هل بدأت السعودية تدفع ثمن حربها على اليمن؟

ناديا شحادة

الغطرسة السعودية التي أدخلتها في حرب لم تحسب نتائجها مسبقاً وانما كانت قراراً متسرعاً نتيجة تقدم وسيطرة الحوثيين على العديد من المناطق في اليمن، فما كان من المملكة الا ان شنت حرباً تحت مسمى «عاصفة الحزم» لإعادة الشرعية حسب ادعائها وانما بات واضحاً للجميع ان الهدف الأول هو خوف السعودية من ان يصبح اليمن تحت سيطرة الحركة الحوثية الحليف الأول لإيران، وهي تراقب ما تحققه ايران من انجازات على الصعيد الاقليمي، وخوف المملكة من ان تجد نفسها تحت ضغط دولة تعتبرها منافسها الرئيسي على الهيمنة الاقليمية التي تحلم بها، وبدأت قوات التحالف بقيادة السعودية حملة من الضربات الجوية على اليمن في اواخر آذار من العام الحالي، وحققت المملكة في الايام الماضية التقدم الميداني في بعض المناطق نتيجة إلقاء حممها فوق رؤوس اليمنيين وقتلت الآلاف منهم في تعز وصنعاء وصعدة والحديدة وعمران، وأكد مسؤول أممي أمام جلسة لمجلس الأمن الدولي ناقشت الأوضاع في اليمن ان هذه الهجمات التي تشنها الطائرات السعودية تنتهك بوضوح القانون الانساني الدولي.

كذلك واشنطن الداعم الأكبر للمملكة السعودية وحربها على اليمن لم تستطع الاستمرار في الصمت تجاه هذه الغارات وأصدر الناطق الرسمي باسم مجلس الامن القومي الأميركي في 19 آب بياناً عبّر فيه عن القلق الشديد ازاء الغارات الأخيرة للتحالف السعودي على مدينة الحديدة في اليمن.

فالتقدم غير المسبوق الذي احدثته قوات التحالف في اليمن في خضم الحرب الدائر بينهم وبين التحالف الحوثي ـ الصالح، برز بوضوح خلال الأسابيع الأخيرة في تغيير الموازين على الارض لمصلحة قوات التحالف وذلك بعد ان سيطرت هذه القوات على غالبية مناطق تعز ثالث كبرى المدن اليمنية، إضافة الى سيطرتهم على مقرات مخابرات الامن السياسي والسلطة المحلية وموقع جبل صبر الاستراتيجي في المدينة التي تقع وسط اليمن بحسب قائد ميداني موالٍ لهادي، وبعد تهديد رئيس المكتب السياسي للحركة الحوثية صالح الصماد بإجراء خيارات قوية ضد آل سعود وتعهد الصماد عبر صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي برد العدوان، حولت موجة الأحداث الأخيرة في اليمن غير الحاسمة اتجاهها لتعطي دفعة معنوية وقوة عسكرية حاسمة للحوثيين الذين تعهدوا باستعادة كافة المناطق التي فقدوا السيطرة عليها في محافظتي تعز وإب، وأعلن الحوثيون في 21 آب بعد معارك ضارية شهدتها مدينة تعز استعادة السيطرة على المناطق داخل المدينة من بينها مبنى المحافظة وحي الجحملية ونشرت وسائل اعلام صور للحوثيين منتشرين في بعض احياء مدينة تعز، بالاضافة الى اسقاط طائرة حربية سعودية على الحدود اليمنية السعودية وهذا ما أكده القيادي لدى جماعة انصار الله علي القحوم.

يؤكد المتابع للملف اليمني على ان السعودية التي باتت تدفع كلفة حربها على اليمن ومنيت بانتكاسات عسكرية عدة توهمت بتحقيقها التقدم ميدانياً في بعض المدن اليمنية بأن النصر لمصلحتها أصبح قاب قوسين ولكن سرعان ما جاء الرد الحوثي ليكسر شوكة المملكة وليؤكد على ان ما حدث من تقدم ميداني سعودي داخل الاراضي اليمنية كان لحفظ ماء وجهها للدخول بالتسوية التي ما زالت مفتوحة في مدينة مسقط التي اتخذها المبعوث الاممي الى اليمن مقراً لمشاوراته لتفعيل العملية السياسية التي تتطلب تنازلات من المملكة التي لم تبدِ أي موقف رسمي تجاه الجهود الأممية الأخيرة حتى اليوم غير ان التطورات الميدانية الأخيرة من المتوقع ان تدفعها نحو التنازل والقبول بأي حل ليحفظ لها قدراً من المكاسب ويوقف مزيداً من الخسائر التي تتكبدها المملكة ميدانياً وسياسياً وذلك بدءاً بوقف النار وفك الحصار للقبول بالحل السياسي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى