماً في مجلس الوزراء لفتح دورة استثنائية للمجلس النيابي، لكن لم يكتمل عدد الوزراء المطلوب ليوقعوا على هذا المرسوم.
وجدّد جريج موقف حزب الكتائب من هذا الموضوع، وقال: «حزب الكتائب يعتبر أنّ المجلس النيابي في ظلّ الشغور الرئاسي هيئة ناخبة وليست مشرّعة، لكن إذا توصلت الأطراف إلى تسوية وتأمّنت الأكثرية المطلوبة المؤيدة في المجلس لهذا المشروع عندها سندلي بموقفنا الذي يمليه علينا الحسّ الوطني، لكن لن نقف حجر عثرة ولن نعارض في الشارع إذا لم يتمّ الأخذ برأينا بل نخضع للممارسة الديمقراطية».
اتصالات على خط الرابية – عين التينة – المصيطبة
وأكدت مصادر قيادية في التيار الوطني الحر لـ«البناء» أنّ التيار أوقف تحركاته الشعبية وتصعيده بعد أن استجدّت حركة تفاوض مع التيار الذي أعلن استعداده إعطاء فرصة للتسوية». ولفتت المصادر إلى «أنّ العودة إلى مجلس الوزراء تتطلب العودة من الرئيس سلام إلى النهج الدستوري الذي يحكم الجلسات ووضع حدّ لمخالفة الدستور».
وأكدت المصادر أنّ اتصالات تحصل على خط الرابية -عين التينة عبر طرف ثالث وعلى خط الرابية – المصيطبة عبر بعض الوزراء، في ظلّ تمسك التيار بأنّ قرار تأجيل التسريح لبعض القادة الأمنيين والعسكريين مخالفة أساسية للقوانين والدستور.
وأضافت المصادر: «أن محور الاتصالات يدور حول استكمال بحث مبادرة المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم الذي زار الرابية مؤخراً، كما أنّ قرار تأجيل التسريح يحتاج إلى قوننة وإلى تدبير يشمل كلّ أصحاب الحقوق وليس على قاعدة «ابن الست وابن الجارية»، بالتالي القانون يحتاج إلى المجلس النيابي الذي يحتاج إلى فتح دورة استثنائية ما يفتح سكة النقاش مع الرئيس نبيه بري محورها تفعيل العمل التشريعي، لكن يجب الاتفاق على المواضيع الملحة التي تدخل ضمن تشريع الضرورة والتي تؤمّن الشراكة الحقيقية.
«نوافق في إطار تشريع الضرورة»
وسط هذه الأجواء تتجه الأنظار إلى عقد جلسة لمجلس النواب قبل بدء العقد العادي في 21 تشرين الأول. وجدد التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية موقفهما المؤيد لفتح الدورة الاستثنائية للمجلس النيابي وانعقاد جلسات تشريعية إنما تحت إطار «تشريع الضرورة».
واستقبل رئيس حزب «القوات» سمير جعجع في معراب أمس النائب إبراهيم كنعان موفداً من رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون. وأشار كنعان بعد اللقاء إلى أن موقف التيار و«القوات» واضح لجهة ضرورة تفعيل عمل مجلس النواب، و«نحن مع فتح المجلس النيابي وانعقاد جلسات تشريعية إنما تحت إطار تشريع الضرورة، باعتبار أنّ الشغور الرئاسي يحتم علينا التعامل مع التشريع في شكلٍ استثنائي».
وأوضحت مصادر التيار الوطني الحر لـ«البناء» أنّ «التيار» و«القوات» لن يوافقا على فتح الدورة الاستثنائية للمجلس النيابي إلا بتضمين جدول الأعمال بندي قانون الانتخاب وقانون استعادة الجنسية».
ملف النفايات إلى مزيد من التأزم
على صعيد آخر من المرجح أن يشهد ملف النفايات مزيداً من التأزم في الساعات المقبلة التي تسبق موعد إعلان المناقصات لا سيما في بيروت والضواحي، بعدما تردّد أنّ شركة سوكلين ستوقف عمليات الجمع والكنس ونقل النفايات.
وقال مصدر وزاري لـ«البناء» إنّ غضب وصرخة المواطنين في ملف النفايات محقة وعلى الحكومة تحمّل مسؤوليتها والاجتماع بصورة مستمرة لحلّ هذه الكارثة البيئية والصحية.
وأضاف المصدر: إنّ العقدة التي أدّت إلى تأجيل فضّ العروض إلى الثلاثاء المقبل هي بعض الشكليات، حيث لم تتوافر شركة استشارية لإبداء رأيها في بعض العروض.
وشدّد المصدر على أنه حتى ولو أسند التلزيم إلى شركة معينة فقد تحتاج إلى وقتٍ لتبدأ عملها وتجد المطامر، لذلك في هذه المرحلة الانتقالية البحث جارٍ الآن حول إيداع النفايات في مكبات موقتة ريثما تبدأ الشركة المتعهدة عملها.
ودعا المصدر الحكومة إلى أن تمارس سلطتها بإيجاد المكبات، إلا أنه اعتبر أنّ أزمة النفايات ليست مستجدة بل قديمة، لذلك على رغم مسؤولية بعض الوزراء إلا أنهم لا يتحمّلون المسؤولية وحدهم لأنهم لم يكونوا وزراء حينها.
توقيف لبناني حاول السفر للالتحاق بـ«داعش»
أمنياً، يتابع الأمن العام تحقيق الإنجازات النوعية على صعيد مكافحة الإرهاب، فبعد إلقاء القبض على أحمد الأسير في مطار بيروت الدولي، ألقى الأمن العام القبض على اللبناني ع.ح أثناء محاولته السفر إلى تركيا للالتحاق بتنظيم «داعش والقتال في صفوفه. واعترف انه أقدم على هذا العمل بتسهيل من اللبناني س.أ وتشجيع من اللبنانيين ي.ح و ع.ح اللذين يقاتلان حالياً في سورية إلى جانب التنظيم المذكور».
واستمرت التحقيقات مع الأسير في مديرية المخابرات في الجيش كونه المعنيّ الأول في الملف بعد أن تسلّمه من الأمن العام منذ يومين، وتوالت اعترافات الأسير التي تمحورت حول مسؤوليته ومناصريه في التخطيط لعددٍ من العمليات الإرهابية والجهات التي دعمته وموّلته وغطته.