الناتو يطلق مناورات «ضربة السيف» في دول البلطيق
انطلقت يوم أمس في دول البلطيق مناورات «ضربة السيف» العسكرية الدولية التي تشارك فيها القوات البرية والجوية لكل من لاتفيا وليتوانيا واستونيا وكندا والدنمارك وفنلندا والنرويج وبريطانيا والولايات المتحدة، الاعضاء في حلف الناتو، حيث بلغ عدد الأفراد والمعدات العسكرية المشاركة فيها 4.7 آلاف عسكري، وما يزيد على 800 قطعة من الآليات الحربية.
وقال الناطق باسم وزارة الدفاع اللاتفية: «إن تلك المناورات هي أكبر التدريبات العسكرية بالنسبة للبلاد منذ انضمام لاتفيا إلى حلف شمال الأطلسي، حيث حضر مراسم انطلاقها وزير الدفاع اللاتفي رايموندس غراوبه وضباط ممثلون عن الدول التسع المشاركة في المناورات. وشهدت قاعدة « آداجي» اللاتفية حيث أقيمت مراسم إطلاق المناورات تحليق قاذفة «بي 52» الاستراتيجية الأميركية.
وفي هذا السياق، أعلنت موسكو على لسان النائب الأول لوزير خارجيتها فلاديمير تيتوف أن روسيا تعتبر تعزيز الوجود العسكري للناتو بالقرب من حدودها إظهارا لنوايا عدائية، مشيراً إلى أن نشر قوات إضافية للحلف في وسط أوروبا وشرقها يعتبر من وجهة النظر الروسية «انتهاكاً سافراً لبنود الوثيقة المؤسسة حول العلاقات المتبادلة بين روسيا والناتو» المؤرخة في عام 1997، وأضاف قائلاً: «بالطبع لا يمكن أن نتغاضى عن عسكرة الدول المحيطة بنا، وسنضطر لاتخاذ جميع الخطوات السياسية والفنية والعسكرية اللازمة لضمان أمننا».
وبحسب تيتوف فإن الوضع حول أوكرانيا أظهر مدى أزمة نظام الأمن في المنطقة الأوروبية الأطلسية.
وأضاف: «على غرار تصرفاته أثناء أحداث آب 2008 جنوب القوقاز يقوم الناتو بإحداث مشكلات إضافية بدلاً من المساعدة في حلها. إن تعزيز مهمة الحلف في متابعة الأوضاع في دول البلطيق وتكثيف وجوده العسكري في بلدان وسط أوروبا وشرقها، وفي مياه بحر البلطيق والبحر الأسود، وتنشيط التدريبات العسكرية قرب الحدود الروسية، واستخدام طائرات نظام المراقبة والتحكم والإنذار المبكر «أواكس» بطول الحدود الأوكرانية. ليس كل ذلك سوى عناصر إضافية من التوتر في وضع شديد التعقيد».
و أشار تيتوف إلى أن محاولات البحث عن دور جديد لحلف شمال الأطلسي في ردع الخطر الآتي من الشرق، من شأنها أن تلغي ثمار سنوات طويلة من الجهود المبذولة لتعزيز الثقة في المجال العسكري وتؤدي إلى تصعيد التوتر وسباق التسلح، الأمر الذي يحمل في طياته خسائر جدية لجميع الدول الأوروبية الأطلسية.
وفي سياق متصل، أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن الكرملين لا يزال ينطلق من أن تنفيذ صفقة شراء روسيا لسفينتين عسكريتين فرنسيتين من نوع «ميسترال» يجرى بحسب الجدول المقرر.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن عشية زيارته إلى باريس الأسبوع الماضي أنه في حالة نجاح صفقة «ميسترال» فإن روسيا مستعدة للقيام بحجوزات جديدة من فرنسا. وفي باريس بحث بوتين العلاقات بين البلدين مع نظيره الفرنسي فرانسوا هولاند، من دون أن يدلي الرئيسان بأي تصريحات صحافية بعد اللقاء.
إلى ذلك، أكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الجمعة الماضي أن بلاده تعتزم تنفيذ التزاماتها الخاصة بتسليم روسيا حاملتي المروحيات من نوع «ميسترال»، مضيفاً أن الاتفاقية في هذا الشأن جرى توقيعها في حزيران عام 2011، وتم تسديد قيمة غالبية بنودها.
وتبلغ القيمة الإجمالية لحاملتي المروحيات من طراز «ميسترال» 1.12 مليار يورو. وقد انطلقت عام 2012 عملية بناء السفينة الأولى «فلاديفوستوك» التي من المفترض أن تسلم إلى الجانب الروسي نهاية العام الحالي، أما الثانية «سيفاستوبول» فسيتم تسليمها عام 2015.