بيونغ يانغ دفعت بقوات خاصة إلى الخطوط الأمامية سيول تتشاور مع واشنطن لنشر أسلحة استراتيجية
قال الجيش الكوري الجنوبي إنه تأكد من أن قوات الشطر الشمالي الخاصة بـ«التسلل» نشرت في الخطوط الأمامية بينها 20 زورق إنزال بعد إعلان بيونغ يانغ حالة شبه الحرب.
ونقلت وكالة أنباء يونهاب عن مصادر في الجيش الكوري الجنوبي أمس أن جيش الشطر الشمالي نشر 20 زورق إنزال في مياه البحر الغربية انطلاقاً من قاعدته في بلدة تشولسان بمحافظة بيونغ- آن الشمالية.
وقالت الوكالة إن الزوارق على وشك التحرك نحو ميناء غوآم على بعد 60 كيلومتراً شمال خط الحدود المائي الشمالي، مشيرة إلى أن زوارق الإنزال البرمائية، تعد وسيلة لنقل جنود القوات الخاصة بسرعة بهدف التسلل، لافتة إلى أنها إحدى صنوف التسلل الثلاثة في كوريا الشمالية.
وكان الجيش الكوري الجنوبي، بحسب «يونهاب»، رصد نشر كوريا الشمالية حوالى 50 غواصة خاصة بالتسلل تحت المياه خارج نطاق رادارات القوات الكورية الجنوبية والأميركية، وأنها أرسلت عناصر القوات الخاصة إلى الخطوط الأمامية من أجل استهداف مكبرات الصوت المستخدمة في الحرب الإعلامية ضد الشمال.
ونقلت الوكالة عن مسؤول في الجيش أن تحركات أكثر نشاطاً رصدت لقوات «التسلل» لكوريا الشمالية بعد إعلان بيونغ يانغ دخولها في حالة شبه الحرب، إضافة إلى رصد تحركات نشطة في قواعد الصواريخ، مضيفة أن مسؤولاً آخر قال: «يبدو أن معظم القوات الكورية الشمالية تتحرك بموجب دليل خاص بحالة شبه الحرب حاليا».
وكانت سيول اشترطت على جارتها الشمالية الاعتذار عن «استفزازاتها العسكرية» مقابل نزع مكبرات الصوت من الحدود، في ظل مشاورات مع واشنطن لنشر أسلحة استراتيجية أميركية للتصدي لبيونغ يانغ.
وشددت رئيسية كوريا الجنوبية بارك كون – هي أمس على أن بلادها سترد بحزم على أي استفزاز عسكري محتمل من قبل كوريا الشمالية وأنها ستواصل البث الإذاعي ضدها ما لم يعتذر الشطر الشمالي عن استفزازاته العسكرية وأن يتعهد عدم تكرارها، مشيرة إلى أن المفاوضات بين الجانبين في قرية «بانمونجوم» الحدودية متواصلة منذ السبت للتوصل إلى اتفاق نهائي.
وفي الوقت نفسه تعهدت الرئيسة الكورية الجنوبية بذل جهود للسلام في شبه الجزيرة الكورية وتحقيق «الازدهار المشترك بين البلدين» إذا انتهت المفاوضات بصورة إيجابية.
جنود من كوريا الجنوبية على الجسر المؤدي إلى قرية «بانمونجوم» التي تجري بها المفاوصات Reuters جنود من كوريا الجنوبية على الجسر المؤدي إلى قرية «بانمونجوم» التي تجري بها المفاوصات
إلى ذلك، تواصلت المحادثات رفيعة المستوى بين الكوريتين لليوم الثالث من دون التوصل إلى اتفاق من شأنه نزع فتيل التوتر في شبه الجزيرة الكورية.
وقالت وزارة الوحدة بكوريا الجنوبية إن وفدي الكوريتين واصلا مفاوضاتهما الماراثونية لأكثر من 16 ساعة حتى الساعة الثامنة صباح اليوم أمس عقب استئنافها الأحد على الجانب الجنوبي من الخط الفاصل بين الكوريتين. ويترأس وفد كوريا الجنوبية المستشار الرئاسي للأمن الوطني كيم كوان جين ووزير الوحدة هونغ يونغ – بيو، فيما يترأس الوفد الشمالي المدير العام للشؤون السياسية للجيش الشعبي وسكرتير حزب العمال للعلاقات مع كوريا الجنوبية كيم يانغ غون.
ونقلت وكالة يونهاب عن مصادر أن النقاش تركز بين الجانبين منذ بداية المحادثات حول حادثة انفجار الألغام التي زرعتها كوريا الشمالية في المنطقة المنزوعة السلاح وإطلاق الشطر الشمالي قذائف مدفعية في الجبهات الأمامية الغربية.
في المقابل، تطالب كوريا الشمالية بوقف الحرب النفسية التي يشنها جيش الشطر الجنوبي عبر مكبرات الصوت المنصوبة على طول خط الحدود والتي استؤنفت انتقاماً لعملية انفجار لغم في المنطقة منزوعة السلاح في 4 آب ما أدى إلى إصابة جنديين كانا في دورية استكشافية بجروح بليغة.
ونقلت «يونهاب» عن مسؤول حكومي إشارته إلى وجود تقدم في المفاوضات الجارية بين الطرفين، إلا أنه قال إن تبايناً في مواقف الطرفين لا يزال يعرقل التوصل إلى تسوية.
وتعد المحادثات الجارية حالياً الأولى من نوعها بين مسؤولين كبار من الكوريتين منذ تولي حكومة الرئيسة بارك كون-هيه زمام السلطة، وجاءت بمبادرة من الشطر الشمالي بعد أن وصل التوتر بين الجانبين إلى مستوى الاستنفار استعداداً للحرب.
في السياق نفسه، ذكرت وكالة أنباء «يونهاب» أن كوريا الجنوبية والولايات المتحدة تتشاوران حول نشر قاذفات استراتيجية من طراز بي 52 وغواصات نووية ومعدات عسكرية استراتيجية أخرى في المنطقة، وذلك بهدف التصدي لأية استفزازات إضافية من كوريا الشمالية، بحسب الوكالة الكورية الجنوبية.
وأعلن بيان للمتحدث باسم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية كيم مين-سوك أن سيول وواشنطن تجريان مشاورات بشأن إمكان نشر معدات عسكرية أميركية استراتيجية في البلاد، مضيفاً أن البلدين يواصلان حالة التأهب القصوى لردع كوريا الشمالية عن القيام بأعمال استفزازية، وأنهما سيردان على أية استفزازات جديدة بشكل صارم.
وتشمل الأسلحة الاستراتيجية الأميركية التي يجرى الحديث عنها، طائرات قاذفات استراتيجية من طراز بي- 52 وطائرات الشبح التي لا يرصدها الرادار من طراز بي-2 . ويتمركز هذان النوعان من الطائرات حالياً في قاعدة أندرسون العسكرية في جزيرة غوام، غرب المحيط الهادئ، إضافة إلى غواصات نووية ترسو حالياً في قاعدة بحرية في مدينة يوكوسوكا اليابانية.
وكانت الولايات المتحدة نشرت مثل هذا النوع من الأسلحة الاستراتيجية في المنطقة 7 مرات في الماضي حين أعلنت كوريا الشمالية حالة أشبه بالحرب.